في بادرة هي الأولى من نوعها نظمت بلدية سوسة حفلا موسيقيا مجانيا بالمسرح البلدي في إطار «افتتاح الموسم الثقافي البلدي». (الشروق ) مكتب الساحل وتمّ عرض المحطات الثقافية التي برمجتها البلدية طوال العام بدءا بمهرجان التراث في عطلة الشتاء ومهرجان ربيع سوسة في عطلة شهر مارس. حفل الافتتاح أمّنه الموسيقي عازف الكمنجة زياد الزواري في عرض مصغر لعمله «إلكترو بطايحي» بمرافقة سبعة فنانين بينهم مطربون وهما الشابان سيف التبيني وألفة حمدي، العرض سبق تقديمه في افتتاح أيام قرطاج الموسيقية ب 14 عنصرا على الركح وهو كما يدل عليه عنوانه عرض تم الإشتغال فيه على المزج بين إيقاع البطايحي وموسيقى الإلكترو في محاولة لإيجاد إطار آخر للموسيقى التقليدية التونسية حتى تكون لها مكانة في المشهد الموسيقي العالمي حسب ما أكّده الزواري ل «لشروق». وتضمن العرض عشر مقطوعات بين العزف والغناء كانت بمثابة جولة في ربوع البلاد التونسية عكست موروثا غنائيا من عدة ولايات واختلفت عناوين هذه المقطوعات من «هندي تالة»، «زعمة ثورة»، « يا غريب وجالي»... أبدع زياد في التركيبة الموسيقية وأكّد أنه من طينة الكبار في العزف بتطويعه آلة الكمنجة بصفة أبهرت الحاضرين فيما برز المطربان الشابان سيف التبيني ابن العزوزية بزغوان وألفة مختارابنة منزل بوزيان وهما خريجا المعهد العالي للموسيقى، في لون «البدوي»... صوتان قويان أديا بامتياز ما طُلب منهما وعكسا مساحة صوتية متميزة تنبئ بمستقبل زاهر لهذين الموسيقيين. وفي لقاء ب «الشروق» تحدثت ألفة عن كيفية حضورها في العرض بعد ان اكتشفها زياد في المعهد العالي للموسيقى بسوسة عند تقييمها رسالتها الجامعية فاختارها للمشاركة في عرضه وقالت ألفة عن اختيارها للون الغنائي البدوي «تربيت وسط عائلة تغني هذا اللون فأبي وأمي يغنيان هذا اللون الذي تعلقت به وكنت أغنيه منذ الصغر ويعجبني وهذا لا يعني أني لا أتقن بقية النوعيات ولي مشروع غنائي متنوع سيظهر إلى النور قريبا». وحول قراءته الفنية للعرض قال المطرب حيدر أمير الذي كان من بين المواكبين للعرض «تابعت العرض بنظرة موسيقي فقد أبدع زياد في العزف وفي التركيب الموسيقي خاصة تطويع الفن التونسي باعتماد تقنيات حديثة وهذا مهم لتسويق الموسيقى التونسية الأصيلة، وأحسن توظيف إيقاع البطايحي والذي نستعمله بكثرة في المالوف وتوظيف مختلف الألوان الموسيقية من عدة ولايات وترغيب الشباب فيه وهذا المهم وزياد من الفنانين الذي وجد مكانته خارج تونس وهناك اكتشفوا قيمته الفنية ودعموه ويعرض في أكبر المسارح العالمية».