ينطلق موسم جني الزيتون بولاية المنستير يوم 12 نوفمبر الجاري وفق ما تم الاتفاق عليه بين المصالح الجهوية والوطنية والأكيد أن عملية الجني لن تكون سهلة في ظل الصابة القياسية ونقص اليد العاملة. «الشروق» مكتب الساحل: ولضمان أفضل الظروف للقيام بعملية جني الزيتون في الولاية انتظمت جلسة عمل بحضور المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية عبد الملك السلامي والمدير الجهوي لديوان الزيت بسوسة ورئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري وممثلي معاصر الزيتون وممثلي مجامع مالكي الزياتين خصصت لمزيد التنسيق بين مختلف المتدخلين لحماية وتأمين الصابة التي تعد قياسية هذا الموسم حيث قدرت ب 97400 طن من الزيتون وما يعادلها 19500 طن زيتا ومنها 13888 طنا من الزيتون البيولوجي وما يعادلها 2778 طنا من الزيت البيولوجي. صابة قياسية وفي عرض مفصل لقطاع الزياتين بولاية المنستير أكد المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية أن هذا الموسم يعد قياسي مقارنة بالمواسم السابقة ومقارنة بالمعدل السنوي بالجهة والمتمثل في 60500 طن من الزيتون وما يعادله 12100 طن زيت وهو ما يستدعي تكاتف جهود مختلف المتداخلين لتامين صابة هذا الموسم بعد أن تم تحديد حاجيات الجهة ب 973900 يوم عمل و10200 عامل. وأضاف السلامي أنه يوجد بالجهة 124 معصرة منها تقليدية وشبه عصرية ومعاصر ذات سلسلة مسترسلة بطاقة تحويل 5614 طن يوميا ومن المنتظر إفراز 64862 مترا مكعبا من مادة المرجين علما وأنه يوجد بالجهة 5 مصبات مرجين بطاقة استيعاب 173000 متر مكعب متوفرة منها حاليا 61000 متر مكعب، وفي هذا الإطار ولتغطية الفارق بين الإنتاج وطاقة الاستيعاب يمكن المواصلة في تجربة رش مادة المرجين بحقول الزياتين. تسعيرة منخفضة وبالنسبة إلى الأسعار المرجعية للجني والتحويل تم الاتفاق على أن يكون سعر الجني مع رفع النشيرة ب 90 دينارا للقفيز و 80 دينارا للقفيز دون رفع النشيرة و110 مي لتحويل الكغ الواحد من الزيتون مع رفع الفيتورة و105 مي للكغ الواحد دون رفع الفيتورة بالنسبة للمعاصر التقليدية وشبه العصرية في حين حدد سعر تحويل الكغ الواحد من الزيتون مع رفع الفيتورة ب140 مي و130 مي دون رفع الفيتورة بالنسبة للمعاصر ذات سلسلة مسترسلة. أما أسعار بيع الزيت المحددة من قبل الهياكل الراجع لها بالنظر والمقدرة بنحو 50 دينار للدكل الواحد. وعن هذه الأسعار وفي تصريح ل "الشروق" قال السيد محمد القداري (فلاح) إنها منخفضة جدا وإنها لا تفي بالحاجة ولا تغطي المصاريف ولا تشجع الفلاح على القيام بعملية الجني خاصة في ظل غلاء اليد العاملة ( 40 د ) للعامل يوميا وعدم توفرها بالقدر الكافي. وأضاف "شخصيا اتفقت مع بعض الأطراف لتقوم بعملية الجني مقابل تمكيني من نصف المحصول وهي طريقة تعفيني على الأقل من الخسارة و معمول بها في الجهة وحسب رأيي فان الأسعار المنخفضة جدا لن تشجع الفلاحين على القيام بعملية الجني وسيبقى الزيتون في أصوله بما سيشكل خسارة للفلاح وللدولة." سرقات وجمعيات غائبة ومن جهة أخرى أوضح المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية أنه يوجد بولاية المنستير 3527000 شجرة زيتون منها 2600630 أصل زيتون في طور الإنتاج و 315170 شجرة زيتون فتية و611200 زيتونة هرمة في إشارة إلى انه تم تقليع 15 هك من الزياتين الهرمة وتعويضها بشجيرات على مساحة 200 هك ،وقال إن مصالح المندوبية تتابع الوضع الصحي لأصول الزيتون لحمايتها من مختلف الأمراض والآفات وأنها قامت خلال هذا الموسم بمداواة 350000 أصل زيتون بمعتمدية بنبلة بعد ظهور إصابات بذبابة الزيتون. وبرغم كل هذه العناية والمتابعة من قبل الهياكل المعنية فان الفلاحين أشاروا ل "الشروق" بأن غياب جمعيات مالكي الزياتين منذ قيام الثورة وغياب "الصوان " وهو حارس الغابة ساهم في انتشار السرقات وفي الإضرار بأصول الزيتون. وجاء هذا على لسان السيد المكي فرحات رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بالمنستير والذي طالب الجهات المسؤولة بإعادة الروح لهذه الجمعيات وفض الإشكاليات العالقة بهيئاتها القديمة ومراجعة أسعار البيع للعموم. ومن جهة أخرى قال السيد سمير مهني (فلاح) إنّ معاصر الزيتون كانت تمكن الفلاحين من مبالغ مالية للانطلاق في عملية الجني وغيرها لكنها تراجعت عن ذلك هذا الموسم لتزيد في تعميق المشاكل المادية للمعنيين بالأمر. توصيات السلط الجهوية وتأكيدا على أهمية صابة الزيتون لهذا الموسم بجهة المنستير ومردوديتها على الاقتصاد الوطني وعلى الفلاحة بصفة عامة أكدت ضرورة تسخير كل الإمكانيات لحمايتها من السرقة ومن العبث ودعت إلى تحسيس وتوعية وتوصية للفلاحين وأصحاب المعاصر باتباع الطريقة المثلى في عملية جني الزيتون ونقله وتحويله بهدف الحصول على جودة عالية من الزيوت مع وجوب خزنها في ظروف ملائمة للمحافظة على جودتها وعلى القدرة التنافسية عند ترويجها في الأسواق العالمية. كما أكدت دعمها لمجامع مالكي الزياتين التي تعمل على حماية وتأمين موسم جني الزيتون ودعت هياكل المراقبة المعنية وخاصة المصالح الأمنية إلى ضرورة المتابعة والمراقبة واتخاذ الإجراءات القانونية والردعية اللازمة ضد المخالفين من ظاهرة الرعي العشوائي بغابات الزياتين وضد عمليات سكب مادة المرجين على حواشي الطرقات فضلا عن اتخاذ قرارات الغلق النهائي طيلة موسم جني الزيتون لكل معصرة تفتح أبوابها قبل تاريخ انطلاق جني الزيتون المتفق عليه من قبل مختلف الأطراف المتدخلة.