عن الهيئة العامة المصرية للكتاب صدرت المجموعة الشعرية "كتدبير احتياطي'' وهي المجموعة الشعرية الحادية عشرة والكتاب الخامس عشر للكاتب والشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح الذي له اصدارات تنوعت ببن الشعر والرواية والدراسة الادبية والترجمة والمسرح. وقد جاءت هذي المجموعة في 100صفحة وتضمنت اكثرمن اربعين نصا شعريا تتسم بالبحث والتجريب في الشعرية ولئن جاءت بعض القصائد وفق نظام التفعيلة غير انها وفق خطة اعتمدها الشاعر في مجمل أعماله الشعرية تثغيا البحث عن جمالية الشعر من خلال التنويع على الإيقاع باعتبار ان الايقاع مرقى فني يسعى اليه كل فنان لم تتخذ هذي القصائد موضوعا موحدا لها لكنها توجه القارئ نحو الاسئلة الكونية من قبيل الحرية والتحرر والحب والامل والإنسان في جوهره وهي لا تقدم اجوبة عن هذي الاسئلة وتستفز القاريء لمزيد تعميقها ذلك ان الشاعر يؤمن ان القصيدة تكتمل بالقارئ فالقارئ شريك معه في بنائها... الشاعر لا يكتب انما بفتح في الهواء المتقادم نوافذ يطلُّ منها على غابات مجهولة غرقت فيها بحار كان قد تاه فيها صيادون أغوتهم عرائس العتمة وضاعوا بين ستائر الضباب ليلوح المتبقي منهم منحوتا على جدران الرياح… "كتدبير احتياطي" أبعد ما يكون عن "تدبير المتوحد"… أقرب ما يكون لسيرة ابن باجة ولا علاقة له بالمدينة الفاضلة، ولا يجب ان تكون للشعر علاقة بالفلسفة او بالفكر المنطقي بدأ ابن باجة حياته طبيبا قاضيا وانتهى الى نكران هاتين المهنتين بل مات مسموما بعد انهائه ل"تدبير المتوحد ". من قصائد هذه المجموعة الشعرية العمق الحدائق التي لا تنام ليلا لا تُزعج أحدا ليس البحر كما تعتقدون أشد عمقا؛ والسماء التي تتعالى ليست بدورها أكثر علوا؛ الأيام لا تتوالى، تخفق احيانا في اكتمال استدارتها وتلتف حول نفسها؛ سوف يكفي القليل من الطيش ليكف العمر عن الكذب وتخلع الأشجار قمصانها نكاية في عدالة الفصول المزعومة.