أشرنا في عدد الثلاثاء أن مدافعنا الدولي ديلان برون مُهدّد بالعقاب نتيجة غيابه عن تربّص المنتخب لأسباب غير مُبرّرة. وقد تأكدت هذه التوقّعات على لسان مدربنا الوطني المنذر كبيّر الذي سمّى الأشياء بمُسمياتها وقال إن الحجة التي قدّمها مُحترفنا في بلجيكا ضعيفة ولا مفرّ من إحالة ملفه إلى المكتب الجامعي ليتّخذ ضدّه الإجراءات اللاّزمة. وكان مُحترف «لاغنتواز» البلجيكي قد طالب الإطار الفني للمنتخب بإعفائه من التربص التحضيري لمُقابلتي ليبيا وغينيا الإستوائية يومي 15 و19 نوفمبر بين رادس و»مَالابو». وقد ارتكز هذا المطلب على رغبة اللاعب في تسخير كامل جُهده لفرض نفسه في تشكيلة فريقه قبل العودة إلى المنتخب في سيناريو مُشابه لما حصل بالأمس القريب مع وهبي الخزري. الجامعة تختار التَعتيم فضح ملف ديلان برون سياسة التعتيم التي تسلكها الجامعة. فقد كان كل المُحيطين بفريقنا الوطني على علم بأن مُحترف «لاغنتواز» لن يأتي إلى المعسكر ومع ذلك فقد فضّلت الجامعة عدم التطرق إلى هذه المسألة. والطريف أن اللّجنة الإعلامية لجامعتنا المُوقّرة أصدرت يوم الاثنين 11 نوفمبر بلاغا مُقتضبا تشير من خلاله إلى أن مدربنا الوطني وجّه الدعوة إلى مدافع النجم السّاحلي زياد بوغطاس. وقد تكتّمت الجامعة بذلك عن النصف الثاني من الخبر وهوغياب ديلان برون. وكان لِزاما على الجامعة أن تُفصح عن الحقيقة منذ البداية بدل سياسة التَضليل. والغريب في الأمر أن بعض وسائل الإعلام المحسوبة على الجامعة قرأت الخبر في عددنا الصّادر بتاريخ 12 نوفمبر لكنها تجاهلت غياب برون وألّحت إصرارا على أن المنتخب سيقوم بتحضيراته بحُضور كلّ عناصره بإستثناء اللاعبين المُصابين وهم السليتي وكشريدة والشعلالي. هذا قبل أن يتحدّث المنذر كبيّر مساء أمس الأوّل ويُؤكد أن برون غير موجود. صَراحة المنذر كبيّر لئن اختارت الجامعة أسلوب التعتيم فإن مدربنا الوطني كان جَريئا وصَريحا إلى أبعد الحدود. فقد أكد المنذر كبيّر على الملأ أنه رفض المطلب الذي تقدّم به ديلان برون خاصّة أن اللاعب لا يشكو من اصابة ولا يواجه وضعا طارئا على المُستويين الشخصي والعائلي. ويَعتبر المنذر كبيّر أن برون كان مُطالبا بالحُضور تلبية لنداء الواجب. وقد حرص مدرب المنتخب في الوقت نفسه على الإشادة بأداء وسلوك لاعبنا الدولي على هامش المُقابلة الودية الأخيرة ضدّ الكامرون. صراحة المنذر كبيّر لم تقتصر على ملف ديلان برون بل أنه فعل الأمر نفسه في قضية «جيرمي دوديزياك» عندما قال إنه غير مؤهل قانونيا للّعب لفائدة تونس وذلك على عكس الجامعة التي امتنعت عن الخوض في المسألة لأن موقفها كان مُحرجا بعد أن وجّهت الدعوة لعنصر لا يملك الوثائق التي تُخوّل له التواجد في تونس إلاّ بصفته ك»سائح». اختلافات أفرزت قضيّة ديلان برون قراءات مُتباينة. فقد رحب البعض بالتشهير باللاعب ومُعاقبته من أجل فرض الانضباط وحتى يكون عِبرة لكل من «يتقاعس» في أداء واجبه لأسباب غير مشروعة. هذا في الوقت الذي يشيد فيه الكثيرون بالقِيمة الفنية والخصال السلوكية لديلان برون الذي يبقى للأمانة أحد أبرز التعزيزات الخارجية التي قامت بها جامعة الجريء في السّنوات الأخيرة. ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن المنذر كبيّر أساء التصرف مع ملف برون وكان بوسعه «حِماية» اللاعب تماما كما حدث مع وهبي الخزري الذي تحصل على ترخيص استثنائي ليستعيد بريقه مع «سانت ايتيان» قبل الإلتحاق بصفوف المنتخب ولوأن مدربنا الوطني يعتبر أن الحالتين مُختلفتين بحكم أن الخزري تغيّب عن الوديات في حين أن برون سيتخلف عن مقابلتين مُهمتين في تصفيات ال»كَان». ويذهب هؤلاء أبعد من ذلك ليؤكدوا أن الجامعة تنتهج سياسة الكيل بمكيالين. فهي تُعاقب مثلا حمدي الحرباوي وغيلان الشعلالي وحمدي النقاز وديلان برون لكنها قد لا تجد الشجاعة لكسر شوكة بعض النجوم الأخرى مثل يوسف المساكني ووهبي الخزري.