وجد المنذر كبيّر الجرأة ليقول على الملأ إنه وضع التونسي - الألماني «جيريمي دوديزياك» خارج حِساباته لأنه غير مُؤهل لتمثيل المنتخب الوطني لأسباب إدارية وليست فنية. والحقيقة أن شهادة المنذر كبيّر تُشكّل صَدمة شديدة إن لم نقل إن هذه الحادثة ترتقي إلى مرتبة الفضيحة خاصّة أن اللاعب المذكور ظهر بقميص المنتخب على هامش اللّقاء الودي أمام مُوريتانيا بتاريخ 6 سبتمبر 2019. وساد الاعتقاد بأن مُحترف هَامبورغ الألماني استوفى كلّ الشروط المطلوبة ليكون واحدا منّا ويلتحق بركب العناصر الحَاملة للدم التونسي والمُتمتّعة بالجنسية المُزدوجة على غرار السليتي والخزري وبرون والسخيري والخاوي والعيوني... أين الجامعة والإدارة الفنية؟ لا أحد يُنكر على الجامعة نجاحها في القيام بالعديد من التعزيزات الخارجية المُثمرة نستحضر منها على سبيل الذّكر لا الحَصر برون وحسن والسخيري ودراغر. لكن هذه النجاحات لم تُخف النقاط الداكنة في ملف اللاعبين المُتوافدين من الخارج. وقد جاءت حادثة «دُوديزياك» لتكشف حجم «التقصير» الحاصل على صعيد التّحري في الوضعيات الإدارية للعناصر المُستقطبة. وكان من المفروض التدقيق في ملف «دوديزياك» والتثبّت من كلّ الجزئيات التي تهمّ الجذور العائلية والجنسية فضلا عن الجوانب الفنية. وكان من الضروري أن لا يرتدي اللاعب الأزياء الوطنية ويشارك في المُباريات إلا بعد التأكد بنسبة ألف بالمائة بأنه يستجيب لكلّ الشروط المطلوبة. وهذا الدّور من مشمولات اللّجنة القانونية للجامعة المُزدحمة بالمُحامين والقُضاة. كما أن المسؤولية موكولة للإدارة الفنية واللّجان المُكلّفة بالتنقيب عن «طيورنا المُهاجرة» والتي تَحمل الجنسية المُزدوجة. الصّفقة الأفضل في انتظار أن تُقدّم الجامعة الايضاحات الرسمية والأجوبة النهائية بخصوص الوضعية القانونية ل»دوديزياك» من الضروري التَعريج على الجانب الفني لهذه «الصّفقة» التي قد تنتهي قبل أن تبدأ. وهُناك شبه إجماع على أن «دوديزياك» قد يكون «الانتداب» الأفضل على مستوى العناصر التي وقع استقطابها خلال الفترة الأخيرة (عمر العيوني – حمزة رفيعة – سليم الخليفي – عادل بالطيّب – آدم باللامين....). وقد انتمى «دوديزياك» لأغلب الأصناف الشابة لمنتخب ألمانيا ولاشك في أن هذا المكسب تحقّق بفضل مؤهلاته الجيّدة خاصة أن الألمان لا يُجاملون ولا يتلاعبون بالدعوات الموزّعة على العناصر الدولية. والجدير بالذّكر أن «دوديزياك» قادر على اللّعب في عدة مراكز كما أنه تدرب في فترة ما تحت اشراف الفني الألماني الشهير والرقم واحد في العالم «يورغن كلوب». في حالة عود هُناك مُعطى آخر يفضح «تقصير» الجامعة في إدارة ملف الوافدين من الخارج وهو الفشل المُتكرّر في تأهيل العناصر المُتّفق معها على تمثيل المنتخب. ويتذكّر جميعنا الصُورة التي ظهر فيها مدربنا السابق نبيل معلول ورئيس الجامعة وديع الجريء وكان يتوسّطهما اللاعب التونسي – السويدي – الفنلندي كريم المرابطي. وقد أوهم معلول والجريء الجمهور التونسي بأن المرابطي في طريقه إلى المنتخب هذا قبل الإعلان عن سقوط الصّفقة في الماء لأسباب إدارية حسب رواية الجامعة. وكان المنتخب الأولمبي قد فشل بدوره في الاستفادة من الوافد الجديد من السويد آدم باللامين نتيجة التَعطيلات الحَاصلة في تأهيله. والحقيقة أن فضيحة تأهيل بعض عناصرنا الناشطة في أوروبا قد تُعتبر «عادية» بالمُقارنة مع مهزلة القرن وهي ظهور «فوسيني كُوليبالي» في منتخب معلول حاملا للجنسية الإيفوارية لا التونسية. وقد تمّ التخلي في مرحلة مُوالية عن فكرة تجنسيه وأكدت الجامعة أن الاستغناء عن نجم الترجي يعود إلى المسائل الرياضية وهوأمر لم يصدّقه أحد خاصّة أن معلول فعل المُستحيل لرؤية «كُوليبالي» في الوسط الدفاعي للمنتخب. التركيز على ال«شان» بعيدا عن قصية «دوديزياك» انطلق المنتخب منذ الأمس في التَحضير للمُقابلة التي تنتظره يوم 20 أكتوبر ضدّ ليبيا في إطار إياب الدور الأخير من التصفيات المُؤهلة لبطولة افريقيا للاعبين المحليين (الكامرون 2020). وقد أظهر المنتخب تركيزا عاليا خاصّة أن مباراة ليبيا ستكون حاسمة على درب العبور إلى ال»شان» كما أن المُنافس سيبذل قُصارى جُهده للعودة في النتيجة وانتزاع بطاقة الترشح. وكان منتخبنا قد فاز بهدف لصفر في رادس وسيعمل أبناء المنذر كبيّر على المُحافظة على هذه الأسبقية أوتدعيمها في المباراة المُنتظرة يوم الأحد في ضيافة المغرب وهو البلد الذي اختاره الليبيون لإقامة تربصاتهم وخوض مُبارياتهم في ظل الأوضاع الأمنية الصّعبة التي تعيشها جارتنا من جهة الشرق. الغربي يسبق الوفد في ظل أهمية اللّقاء المُرتقب أمام ليبيا كلّفت الجامعة المسؤول محمّد الغربي بالتحوّل اليوم إلى المغرب للإشراف على كلّ الترتيبات التنظيمية هذا قبل أن تلتحق البعثة الرسمية يوم الخميس القادم. ويملك محمّد الغربي خبرات واسعة على مستوى الرحلات الخَارجية ولاشك في أنه سينجح في تأمين جميع مُمهّدات الراحة للمنتخب طيلة فترة اقامته في المغرب وهي أكثر من شقيق. قائمة المنتخب الوطني للاعبين المحليين من النادي الافريقي: عاطف الدخيلي – فخر الدين الجزيري – ياسين الشماخي – وجدي الساحلي من النجم: مالك بعيو – زياد بوغطاس – صدام بن عزيزة - فراس بلعربي – وجدي كشريدة – مرتضى بن وناس – ماهر الحناشي. من الترجي: معز بن شريفية – فادي بن شوق – محمّد علي بن رمضان – أنيس البدري – طه ياسين الخنيسي من النادي الصفاقسي: أيمن دحمان – هاني عمامو – حمزة الجلاصي – حمزة المثلوثي – حبيب الوسلاتي من الاتحاد المنستيري: إلياس الجلاصي من اتحاد بن قردان: غازي عبد الرزاق دُوديزياك في سطور ألماني - تونسي (يُشاع بأنه أصيل جزيرة جربة) من مواليد عام 1995 يحذق اللّعب في عدة مراكز (ظهير أيمن / ظهير أيسر / لاعب وسط...) لعب لفائدة شالكه 04 وسانت باولي وبوروسيا دورتموند (تدرب تحت اشراف يُورغن كلوب) انتمى إلى أغلب الأصناف الشابة لمنتخب ألمانيا خاض مع ألمانيا نهائيات بطولة أوروبا لأٌقل من 17 عاما (سنة 2012) ينشط الآن مع هَامبورغ الذي يقود الدرجة الثانية في ألمانيا (سجّل هدفين في 8 مُباريات) ظهر في تشكيلة المنتخب التونسي يوم 6 سبتمبر 2019 (لقاء ودي ضدّ مُوريتانيا)
