رغم الهدنة التي أتت بوساطة أممية مصرية بعد التصعيد الأخير، لايزال الوضع هشا في قطاع غزة بما ينبئ أن المواجهة أو التصعيد مجددا قادم ولا مفرّ منه لوضع حد للعربدة الصهيونية. القدسالمحتلة (وكالات) واستهدفت غارات لجيش الاحتلال الإسرائيلي فجر امس مواقع لحماس في غزة، بعدما بقيت الحركة التي تسيطر على القطاع المحاصر في منأى عن الضربات في دوامة العنف الأخيرة، ما يؤكد هشاشة اتفاق التهدئة. وأعلن جيش الاحتلال أنه شن ضربات في قطاع غزة بعد اعتراضه صاروخين بفضل منظومته الدفاعية "القبة الحديد". لكن في تغيير مهم منذ مطلع الأسبوع الجاري، قالت سلطات الاحتلال إنها قصفت "مواقع لحماس" وليس حركة الجهاد الإسلامي. وعبر تطبيق واتساب أوضح جيش الاحتلال في رسالة أن "صاروخين أطلِقا من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية واعترضهما نظام القبة الحديدية". وأضاف أنه قصف على الأثر "مواقع لحماس" في غزة. من جانبها، قالت مصادر أمنية فلسطينية إن الضربات الصهيونية استهدفت موقعين لحماس في شمال القطاع حيث يعيش مليونا فلسطيني تحت حصار الاحتلال. وكان جيش الاحتلال قد أطلق الثلاثاء الماضي سلسلة ضربات استهدفت على حد قوله، عناصر من حركة الجهاد الإسلامي في غزة متجنبا في الوقت نفسه ضرب حماس التي أبرمت منذ أشهر اتفاق تهدئة مع الكيان. وقال الناطق باسم جيش الاحتلال دوناتان كونريكوس "خلال العملية ميزنا بين حماس والجهاد الإسلامي"، موضحا "أردنا إبقاء حماس خارج المعارك". من جهتها، قررت حماس على ما يبدو عدم مساندة حركة الجهاد الإسلامي حتى لا تعرض اتفاق تهدئة أبرمته مع الكيان المحتل بعد التفاوض بشأنه برعاية مصر وقطر، للخطر، وينص الاتفاق على تقديم مساعدة شهرية بملايين الدولارات. وبعد مواجهات استمرت يومين وأسفرت عن سقوط 34 شهيدا في قطاع غزة ولم تسفر عن قتلى في الكيان المحتل الذي استهدف ب450 صاروخا، وافقت حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ صباح الخميس الماضي. لكن وقف إطلاق النار هذا يبقى هشا إذ إن الطيران الحربي للاحتلال شن غارات على غزة اول امس بعد إطلاق صواريخ من القطاع بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ. من جهة أخرى أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مساء امس متانة العلاقة التي تجمع حركته بحركة الجهاد الإسلامي، مشدّدًا على أن فاتورة الحساب مع الاحتلال الإسرائيلي ليست مغلقة. وقال هنية، خلال تقديمه واجب العزاء لذوي الشهيد القائد بهاء أبو العطا بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة: "نحن لا نساوم على دماء رجالنا وقادتنا؛ فكان الانتقام والثأر". وأضاف، وفق وكالة "صفا"، أن "حماس والجهاد والقسام والسرايا هي عروة وثقى لا انفصام لها؛ لأنها متمسكة بحبل الله المتين بالمصحف والبندقية". وذكر أن "حماس والجهاد حركتان تصنعان التاريخ، وليست عابرتان على حركة التاريخ". وأشار هنية إلى أن "فصائل المقاومة في غرفة العمليات المشتركة، التي تعد تطورًا نوعيًا في وحدة الميدان والقرار والأداء، كلها في موقف التحالف الاستراتيجي المعمّد بالدم في ميادين التدريب والإعداد والتطوير وميدان المقاومة والمواجهة". ولفت إلى أن الاحتلال يحاول صناعة الفتن، مضيفًا "لكن الوعي والثقة المتبادلة وعمق التجربة والدماء المختلطة والبنادق المشرّعة دائمًا تقطع الطريق على كل مخططات زرع الفتنة بين أبناء شعبنا". واضاف "سنظل في الخندق الواحد والثغر الواحد أمام عدو واحد وسيرى شعبنا من حماس والجهاد، من القسام والسرايا ومن كل الأذرع العسكرية وفصائل المقاومة، ما يحب أن يراه". وبشأن المواجهة الأخيرة في غزة، قال هنية إنها: "جولة ليست الأولى ولا الأخيرة، ومعركة مفتوحة، وفاتورة الحساب مع العدو ليست مغلقة".