تواصلت أمس الاثنين في إيران الاحتجاجات الرافضة لرفع أسعار البنزين. واعتقلت السلطات مئات الأشخاص. وفي حين ربطت الحكومة زيادة الأسعار بالعقوبات والضغوط غير المسبوقة، حذر الحرس الثوري المحتجين. وتعهد بالتصدي لمن يحاول المساس بالأمن والاستقرار. طهران (وكالات) أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أمس الاثنين، بسقوط قتيلين و4 جرحى في احتجاجات مدينة بومهن بمحافظة طهران. وقالت جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، أمس الاثنين، إن الاحتجاجات التي تجتاح إيران اتسعت لتشمل أكثر من 100 مدينة. وقالت مصادر إيرانية رسمية، إن «مثيري الشغب»، هاجموا، عدة حوزات ومواقع دينية في عدد من المدن الإيرانية. وعاثوا فيها فسادا ودمارا. وبحسب وكالة "فارس"، هاجم مثيرو الشغب، مصلى صلاة الجمعة في بلدة القدس غرب طهران. وأضرموا النيران بكتب القرآن الكريم. ومن جهته قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي أمس الاثنين إن الدولة تعترف رسميا بالاحتجاجات. لكنه أكد أن القرار ضروري في ظل العقوبات والضغوط غير المسبوقة على البلاد. وأوضح في مؤتمر صحفي أن الحكومة حصلت على موافقة السلطتين التشريعية والقضائية والمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي قبل اتخاذ قرار زيادة أسعار البنزين. ورأى ربيعي أن الرئيس حسن روحاني بهذا القرار «ضحى بنفسه من أجل مصلحة البلاد والشعب». وقال إن الهدف من قرار اعتماد نظام الحصص في توزيع الوقود ورفع الأسعار هو تحقيق العدالة الاجتماعية. وأضاف أن القرار ضروري في وقت «تشهد فيه البلاد عقوبات وضغوطا غير مسبوقة». وأكد ربيعي سقوط قتلى من قوات إنفاذ القانون في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد. وفي وقت سابق تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بتقديم مساعدات للفئات الاجتماعية المحرومة اعتبارا من يوم امس الاثنين. وأفادت الأنباء الواردة من إيران بأن نحو مائة مدينة ومنطقة في كافة أرجاء البلاد شهدت تجمعات احتجاجية شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين، وأن السلطات اعتقلت أكثر من ألف شخص خلال يومين. ومن جهته أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، أنه سيتصدى لجميع أنواع الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار داخل البلاد. وفي أول بيان أصدره تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الأيام الأخيرة، على خلفية رفع أسعار البنزين، اتهم الحرس الثوري الولاياتالمتحدة و»أعداء الثورة» في داخل البلاد ووسائل إعلام تابعة لكيان إسرائيل، بالوقوف وراء الاضطرابات. وقال البيان: «ما جرى في إيران كان بدعم مسؤولين في أمريكا وعائلة بهلوي والحرب النفسية التي تخوضها وسائل إعلام صهيونية». واعتبر البيان أن الحفاظ على أمن البلاد وهدوء المجتمع واستقراره «واجب شرعي وقانوني، من خلال التعاون مع باقي القوات المسلحة والأمنية». واندلعت الموجة الأخيرة من الاحتجاجات التي عمت طهران ومدنا إيرانية أخرى، يوم الجمعة الماضي، بعد إصدار الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قرارا برفع سعر البنزين 3 أضعاف مقارنة بسعره السابق في البلاد. وواجه هذا القرار ردود فعل سلبية واسعة داخل البلاد، من ذلك بعض نواب البرلمان الإيراني. ويعيش الاقتصاد الإيراني صعوبات جسيمة في ضوء الضغوط المستمرة من قبل الولاياتالمتحدة، وخاصة بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن على قطاع النفط الإيراني بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في ماي 2018، انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي وطهران.