تشهد معظم المناطق الإيرانية على مدار الايام الماضية احتجاجات عارمة ضد قيام الحكومة برفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، تخلّلتها أعمال شغب وعنف ومحاولات لإحراق بعض مستودعات النفط. طهران (وكالات) وأكدت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، امس، وقوع قتلى في صفوف المتظاهرين، فضلًا عن اعتقال القوات الأمنية نحو ألف من المحتجين في مختلف المدن والمحافظات الإيرانية التي شهدت الاحتجاجات الأخيرة، اعتراضًا على قرار زيادة أسعار الوقود. وبحسب ناشطين ارتفع عدد القتلى منذ الجمعة الماضية إلى 12، فيما تحدثت مصادر، امس الأحد، عن مقتل شرطي خلال الاحتجاجات. وأشارت الوكالة إلى أن عدد المحتجين، منذ يوم الجمعة الماضي وحتى الآن، وصل إلى 87 ألفًا و400 مواطن، بينهم 85200 رجل و5200 امرأة خرجوا في موجة الاحتجاجات التي شهدتها أغلب المدن الإيرانية. وأضافت الوكالة أن حجم الخسائر المالية والإنسانية بسبب هذه الاحتجاجات، يفوق ما تسببت به موجة الاحتجاجات التي أطلقها الإيرانيون في ديسمبر من العام 2017، اعتراضًا على تردي الأوضاع المعيشية. من جهته قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، امس، إن الاحتجاج حق للشعب لكن إثارة الشغب ليست احتجاجا. وأضاف روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بحسب قناة «العالم» الإيرانية، أن «الحكومة اختارت رفع أسعار الوقود من بين خيارات شملت زيادة الضرائب وزيادة تصدير النفط».مضيفا «لو لم نرفع سعر البنزين لعادت إيران لاستيراده خلال عامين». وأوضح أن «قرار رفع أسعار البنزين في إيران يهدف لمساعدة الفئات الفقيرة».وأكد الرئيس الإيراني أنه «يجب عدم السماح بزعزعة استقرار إيران». بدوره قال حسام الدين أشينا، مستشار الرئيس الايراني، إن ايران «ليست العراق أو لبنان» وإن من وصفهم ب"الانتهازيين" في الداخل والخارج قد ارتكبوا خطأ استراتيجياً آخر عندما حركوا التظاهرات. وعلق أشينا على التظاهرات الاحتجاجية التي عمّت عشرات المدن الإيرانية خلال الأيام الثلاثة الماضية، قائلا: «لن نسمح لوسائل الإعلام أن تحدد مصيرنا.. لسنا لبنان أو العراق.. السفارة الأمريكية في طهران أُغلقت منذ سنوات مضت». من جهة أخرى نقل التلفزيون الرسمي في إيران، امس، عن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قوله إنه يجب تطبيق زيادة سعر البنزين، معلنًا مساندته رفع سعر البنزين والذي أدى إلى إثارة احتجاجات في شتى أنحاء البلاد. وأنحى خامنئي باللوم في ما وصفها ب «أعمال التخريب» على من سمّاهم ب «معارضي الجمهورية الإسلامية والأعداء الأجانب»، على حد تعبيره. وقال خامنئي: «هذا القرار جعل بعض الناس يشعرون بقلق دون شك.. ولكن أعمال التخريب وإشعال الحرائق يقوم بها مثيرو الشغب وليس شعبنا. الثورة المضادة وأعداء إيران يدعمون -دائمًا- أعمال التخريب وانتهاك القانون ويواصلون فعل ذلك». وأعلن المتحدث باسم البرلمان الإيراني، أسد الله عباسي، امس، عن عقد البرلمان جلسة طارئة بحضور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، وذلك وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تجتاح أغلب المدن الإيرانية لليوم الثالث على التوالي، رفضًا لقرار زيادة أسعار الوقود. وقطعت السلطات في إيران، خدمة الإنترنت الثابت والجوال، في عموم البلاد، على وقع الاحتجاجات المتواصلة ضد رفع أسعار البنزين. وذكرت وكالة العمال الإيرانية للأنباء «إيلنا»، نقلًا عن مصادر أمنية، أن مجلس الأمن القومي الإيراني، اتخذ قرارًا بحجب الإنترنت بسبب المظاهرات الأخيرة. ولم يفتح التجار أبواب محالهم في سوق طهران الكبير، بينما اتخذت السلطات تدابير أمنية مكثفة في العاصمة تحسبًا لاحتمال اندلاع مظاهرات. وقفزت الأسعار الجديدة إلى ما لا يقل عن 15000 ريال (13 سنتًا أمريكيًّا وفق أسعار السوق الموازية) لكل لتر من البنزين في تعاملات أول أمس، بزيادة 50 % عن الجمعة الماضي.