طهران )وكالات) قتل تسعة أشخاص آخرون خلال الاحتجاجات خلال ليل الاثنين في إيران، حسبما قال التليفزيون الرسمي الإيراني. وبذلك يرتفع عدد قتلى المظاهرات خلال الأيام الست الماضية إلى 22. وقتل التسعة خلال اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وفق التلفزيون الذي قال إن ستة من القتلى «هم من مثيري الشغب الذين حاولوا سرقة بنادق من مركز للشرطة في مدينة قاهدريجان، في محافظة إصفهان. وقالت تقارير إن أحد القتلى فرد بالحرس الثوري الإيراني. وأضافت التقارير إن رجل شرطة آخر قتل بالرصاص في مدينة نجف أباد. وأعلن نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت أن الأجهزة الأمنية الإيرانية أوقفت حوالي 450 شخصا منذ السبت الماضي في العاصمة طهران. خامنئي يتهم «أعداء إيران» وما زالت مظاهر الاحتجاج وأعمال العنف تتوسع في العديد من المدن الإيرانية رغم تلويح وزارة الاستخبارات الإيرانية بالقوة الصارمة في مواجهة ما تصفهم بمثيري الشغب، فيما أنحى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي باللائمة على من وصفهم ب»أعداء إيران» في اندلاع الاحتجاجات. وقال خامنئي أمس في هذا السياق: «إن أعداء بلاده يثيرون الاضطرابات»، مضيفا في أول تعليق له منذ بدء موجة الاحتجاجات المناوئة للحكومة الخميس الماضي، إن هؤلاء الأعداء يمدون المتظاهرين بالمال، والسلاح، والاستخبارات. وقال خامنئي في التعليق الذي نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت إنه سيتحدث إلى الأمة بشأن الوضع الحالي في الوقت المناسب لذلك. وكانت المظاهرات قد بدأت الخميس الماضي، فيما وصف بأكبر احتجاجات تواجه النظام الإيراني منذ عام 2009.ولوحت وزارة الاستخبارات الإيرانية بالقوة الصارمة في مواجهة ما تصفهم بمثيري الشغب. وقالت في بيان رسمي إنه «تم تحديد مثيري الشغب والمحرضين عليه وسوف يتم التعامل معهم بجدية قريبا». وعبر علي شامخاني، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، عن اعتقاده بأن وسائل التواصل الاجتماعي هى المسؤولة عن التحريض على العنف، حسبما تقول تقارير إعلامية في إيران. ونقل عن شامخاني قوله «الهاشتاغات والرسائل عن الوضع في إيران تأتي من الولاياتالمتحدةوبريطانيا والسعودية». وحسب المسؤول الأمني الإيراني فإن «ما يحدث على الشبكات الاجتماعية بشأن الوضع في البلاد هو حرب بالوكالة ضد الشعب الإيراني». «حان وقت حدوث تغيير» في غضون ذلك، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس تغريداته بخصوص الاحتجاجات المتواصلة في إيران، حيث أشاد أمس بالمتظاهرين وقال إنهم يتحركون ضد نظام طهران «الوحشي والفاسد». وكتب ترامب على تويتر «شعب إيران يتحرك أخيرا ضد النظام الإيراني الوحشي والفاسد»، مضيفا: «كل تلك الأموال التي أعطاهم إياها الرئيس أوباما بحماقة ذهبت إلى الإرهاب وداخل جيوبهم. القليل من الطعام لدى الناس، الكثير من التضخم، وانعدام حقوق الإنسان. الولاياتالمتحدة تراقب». وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال قبل يوم إنه «حان وقت حدوث تغيير»وعبر عن اعتقاده بأن الشعب الإيراني «جائع» يبحث عن الحرية. من جهتها، وصفت بريطانيا المطالب التي يرفعها المتظاهرون في إيران بأنها مشروعة ومهمة. ودعت السلطات الإيرانية إلى «نقاش جاد» بشأنها. وقال بوريس جونسون، وزير خارجية بريطانيا، إن بلاده «ترقب الأحداث في إيران عن كثب» داعيا «الجميع في إيران للإحجام عن العنف وإلى وفاء السلطات الإيرانية بالتزاماتها الدولية بشأن حقوق الإنسان». يأتي ذلك فيما طالب الاتحاد الأوروبي أمس السلطات الإيرانية بضمان الحق في التظاهر السلمي. وفي بيان رسمي، أشارت المتحدثة باسم فيدريكا موغيريني مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد، إلى «اتصالات مع السلطات الإيرانية»، وقالت «نتوقع أن يتم ضمان الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير». شيرين عبادي صاحبة "نوبل للسلام": الاحتجاجات في إيران بداية حركة كبيرة روما )وكالات) رأت المحامية الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران ليست سوى «بداية حركة كبيرة» قد يفوق مداها احتجاجات 2009. وقالت عبادي في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية: «أعتقد أن المظاهرات لن تنتهي في وقت قريب. يبدو لي أننا نشهد بداية حركة احتجاجية كبيرة قد تتخطى بكثير الموجة الخضراء عام 2009. ولن أتفاجأ إن تحولت إلى شيء أكبر». وأوضحت عبادي بالقول: «هناك أزمة اقتصادية في غاية الخطورة، والفساد في جميع أنحاء البلاد بلغ مستويات مروعة، مضيفة أن رفع بعض العقوبات في إطار الاتفاق النووي مع أوروبا والولاياتالمتحدة عام 2015 لم يأت بفوائد فعلية للشعب، خلافاً لما كان ينتظره العديدون». وأشارت العبادي المقيمة في المنفى بلندن، إلى أن النفقات العسكرية العالية جداً أغضبت الشعب الذي يرى لا مبرر لذلك. وحذرت المحامية الإيرانية البارزة من أن تنامي خيبة الأمل التي أصابت الشباب الذي يعاني البطالة المرتفعة، وأجواء الرقابة التي يشعر بها الناس في الشوارع يمكن أن تؤدي إلى غضب كبير. وشددت الناشطة الحقوقية، على أن التدهور الاقتصادي والفجوة المروعة بين الأغنياء والفقراء هما أساس الاحتجاجات. معتبرة أن الفوارق الاجتماعية تزايدت بصورة متواصلة في السنوات الأخيرة وهو المفسر لما يجري.