«هريسة وسردينة» في إناء بلاستيكي (بانو) هكذا توزع لمجة على150 تلميذا في مدرسة هنشير البقر بالقصرين ,صورة فاجأت المسؤولين عن قطاعي التربية والطفولة لكنها لم تفاجأ اولياء التلاميذ ولا سكان الارياف، فهذا واقعم بل هو أعمق وأكثر تعاسة وقتامة. فتلك الصورة هي مألوفة وعادية بالنسبة لتلميذ تلك المدارس الذي يغادر المنزل مند ساعات الصباح الاولى وارجله الصغيرة تتحسس الطريق في ظلام دامس وظهره الضعيف لايقوى على حمل اكداس من كتب تحدثه عن حب الوطن، وقدماه غارقة في الاوحال وجسده النحيف يرتعش بردا وخوفا من ان أي مفاجاة تهدد حياته ولا يقوى على مقاومتها... أطفال في الاعمار ولكنهم كبار في تحدي المعاناة... معاناة قد تبدو خفية لكنها عن أعين المسؤولين فقط، وليس عمّن خبروا كل فصولها. يبلغ عدد المدارس الابتدائية الريفية بولاية القيروان 285 مدرسة تعاني أغلبها من تهالك البنية التحتية وبعض هذه المدارس لم تشملها الصيانة منذ سنوات طويلة مثل مدرسة سيدي عمارة بمعتمدية الوسلاتية التي تم تسييجها بعد أكثر من 50 سنة ,ولكن قاعات الدراسة أصبحت آيلة للسقوط هذا دون الحديث طبعا عن الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب وعدم توفر المطاعم المدرسية بأغلب المدارس الريفية بولاية القيروان, بالإضافة إلى الوضعية المتردية للوحدات الصحية التي تتطلب تدخلا عاجلا ومتابعة مستمرة من قبل مصالح حفظ الصحة والطب المدرسي. وبالنسبة لتدخلات مصالح مندوببة التربية بالجهة والمشاريع المنجزة يؤكد عبد السلام غنام كاتب عام مندوبية التربية بالقيروان لجريدة " الشروق" بانه تمت برمجة عدد من المشاريع خلال سنتي 2018 و 2019 تتمثل في بناء 10 قاعات عادية و60 مجموعة صحية و 8 مطاعم مدرسية وتسييج 6 مدارس وبناء 19 فضاء تحضيري بالإضافة إلى تهيئة شاملة ل 20 مدرسة إبتدائية وأكد عبد السلام غنام أن بعض هذه المشاريع أنجز والبعض الآخر لازالت الأشغال به متواصلة. وبالنسبة لعملية التزود بالماء الصالح للشرب يؤكد أن هناك 196 مدرسة ريفية بولاية القيروان مرتبطة بالشركة الوطنية لتوزيع المياه و 20 مدرسة عن طريق الآبار والبقية مرتبطة بالجمعيات المائية. رغم كل هذه المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز فإن المدراس الابتدائية الريفية بولاية القيروان تبقى في حاجة إلى مزيد العناية والصيانة وفك عزلتها من خلال تهيئة وتعبيد المسالك الفلاحية المؤدية اليها خاصة خلال نزول الأمطار.