الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
الإعلان
التونسية
الجريدة التونسية
الحوار نت
الخبير
الزمن التونسي
السياسية
الشاهد
الشروق
الشعب
الصباح
الصباح نيوز
الصريح
الفجر نيوز
المراسل
المصدر
الوسط التونسية
أخبار تونس
أنفو بليس
أوتار
باب نات
تونس الرقمية
تونسكوب
حقائق أون لاين
ديما أونلاين
صحفيو صفاقس
كلمة تونس
كوورة
وات
وكالة بناء للأنباء
موضوع
كاتب
منطقة
Turess
اختتام فعاليات الدورة السادسة للصالون الدولي للأجهزة والخدمات والتكنولوجيات الحديثة للسلامة
يتقدمهم البطل احمد الجوادي.. 51 رياضيا تونسيا يشاركون في دورة العاب التضامن الاسلامي بالرياض
كاس الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم: النجم الساحلي ينهزم امام نيروبي يونايتد الكيني صفر-2
بطولة الرابط الثانية (الجولة5): تعيين مباراة تقدم ساقية الدائر وامل بوشمة يوم الاربعاء القادم
آخر أجل للترشح لجائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري يوم 31 جانفي 2026
أكسيوس: إسرائيل أخطرت إدارة ترامب مسبقًا بغارات غزة
البرلمان يَعقدُ جلسة عامّة حول قابس بحضور وزيرَيْن..
قابس: نقابتا أطباء القطاع الخاص وأطباء الأسنان تؤكدان أن الوضع البيئي خطير ويستدعى تدخلا عاجلا
عملية سطو على متحف اللوفر بباريس.. اختفاء "مجوهرات ملكية"
عاجل/ نتنياهو يصدر هذه التعليمات..
اليونسيف تدعو الى الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة من أجل حماية مستقبل الأطفال..
مشروع قانون المالية 2026 يقترح اقتطاعات جديدة لدعم صناديق الضمان الاجتماعي وتوسيع مصادر تمويلها
بلاغ هام للإدارة العامة للديوانة..
المستشفيات عاجزة والمعامل مهترية من السبعينات: الوضع كارثي
رسميا..مدرب جديد لهذا لفريق..#خبر_عاجل
اليوم يا توانسة: الجولة العاشرة من الرابطة المحترفة الأولى ..شوف الوقت والقنوات
مستشفى الرازي يطلق برنامج ثوري للتربية العلاجية للمرضى النفسيين في تونس
يوم مفتوح للتقصّي المُبكّر لارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بمعهد الأعصاب..
عقود التحذيرات انتهت.. رقائق البطاطس تولي آمنة!
تحذير: أمطار رعدية غزيرة وجريان أودية في جنوب تونس وغرب ليبيا
تونس تتصدر قائمة الأفارقة في كندا: شوف الأرقام
جمعية "تراثنا" تنظم اليوم تظاهرة "خرجة العلم" في نسختها العاشرة بتونس العاصمة
مرسيليا يقتنص صدارة البطولة الفرنسية بفوز كبير على لوهافر
تنبيه صحي: تناول دواء Gripex وFervex مع الدويات هذه...خطر قاتل
4 اختبارات دم ضرورية بعد سن ال 40
باكستان وأفغانستان تتفقان على وقف فوري لإطلاق النار
طقس اليوم: سحب أحيانا كثيفة مع أمطار مؤقتا رعدية
الطقس يتبدّل نهار الأحد: شتاء ورعد جايين للشمال والوسط!
إنتر يهزم روما ويشعل سباق قمة البطولة الإيطالية
عرض موسيقي تكريما للمطربة سلاف يوم 23 اكتوبر الحالي
أريانة : افتتاح الموسم الثقافي 2026/2025
رئيس كولومبيا يتهم واشنطن بانتهاك مجال بلاده البحري وقتل مواطن
"وول ستريت جورنال": سوروس يزيد من توزيع المنح بعد بدء التوترات مع ترامب
"ترامب الملك" يلقي القاذورات على المتظاهرين!
بيع دراجة بابا الفاتيكان في مزاد علني
المحرس.. تلاميذ البكالوريا بمعهد علي بورقيبة دون أستاذ في مادة رئيسية
نفس الوجوه تجتر نفسها .. هل عقرت القنوات التلفزية عن إنجاب المنشطين؟
بعد العثور على جثة خلف مستشفى المنجي سليم ..أسرار جريمة مقتل شاب في المرسى
نابل تختتم الدورة 11 لمهرجان الهريسة .. نكهة وتراث
صفاقس تستقبل موسم الزيتون ب515 ألف طن .. صابة قياسية.. وتأمين المحصول ب «الدرون»
الرابطة المحترفة الثانية: نتائج الدفعة الأولى لمباريات الجولة الخامسة..
ارتفاع مرتقب للاستثمار في الصناعات الكيميائية والغذائية في السداسي الثاني من 2025
بعد أن شاهد فيلم رُعب: طفل يقتل صديقه بطريقة صادمة!!
التوأمة الرقمية: إعادة تشكيل الذات والهوية في زمن التحول الرقمي وإحتضار العقل العربي
معهد الرصد الجوي للتوانسة : برشا مطر اليوم و غدوة..!
إمرأة من بين 5 نساء في تونس تُعاني من هذا المرض.. #خبر_عاجل
عاجل/ وزير الإقتصاد يُشارك في اجتماعات البنك العالمي وصندوق النقد.. ويجري هذه اللقاءات
عاجل/ فلّاحو هذه الجهة يطالبون بتعويضات..
مشروع قانون المالية 2026: رضا الشكندالي يحذّر من "شرخ خطير" بين الأهداف والسياسات ويعتبر لجوء الدولة للبنك المركزي "مغامرة مالية"
انتاج الكهرباء يرتفع الى موفى اوت المنقضي بنسبة 4 بالمائة
إصدارات: كتاب في تاريخ جهة تطاوين
اليوم: الامطار متواصلة مع انخفاض درجات الحرارة
عاجل: الكاتب التونسي عمر الجملي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2025
لطفي بوشناق في رمضان 2026...التوانسة بإنتظاره
اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي
خطبة الجمعة .. إن الحسود لا يسود ولا يبلغ المقصود
5 عادات تجعل العزل الذاتي مفيدًا لصحتك
الزواج بلاش ولي أمر.. باطل أو صحيح؟ فتوى من الأزهر تكشف السّر
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
منبر الجمعة : العبادة هي الغاية من وجود الانسان
الشروق
نشر في
الشروق
يوم 22 - 11 - 2019
العِبَادَةَ هِيَ حَقُّ اللهِ الأَوَّلُ الَّذِي أَنْزَلَ كُتُبَهَ وَأَرْسَلَ رُسُلَهُ لِدَعْوَةِ النَّاسِ إِلَيهِ، وَحَثِّهِمْ عَلَيْهِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: (أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ قَالَ مُعَاذٌ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعلَمُ، قَالَ: حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيئًا)، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، إِنَّ كُلَّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كَانَتْ مُهِمَّتُهُ الأُولَى دَعْوَةَ النَّاسِ إِلَى عِبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)، فَعِبَادَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ سِرُّ وُجُودِ الإِنْسَانِ وَغَايَةُ حَيَاتِهِ، فَإِذَا جَهِلَ الإِنْسَانُ ذَلِكَ كَانَ جُرْمُهُ عَظِيمًا، وَإِثْمُهُ كَبِيرًا، وَقَدْ شَبَّهَ القُرآنُ الكَرِيمُ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ بِالأَنْعَامِ الَّتِي تَأْكُلُ وَتَتَمَتَّعُ، وَتَسْرَحُ وَتَرتَعُ، وَهِيَ لا تَدْرِي شَيئًا عَنْ حَقِيقَةِ نَفْسِهَا وَطَبِيعَةِ دَوْرِهَا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، قال تَعَالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)، بَلْ جَاءَ وَصْمُهُمْ فِي مَوضِعٍ آخَرَ مِنَ القُرآنِ الكَرِيمِ بِمَا هُوَ أَشْنَعُ وَأَفْظَعُ، قال تَعَالَى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ).
إِنَّ الإِنْسَانَ حِينَ يَغْفُلُ عَنْ رِسَالَتِهِ الأَسَاسِيَّةِ؛ فَيَكْفُرُ بِاللهِ رَبِّ البَرِيَّةِ؛ يَصِيرُ شَرَّ البَرِيَّةِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى مُشِيرًا إِلَى هَؤُلاءِ بِالإِشَارَةِ الدَّالَّةِ عَلَى البُعْدِ؛ لِبُعْدِهِمْ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ: (أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)، وَفِي مُقَابِلِ هَؤُلاءِ الأَشْرَارِ يَأْتِي ذِكْرُ الأَخْيَارِ، وَهُمُ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَوَحَّدُوهُ، وَعَظَّمُوهُ وَمَجَّدُوهُ، يُشِيرُ اللهُ إِلَيْهِمْ بِالإِشَارَةِ الدَّالَّةِ عَلَى البُعْدِ أَيْضًا، بَيْدَ أَنَّهُ بُعْدُ المَكَانَةِ وَعُلُوُّ الرُّتْبَةِ وَسُمُوُّ المَنْزِلَةِ، فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).
إِنَّ الأَصلَ فِي العِبَادَةِ أَنْ تُؤَدَّى امتِثَالاً لأَمْرِ اللهِ تَعَالَى وَأَدَاءً لِحَقِّ عِبَادَتِهِ وَلَوْ لَمْ نَعْرِفْ سِرَّهَا؛ لأَنَّهَا أُمُورٌ تَعَبُّدِيَّةٌ، وَلَكِنَّ هَذَا لا يَمنَعُ مِنْ أَنْ تَظْهَرَ لَنَا بَعْضُ أَسْرَارِهَا حِينَ أَدَائِهَا، وَمِنْ ثَمَرَاتِ العِبَادَةِ الَّتِي يَجنِيهَا العَابِدُ وَيَقْطِفُهَا تَزكِيَةُ الأَخْلاقِ، وَالإِسْهَامُ فِي كُلِّ عَمَلٍ نَافِعٍ خلاَّقٍ، فَعِبَادَةُ اللهِ لا تَنْفَكُّ عَنْ شَخْصِيَّةِ العَابِدِ، بَلْ هِيَ أَهَمُّ الأَركَانِ الأَسَاسِيَّةِ فِي بِنَاءِ الشَّخْصِيَّةِ المُتَكَامِلَةِ السَّوِيَّةِ، وَهَذِهِ الشَّخْصِيَّةُ تَصقُلُهَا العِبَادَةُ وَتُنَقِّيْهَا، وَتَسْمُو بِهَا وَتُرَقِّيْهَا، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وَلِلصَّلاةِ أَسْرَارُهَا النَّفْسِيَّةُ وَالخُلُقِيَّةُ وَالاجتِمَاعِيَّةُ، فَهِيَ تَجْعَلُ المُصَلِّيَ دَائِمًا فِي رِضًا وَسَكِينَةٍ، وَهُدُوءٍ وَطُمَأْنِينَةٍ، إِنَّهُ يُعْطِي الخَيْرَ لِغَيْرِهِ وَلا يَمنَعُ، وَإِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ لا يَجزَعُ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)، ثُمَّ استَثْنَى رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ هَذَا الطَّبْعِ الَّذِي طُبِعَ وَجُبِلَ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ بَعْضَ مَنِ اتَّصَفُوا بِبَعْضِ الصِّفَاتِ، فَجَعَلَ فِي مُقَدِّمَتِهِمْ مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلاةِ وَدَاوَمَ عَلَيْهَا فَقَالَ: (إِلاَّ الْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)، إِنَّ الصَّلاةَ تُضفِي عَلَى نَفْسِ المُصَلِّي الكَثِيرَ مِنَ الحَيَوِيَّةِ وَالنَّشَاطِ، فَلا يَشْعُرُ بِيَأْسٍ وَلا إِحْبَاطٍ، فَالمُسلِمُ إِذَا افْتَتَحَ يَومَهُ بِالصَّلاةِ أَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ نَشِيطًا، وَالإِنْسَانُ إِذَا استَقْبَلَ يَومَهُ بِنَشَاطٍ وَهِمَّةٍ وَسُرُورٍ؛ تَعَامَلَ مَعَ مُجتَمَعِهِ عَلَى هَدًى وَبَصِيرَةٍ وَنُورٍ، فَأَصْبَحَ عُضوًا نَافِعًا فِي المُجتَمَعِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ.
ولِلزَّكَاةِ كَذَلِكَ أَسْرَارٌ نَفْسِيَّةٌ وَخُلُقِيَّةٌ وَاجتِمَاعِيَّةٌ فَهِيَ أَوَّلاً طَهَارَةٌ لِنَفْسِ المُزَكِّي مِنْ دَاءِ الشُّحِّ، وَهُوَ دَاءٌ خَطِيرٌ وَشَرٌّ مُستَطِيرٌ، حَذَّرَ مِنْ عَوَاقِبِهِ الرسول أَشَدَّ تَحْذِيرٍ فَقَالَ: (إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ؛ فِإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاستَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ)، وَلَمَّا كَانَتِ الزَّكَاةُ تَقِي النَّفْسَ دَاءَ الشُّحِّ كَانَ المُحَافِظُ عَلَيْهَا مِنَ المُفلِحِينَ؛ مِصْدَاقًا لِقَولِ رَبِّ العَالَمِينَ: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وَكَمَا تُطَهِّرُ الزَّكَاةُ نَفْسَ الغَنِيِّ مِنْ دَاءِ الشُّحِّ تُطَهِّرُ أَيضًا نَفْسَ الفَقِيرِ مِنْ دَاءِ الحَسَدِ الخَطِيرِ، ذَلِكَ لأَنَّ الفَقِيرَ حِينَ يَرَى أَنَّ نَفْعَ مَالِ الغَنِيِّ عَادَ إِلَيْهِ، وَثِمَارَهُ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ؛ يَحْرِصُ عَلَى هَذَا المَالِ، وَيَتَمَنَّى بَقَاءَهُ وَنَمَاءَهُ.
الخطبة الثانية
عبادة الصِّيَامَ كَسَائِرِ العِبَادَاتِ لَهُا أَسْرَارُهُا، وَفَوَائِدُهُا وَثِمَارُهُا، وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْرَارِ الصِّيَامِ وَثِمَارِهِ تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، فَالصِّيَامُ يُورِثُ خَشْيَةَ اللهِ وَيُنَمِّي مَلَكَةَ المُرَاقَبَةِ، وَيُوقِظُ الضَّمِيرَ وَيُقَوِّي الإِرَادَةَ، وَيُعَوِّدُ الإِنْسَانَ الصَّبْرَ وَالاحتِمَالَ، فَيَستَطِيعُ مُوَاجَهَةَ تَحَدِّيَاتِ الحَيَاةِ، فَلا يَنْثَنِي أَمَامَ صِعَابِهَا، وَلا يَتَزَعزَعُ أَمَامَ أَحْدَاثِهَا، وَلِلصِّيَامِ ثِمَارُهُ الخُلُقِيَّةُ أَيْضًا، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (الصِّيَامُ جُنَّةٌ) أَيْ وِقَايَةٌ مِنَ المُنْكَرَاتِ، وَالمَرْذُولِ مِنَ الصِّفَاتِ، وَلِلصِّيَامِ ثِمَارُهُ الاجتِمَاعِيَّةُ الكَثِيرَةُ؛ فَهُوَ يُفَجِّرُ يَنَابِيعَ الرَّحْمَةِ وَالعَطْفِ فِي القُلُوبِ، وَبِهَذَا يُعِينُ المُؤْمِنُ أَخَاهُ إِنْ أَحَاطَتْ بِهِ الكُرُوبُ، وَحَلَّتْ بِسَاحَتِهِ الخُطُوبُ، فَتَصفُو النُّفُوسُ وَتَتَآلَفُ القُلُوبُ، وَيَعُمُّ المُجتَمَعَ السَّكِينَةُ، وَالهُدُوءُ وَالطُّمَأْنِينَةُ.
وَمِنْ شَأْنِ الإِحْسَانِ أَنْ يَستَمِيلَ قَلْبَ الإِنْسَانِ، وَمِنْ شَأْنِ الحِرْمَانِ أَنْ يَمْلأَ القُلُوبَ بِالأَحقَادِ وَالأَضغَانِ، وَإِذَا عَاشَ الغَنِيُّ وَالفَقِيرُ فِي حُبٍّ وَإِخَاءٍ؛ استَقَرَّتِ البَرَكَةُ وَتَحَقَّقَ الرَّخَاءُ، وَذَهَبَ الشَّرُّ عَنِ الأَنْفُسِ وَالأَمْوَالِ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : (إِذَا أَدَّيتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ أَذْهَبْتَ عَنْهُ شَرَّهُ)، إِنَّ الزَّكَاةَ حِصْنٌ لِلْمَالِ وَوِقَايَةٌ، وَحِرزٌ لَهُ وَحِمَايَةٌ، وَقَدْ جَاءَ فِي الأَثَرِ: (حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ).
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
الاخوة تقوم على المعاملة الحسنة
معاداة الشيطان
من معاني الصوم .. معاداة الشيطان
التزكية سبيل الرسالية والشيخ الصوفي ليس لازما فيها
نفحات رمضانية
أبلغ عن إشهار غير لائق