رأس جدير: حجز صفيحة من الذهب تبلغ قيمتها مليون دينار    بالأرقام: ارتفاع قيمة تحويلات التونسيين بالخارج.. #خبر_عاجل    عاجل/ مصر تستضيف مؤتمرا للفصائل الفلسطينية لتحديد مستقبل غزة    عاجل/ وصلوا اسطنبول: قائمة بأسماء 10 تونسيين محرّرين من الاعتقال    شرطة الاحتلال تعتدي على التونسي مهاب السنوسي بعد رفعه علم فلسطين    فيديو غوارديولا يدعو للتظاهر دعما غزة.. ما القصّة؟    مرتديًا الكوفية الفلسطينية: الممثل محمد مراد يرفع شارة النصر لدى وصوله إلى إسطنبول    عاجل/ حالة وفاة ثانية بحمى غرب النيل في هذه الولاية    فتح باب التسجيل في مناظرتي التبريز في مادتي علوم الرياضيات والفيزياء    القمح الصلب والزيتون والسكر: متى تستغني تونس عن التوريد ؟    شنوّا يقول القانون التونسي في قضايا السحر والشعوذة؟...معلومات أول مرة تعرفها    بودربالة يؤكد التزام البرلمان بمعالجة ملف أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل    عاجل: نتنياهو أمر بقصف سفن أسطول الصمود قبل انطلاقها إلى غزة من تونس    عاجل/ عباس يعلن عن دستور مؤقت وانتخابات بعد عام من انتهاء الحرب    آخر المعطيات: التحقيق مستمرّ مع المشاركين في أسطول الصمود بسجن كسديعوت    التونسي مهاب السنوسي يرفع علم فلسطين أمام بنغفير: محامية تكشف الردّ الاسرائيلي تجاهه    عاجل/ عمادة المهندسين: أكثر من 120 مشروع مع وزارة التربية لتهيئة مدارس ومعاهد    الرابطة الثانية: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الثالثة ذهابا    الرابطة الأولى: تشكيلة الملعب التونسي في مواجهة الترجي الجرجيسي    الرابطة الأولى: تشكيلة مستقبل سليمان في مواجهة النادي البنزرتي    اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية تطلق نادي الإعلام الأولمبي الثلاثاء 14 اكتوبر 2025    عاجل: تخفيضات مهمة في المعاليم لكل تونسي يستعمل المبيدات البيولوجية    عاجل: السكك الحديدية تُغيّر توقيت خط سوسة–المنستير–المهدية    عاجل/ ضبط ناظر بهذا المستشفى وسائق سيارة إسعاف يروّجان المخدرات    القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب "ديدي" بالسجن لأربع سنوات وشهرين بتهمة العنف الجنسي    عاجل: منحة جديدة للأطفال التونسيين...هذه شروط الاستفادة    منحة "فابا" للصحة في دورتها الثانية تُسند 4 جوائز لباحثين في مجالات الصحة    الانطلاق في إعداد برنامج لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب خلال صائفة 2026    ليلة جديدة من الفوضى.. طائرات مسيرة تشل مطار ميونيخ    طقس اليوم: سحب أحيانا كثيفة مع بعض الأمطار الضعيفة    معاً من أجل مواقع أثرية أنظف.. حملة وطنية لصون التراث وإشعاعه/ وكالة إحياء التراث/    اتحاد الشغل ينعى امينه العام المساعد منعم عميرة    حركة "تونس الى الامام" وحزب "الوطد" يعبران عن رفضهما للحكم بالاعدام في حق شخص على خلفية تدوينة    حوار الأسبوع ..الفنان لطفي بو شناق ل «الشروق» .. ما يحدث في غزة عارعلى جبين الإنسانية    بدعوة من جمعية «تتريت» المغربية التشكيلية التونسية هدى بن حمودة تشارك في المعرض العالمي The Global Brush    غناية وحكاية ..«كلمة عتاب» .. لحنها عملاقان وغنتها وردة بعد وفاة أم كلثوم    استراحة الويكاند    القيروان ...أحكام سجنية وخطايا مالية في حق 6 وكلاء البيع «الهباطة»    المهدية : بالقرب من مصب فضلات، وتحتوي على ملوّنات محجّرة .. حجز طنّين ونصف من السردينة المجفّفة و80 كلغ من الحلوى    توفر التلقيح ضد النزلة الموسمية    عاجل/ قضية حجز 400 ألف قرص "أكستازي": صدور بطاقات إيداع..    حالة الطقس هذه الليلة..    الكاف: افتتاح فعاليات مهرجان الفروسية بسيدي رابح    انطلاق فعاليات النسخة الثانية للصالون المهني للصناعات التقليدية من 6 الى 12 اكتوبر الجاري بقصر المعارض بالكرم    الرابطة المحترفة الأولى: الإفريقي يهزم مستقبل قابس ويعتلي الصدارة مؤقتًا    الديوانة تحبط محاولة تهريب أكثر من ألف علبة دواء عبر معبر الذهيبة    البنك التونسي للتضامن يخصّص اعتمادات بقيمة 90 مليون دينار لتمويل صغار الفلاّحين خلال الموسم 2025 /2026    نحو تعزيز الشراكة في المجال الصحي بين تونس ومنظمة الأمم المتحدة    الترشح مفتوح: تولّى منصب المدير الفني لمهرجان الأغنية التونسية 2026    عاجل : صدمة في الوسط الفني العراقي بعد وفاة الفنان إياد الطائي    هذه هي أهم أعراض متحور كورونا الجديد    وزارة الدفاع تعلن: باب الانتداب لتلامذة ضباط صف بالبحرية مفتوح    رمضان 2026: شوف شنوّة تاريخ أول الشهر الكريم وعدد أيّام الصيام فلكيا    النجم الساحلي يطالب بسحب تعيين حكم الفار وحكم الساحة فورًا..شفما؟    بطولة العالم لبارا العاب القوى : روعة التليلي تمنح تونس ذهبيتها الثانية    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    خطبة الجمعة ..تصدّي الإسلام للجريمة    عاجل/ مفتي الجمهورية الأسبق حمدة سعيّد في ذمّة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراب» في تونس»..من الثورة على السائد... إلى الاعتداء على الأخلاق
نشر في الشروق يوم 25 - 11 - 2019

أثارت اغنية بب جي كلاي الاخيرة التي هاجم فيها المنشطة التلفزية بية الزردي استهجان البعض و الحال ان موسيقى الراب هي لغة القاع الاجتماعي بما فيه من عنف لغوي و تشنج و انفعال....
تونس الشروق/
قد تكون هناك بعض اغاني الراب التي التزم مؤلفوها و مرددوها بحد ادنى من الذوق. و قد قد تكون هناك ايضا موسيقى راب راقية. و لكن غالبية فناني الراب لا يعتبرون هذه الاغاني « رابا» حقيقيا و انما محاولات هجينة لتطويع الطبيعة الاجتماعية لموسيقى الراب و التي هي انعكاس للغة القاع الاجتماعي. و لغة القاع لا يمكن ان تكون بأي حال من الاحوال لغة راقية تم تطويعها بما يتماشى و المنطوق الاخلاقي للمجتمع. و الحال ان الراب ولد اساسا ليهاجم هذا المنطوق و يكسر شوكة النظام السائد باستعمال العنف اللغوي الذي يشكل الاداة الاساسية عند أي مغني راب «محترم».
الابن العاق للهيب هوب...
« عند تسجيل أول أغنية راب في تاريخ الموسيقى قبل أربعة عقود بعنوان "رابرز ديلايت"، لم يكن أعضاء فرقة "شوغرهيل جانغ" يتوقعون أنهم سيرتقون بالهيب هوب من مجرد ظاهرة محلية عابرة إلى ما يشبه الثقافة العالمية «. ويوضح غراندماستر كاز "لم أكن أتوقع أن يأخذ هذا الحجم. في تلك الفترة كنا لا نشجع على خوض غمار الهيب هوب. ولا أحد كان يحترم هذا النوع"، وهذا الفنان هو أحد مؤلفي "رابرز ديلايت" مع أن اسمه لم يذكر أبدا بين واضعي الكلمات. وصدرت هذه الأغنية عام 1979 ودخلت سجلات الثقافة على أنها أول أغنية في تاريخ الراب مما سمح للعالم بأسره باكتشاف هذا النوع الجديد.وسمحت بتسجيل هذه الموسيقى على أسطوانة في وقت كانت منتشرة فيه فقط في حفلات في حي برونكس في نيويورك.وقال ماستر جي أحد ثلاثة فناني راب في فرقة "شوغرهيل جانغ"، خلال افتتاح متحف في واشنطن، في جانفي المنصرم "التسجيل في الاستوديو كان أمرا ذكيا جدا لمساعدة الهيب هوب". ويوضح مغني الراب البالغ 57 عاما "على الصعيد التجاري كنا أول من خاض هذا المجال. كما لو أننا مشينا على القمر". وبيعت ملايين النسخ من الأغنية في العالم ودخلت أيضا عام 2011 مكتبة الكونغرس العريقة في واشنطن. وفي بداياته كان الراب احتفاليا ويتناول مواضيع خفيفة مثل السهر والمغازلة وحب الموسيقى ووسيلة للأقلية السوداء ضحية التمييز للتعبير عن نفسها. و كلمه RAP هيا اختصار لجملة «Rhythmic African Poetry» و الجمله تعني « الشعر الأفريقي المقفى». و يقول عنه مغني الراب الذي ساهم في اسقاط نظام بن علي « الجنرال « الراب و الهيب هوب عالم تتخبط امواجه بين الكثير من المشاعر , فتجده احيانا مليئا بالعنف و اداة لتمجيد العصابات و المخدرات وربما يشجع على القتل وحتى الكراهية. أحيانا تجده مليئا بالألم والحزن و المعاناة و الاضطهاد و أحيانا يتحول الى أسره تشعر معها بالمبدإ و الرعايه و التقدير و الامتنان» و عن النشأة، يقول الموقع المختص « وصل الراب إلى امريكا عن طريق الجامايكي kool herc , و بدايات الراب في امريكا كانت في حي Bronx بنيويورك في السبعينيات . بداية ً كان الراب هو أن يوجد قاعه و بها خشبه مسرح و يوجد على المسرح DJ و يقوم أحد الرجال « Master of Ceremonies « أو MC و هو الرابر , بالصعود الى المسرح و الصراخ بعبارات تشجيعية للجمهور وهذه العبارات لم تكن ذات قافيه او غيره و لكن كانت مجرد عبارات تشجيعية . و مع مرور الوقت تطورت هذه الصرخات المشجعه من كلمات متناثرة الى مجموعة من الجمل المقفاة و التي عرفت بال Rap. و شهدت سنوات الثمانينيات نجاح بعض الجماعات التي تغني الراب أمثال Run-D.M.C , و قاد نجاح هذه الجماعات الى اتنشار الراب التجاري « . اما في نهايه التسعينيات فقد كان الراب قد حقق انتشارا كبيرا داخل أمريكا وخارجها . و مع بداية الألفية الجديدة أصبح الراب هو الفن الأسرع انتشارا في العالم حيث انتشر الراب في ألمانيا , وفرنسا , وبريطانيا , واليابان , وبلغاريا , وهولندا , والبرتغال , واليونان و الشرق الأوسط و أصبح له ملايين المعجبين حول العالم . ومن بينها تونس.
الباطن الذي فضح الظاهر...
توق الشباب التونسي الى محمول فني يعبر من خلاله عن رفضه لكل ما انتجته دولة الاستقلال من ظلم و حيف و استبداد كان « المزود « في مرحلة ما من تاريخ تونس ووسيلة للتعبير عن هذا العضب و الذين دخلوا الى السجون من سياسيين في مرحلة الستينيات و السبعينيات عاصروا و اقتربوا من هؤلاء الفنانين المحسوبين على الهامش الاجتماعي و السياسي. فولدت من هكذا علاقات سجنية أغان تحولت الى تعبير ثوري كأغنية « طالو ليام يا حمة « و« ارضيي علينا يا لميمة». وتم حرمان المزود من الاعلام و مع ذلك ظل الشعب يردد تلك الاغاني في الاعراس. و مع تغير الانماط الموسيقية في العالم، كان و لابد ان تتأثر تونس بمحيطها الكوني. و بعد البوب و الجاز و الريقي وصل الراب الى تونس بمجرد ان تأثر الشباب بآلة جديدة تسمى « الولكمان» و هي جدة الة اخرى عوضت « الراديو كاسات» ونعني بذلك «MP3 و MP4 «. و عليه لم تعد الموسيقى حكرا على ما تبثه الإذاعة والتليفزيون الرسميان. بل تحول الموسيقى الى فعل حر تتحكم في ما تختاره انطلاقا من الادوات التكنولوجية الجديدة. و اول من انخرط في هذا النوع الموسيقي الجديد اي الراب هو محمد علي شهر « فاقا» و هو اصيل باجة و كان يغني في حفلات اعياد الميلاد التي ينظمها الشباب بسبب و دونه في مرحلة الثمانينيات و ذلك فقط من اجل التلاقي و التقرب من الجنس اللطيف.
من المدارج الى القصر
تتذكر تونس ذلك الشاب الذي ردد اغنية راب « ناشد « فيها بن علي بالنزول الى الشارع بعد حرق محمد البوعزيزي نفسه. الجنرال الذي توجه الى جنرال آخر قائلا « يا ريس لبلاد». حينها اكتشف التونسيون القاع الموسيقي وهي الراب الذي بدوره منع بفعل عمار الذي كان يسهر على رقابة الانترنت في تونس. و بعد الثورة، تحول هذا النوع الموسيقي الى اول تعبير فني في تونس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.