غاب «الأحد الرياضي» دهرا قبل أن يظهر ليلة أمس الأوّل. وقد عاد البرنامج إلى الحياة بقيادة الزميلة رجاء السعداني التي أجهدت نفسها لتكون المُصافحة الأولى في مُستوى الانتظارات واعدة بأن تبلغ هذه الحِصّة أوج «الفُورمة» بداية من الحلقة الثانية. وبَعيدا عن التَقييمات حول «الديكور» ومُحتوى البرنامج شهدت الحصّة الأولى من «الأحد الرياضي» حادثة غريبة ولا يُمكن بأي حَال من الأحوال السُكوت عنها. فقد كانت التغطية الخاصّة بمُباريات البطولة مرفوقة بالفقرة التحكيمية المُعتادة أو ما يُعرف ب»المَافيولا» عند عامّة الناس. وهذه الفقرة مُهمّة ولا استغناء عنها بحكم أنها تَفضح هفوات الحكّام وتُساهم في تَثقيف الجمهور الرياضي. الغَرابة تكمن في تأمين هذه الفقرة من شخص غير مُحايد وهو السيّد مراد الدعمي الذي يعرف جميعنا أنه التحق منذ فترة باللّجان التابعة للإدارة الوطنية للتحكيم وقد تمّ تكليفه بإستكشاف وتكوين الحكّام الشبّان. ومن المُؤكد أن وظيفته في الجامعة تمنعه من الإشراف على «المَافيولا» التي تفرض الأعراف تسليمها لخبير تحكيمي «مُستقل» ضمانا للحدّ الأدنى من الموضوعية والمِصداقية. ولاشك في أن هذا الدّور المُزدوج سيضع الدعمي بين نارين: فإمّا تحكيم ضَميره ومُعالجة اللّقطات المُتنازع حولها بموضوعية وإمّا التصرّف في «المَافيولا» بالطريقة التي يُريدها «سيّده» في المنزه. ونشكّ طبعا في نجاح الدعمي في الإنتصار للحقيقة خاصّة أن الرجل تراجع عن اتّهام «المنظومة» القائمة بالفَساد ودخل منذ فترة إلى بيت الطّاعة وكأنّ شيئا لم يكن. ويبدو أن انضمام الدّعمي إلى «المنظومة» التي كان يشتمها بالأمس فتحت له باب الرّزق على مِصراعيه. فبعد تكليفه بالتَنقيب عن الحكّام الشبان ظهر الدعمي في «مَافيولا» «الأحد الرياضي». ومن المعروف أن قيادة الفقرة التحكيمية تجعله تحت الأضواء كما أنها قد تُقرّبه أكثر من رئيس الجامعة الواثق بأن مراد سيكون عند حسن الظن وسيقود الفقرة التحكيمية في الاتّجاه المُتّفق عليه. إن قيادة الدعمي للفقرة التحكيمية هفوة فادحة وما كان لتلفزة شاب رأسها في البرامج الرياضية أن تقع فيها. ومن الضروري أن تتحمّل مُقدّمة البرنامج مسؤوليتها الأخلاقية وتُنهي مَهام الدعمي بصفة فورية احتراما لمِصداقية البطولة واحتراما لذكاء المُشاهد. والخوف كلّ الخوف أن يكون حضور الدعمي في «المَافيولا» بضغط من الجريء الذي تحكّم في البرنامج كما يشاء زمن القنزوعي الذي غادر الحصّة لكنه ترك خلفه تركة ثقيلة ولن يكون من السّهل على مُعوّضته تصفيتها بسهولة. بقي أن نشير إلى أن ظهور الدعمي في «المافيولا» لم يثر استغراب المتابعين للشأن الكروي فحسب بل أن زملاءه في إدارة التحكيم راودهم الشُعور نفسه.