يعد مشروع تزويد إقليم الشمال الغربي بالغاز الطبيعي إحدى المشاريع التنموية الكبرى بالجهة والذي عرف تأخرا وتعطيلا متواصلا ويندرج هذا المشروع في إطار تنفيذ المخطط التنموي لشبكة الغاز الطبيعي ويهدف إلى دفع التنمية بهذه المناطق وتعويض الغاز المسيل (GPL) بالغاز الطبيعي . اعتبارا إلى أهميته وكلفته الجملية المرتفعة والتي تصل إلى 250 مليون دينار سيتولى الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإفريقي للتنمية تمويل مشروع تزويد إقليم الشمال الغربي بالغاز الطبيعي حيث سيقوم الصندوق السعودي للتنمية بتغطية تكاليف الأنبوب الرئيسي ( 110 مليون دينار ) في حين تكفل البنك الإفريقي للتنمية بمصاريف اقتناء ومد الأنابيب الفرعية والبالغ قيمتها 49.39 مليون يورو وسيتم تزويد مدن الشمال الغربي الأربعة باجةوجندوبةوالكافوسليانة بالغاز الطبيعي عبر أنبوب الغاز المرناقية باجة الدهماني وذلك بمد أنبوب رئيسي على طول 200 كلم وشبكة من الأنابيب الفرعية بطول 300 كلم إضافة إلى شبكة من أنابيب « البوليتيلان « تمتد على 404 كلم . وبخصوص المناطق التي سيشملها الغاز الطبيعي في مرحلته الأولى فهي موزعة بين 7 مناطق بولاية باجة وهي باجةالمدينة والمعقولة ونفزة ومجاز الباب وقبلاط وتستور وتبرسق و 5 مناطق بولاية سليانة وهي سليانةالمدينة وبوعرادة وقعفور والكريب والعروسة و 4 معتمديات بولاية جندوبة وهي جندوبةالمدينة وطبرقة وعين دراهم وبوسالم و3 مناطق بولاية الكاف وهي الكافالمدينة والقصور والدهماني . على أن يتم في مرحلة ثانية تزويد 14 منطقة أخرى وهي عمدون والسلوقية وتيبار ودقة ووادي الزرقاء بباجة وفرنانة وغار الدماء وبلاريجيا ووادي مليز بجندوبة ومكثر والعروسة وسيدي بورويس بسليانة ونبر والسرس بالكاف كما يشمل إنجاز المشروع في قسطه الأول مد أنبوب رئيسي من الفولاذ قطره بين 500 و600 مم بين المرناقية وباجة وذلك على طول 73 كلم في حين يحتوي القسط الثاني أنبوبا بطول 110 كلم وقطره 300 مم وسيربط بين مدينة باجة والدهماني كما سيتم بناء محطات لإرسال واستقبال الكاشطات (Racleurs) ومد خط من الألياف الضوئية وتركيب منظومة للتحكم والمراقبة عن بعد لكامل الأنبوب (SCADA) إضافة إلى إنجاز30 محطة لقطع الغاز و40 أخرى لتخفيض الضغط وعد الغاز خاصة بالأنابيب الفرعية التي ستزود في المرحلة الأولى 19 منطقة . وأكد المهندس بالشركة التونسية للكهرباء والغاز محمد رياض هلال ورئيس مشروع أنبوب تزويد مناطق الشمال الغربي بالغاز الطبيعي أن نسبة تقدم الأشغال قد بلغت 12 % وهي تهم في مرحلتها الأولى 8 مناطق وهي مجاز الباب وتستور وقبلاط وتبرسق من ولاية باجة وبوعرادة وقعفور والكريب بولاية سليانة وببوش بعين دراهم من ولاية جندوبة على أن تنطلق المرحلة الثانية خلال شهر مارس 2020 والتي ستهم كل من باجةالمدينة والمعقولة ونفزة وطبرقة وعين دراهم وجندوبةالمدينة وبوسالم والكافالمدينة والدهماني والقصور . وانطلاقا من شهر ديسمبر 2020 سيتم الانطلاق في تزويد المواطنين بالغاز الطبيعي والذي يهم في مرحلته الأولى 13500 حريفا وذلك حسب أولوية مراحل المشروع المنجزة على أن يتم لاحقا توسعة مجال المنتفعين بالغاز الطبيعي وذلك تزامنا مع التقدم في نسب الإنجاز . وعلى الرغم من أهمية المشروع في دفع التنمية والنهوض بالواقع الصناعي بإقليم الشمال الغربي إلا أن ذلك لم يمنع من بروز مخاوف جدية قد تعطل السير العادي لتقدم الأشغال وقد لخصها السيد محمد رياض هلال رئيس المشروع في نقاط أساسية تمحورت حول صعوبة الحصول على التراخيص لوضع الأنابيب من قبل السلط الجهوية واعتراضات مالكي الأراضي وتعطل خلاص التعويضات لفائدتهم وتعطيل سير الأشغال من طرف طالبي الشغل وصعوبة التضاريس والعوامل المناخية غير الملائمة ومد خط الأنابيب في الأراضي الاشتراكية أو مجهولة الملكية .