جندوبة الشروق : مولود ادبي هو الاول للاستاذ "توفيق العثيمني" اختار له عنوان "مدافئ الثلج " .. استاذ الفرنسية الذي يستعد لتقديم أطروحة الدكتوراه في اختصاصه جاءت روايته باللغة العربية فاسطاع أن يطوعها كما يشاء فاستجابت لخيوط القصة التي تتزاحم بداخلها الاحداث وتلبس شخصياتها رموزا اختارها وأرادها أن تنسج جميعها مدينة و لها " مدافئ الثلج... " . العربية نطقت فكانت بليغة فتم توظيف علم البديع فكأنك امام مقامة لبديع الزمان الهمذاني او رحلة من رحلات عيسى بن هشام نحو مجهول في البداية ليصبح معلوما عند النهاية فتجتمع رحلة المجهول بمدينة " مدافئ الثلج " التي قد تكون في مخيلة الروائي توفيق العثيمني مدينة بني مطير او عين دراهم او ربما مدينة أخرى استهوته واقعيا أو رام البحث عنها في مخيال الأديب الحالم بمدينة فاضلة يوشح الوانها بياض الثلج الذي لن يتقاسم معه رمزية البراءة و السلام و القدسية أي لون آخر اوليا كان او ثانويا لتنسج جميعها النص الروائي الحامل لدلالات . قصة من واقعنا ومن حكاية من ايامنا بما يسمح لك بالسفر بجبة مسافر عصره و ليس مسافر الزمن السرمدي فنفذ الأستاذ توفيق العثيمني الغبار عن القدرات الخارقة لأبناء الجهة في الكتابة فوجه سهام قلمه نحو الكتابة .دون أي كتابة التزم فيها بما لا يلتزم به أحد فلم يكترث بعتاوة الموج من حوله فصارع وجدف طويلا متحليا بصبر أيوب حتى يصل مع كتابه الى بر الأمان ويستريح هناك هناك حول مرافئ الثلج حيث الطمأنينة وبراءة الطبيعة ونقاوتها وراحة البال في المكان بعد الانتصار على تقلبات الزمان زمان و مكان استلهم منهما شاعر الخضراء ابو القاسم الشابي ذات يوم الكلمات وراحة البال فأحب البلاد كما لم يحب البلاد أحد صباحا مساء ويوم الأحد و هو حب استلهم منه صاحب مرافئ الثلج العبارات وألبس شخصياته حلتها فكان كتابه خير اثراء لسجله الشخصي وللمكتبة الوطنية . سجل سيسجل أيضا بر الروائي بمدرسته مدرسة جنتورة من معتمدية فرنانة والتي آل على نفسه أن يكون جزءا من عائدات الكتاب لها يوظف في الصيانة و كل ما تحتاجه .