وشنطن (وكالات) وسط تزايد المؤشرات على مصالحة خليجية مرتقبة يتم الإعداد لتفاصيلها في الكواليس، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان، أجرى زيارة سرية إلى السعودية في الشهر الماضي، التقى خلالها كبار المسؤولين بالمملكة، لإنهاء الأزمة المتواصلة منذ أكثر من عامين.ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» في مقال نشرته مساء امس الاول، عن مسؤول عربي أكد الزيارة، قوله إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قدم عرضا مفاجئا لإنهاء الأزمة، حيث صرح بأن الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع «جماعة الإخوان المسلمين» التي تصنفها المملكة وحلفاؤها «جماعة إرهابية». ويمثل الدعم القطري للإخوان إحدى النقاط الشائكة التي أسهمت في إشعال التوتر في العلاقة بين الدوحة وجيرانها الخليجيين بالإضافة إلى مصر. وأفادت الصحيفة الامريكية بأن هذا المقترح من شأنه تلبية الطلب الكبير الذي تقدمت به السعودية والإمارات ودول أخرى عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في عام 2017، واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة. وتابع المسؤول العربي قائلا إن «السعودية تدرس اقتراح قطر، ولكن حتى الآن، لم يتضح ما إذا كان الطرفان يستطيعان الاتفاق». وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين أمريكيين حاليين وسابقين ومسؤولين من المنطقة، أعربوا عن شكوكهم في إمكانية رأب الصدع في علاقة البلدين في المستقبل القريب. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين تأكيدهما أن «جهودا أولية تبذل فيما يبدو بشأن مصالحة داخلية حول قطر» .ويشير دبلوماسي خليجي إلى أنه من «المتوقع عقد قمة إقليمية أوائل الشهر القادم في الرياض، قد تضع الأساس لتحسين العلاقات، وهو أمر بات الآن مرجحا أكثر من أي وقت مضى»، مضيفا: «نرى أن قبلات الخليج (بالأنوف) تقترب». وفي تعليق أمريكي على هذه التقارير، قال السناتور الأمريكي كريس مورفي، إن زيارة الوزير «خطوة مهمة تظهر انفتاح الجانبين على الحوار»، مضيفا: «على الأقل أعتقد أن السعوديين مخلصون في محاولتهم التوصل لسبيل للمضي قدما». ومن جانبه قال الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، إن قطر قدمت عدة عروض "سخية" مقابل المصالحة، جميعها "قيد النقاش" مع دول المقاطعة.