وسط دهشة الآلاف من أحباء الرجاء قدّم الترجي لقاءً بطوليا في الدار البيضاء وخرج بفوز رائع بكل ما تحمله الكلمة من معان. وقد نجح الترجي في تسجيل هدفين على هامش المباراة التي جمعته البارحة بالرجاء في إطار الجولة الإفتتاحية من دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. وقد جاء هذا الفوز الثمين ليؤكد أن الترجي جاهز للمحافظة على زعامته القارية. كما أن هذا الإنتصار أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن هزيمة أبناء الشعباني في الكأس العربية كانت مجرّد عثرة عَابرة. الرجاء يَضغط دخل الرّجاء اللّقاء بقوّة وحاول الوصول إلى شباك الترجي منذ الدقائق الأولى. وقد كان ضغط الفريق المغربي مُتوقّعا خاصة في ظل الدعم الجماهيري الكبير الذي حظي به أبناء جمال السلامي. هذا فضلا عن الإنتعاشة المعنوية التي يعرفها الرجاء بفضل الترشح التاريخي على حساب الوداد في منافسات الكأس العربية. الضغط الكبير للرجاء أربك دفاع الترجي وهو ما تجسّد من خلال الهفوة الفادحة التي ارتكبها "فوسيني كوليبالي". وقد استفاد الرجاء من "هدية" "كوليبالي" لخلق فرصة تهديفية واضحة. ومن حسن حظ الترجي أن معز بن شريفية كان في قمّة التركيز وتدخّل في الوقت المُناسب لإحباط العملية التي قادها أحد أخطر العناصر في تشكيلة الرجاء وهو محس متولي. البدري يضرب بقوّة لئن كان الرجاء البادىء بالهجوم فإن الترجي الرياضي باغت الجميع وخطف هدف التقدّم عن طريق أنيس البدري في الدقيقة السابعة. عملية الهدف قادها اللّيبي حمدو الهوني لتصل الكرة إلى الإيفواري "ابراهيما واتارا" الذي وزّعها بدوره نحو أنيس البدري. وقد استفاد البدري من تمركزه الجيّد ومهارته الفنية ليغالط الحارس أنس الزنيتي. هدف البدري كان صَادما بالنسبة إلى جماهير الرجاء التي لم يخطر على بالها مِثل هذا السيناريو. وفي المقابل كانت فرحة أحباء الترجي كبيرة بهذا الهدف الذي بعث الثقة في صفوف أبناء الشعباني خاصة أنهم سافروا إلى المغرب وهم مُحمّلون بجرح كبير مردّه الخروج المفاجىء من الكأس العربية على يد "المغمور" أولمبيك آسفي. صَفعة ثانية لم يستفق الرجاء من صدمة الهدف الأول حتى أضاف الترجي الرياضي هدفا ثانيا وسط ذهول الجماهير المغربية. هدف الترجي جاء من عملية هجومية رائعة في الدقيقة 15. فقد مرّر أنيس البدري الكرة نحو "ابراهيما واتارا" الذي صوّبها بدوره بإتجاه حمدو الهوني. ووصلت الكرة في مرحلة مُوالية إلى عبد الرؤوف بن غيث الذي وضعها أمام "واتارا" ليُغالط بها أنس الزنيتي. هذا الهدف يعكس القيمة المهارية للاعبي الترجي الرياضي الذين أثبتوا أنهم قادرون على صُنع الفرجة عندما يكونوا في أوج جاهزيتهم وفي قِمة تركيزهم. وقد شاهدنا جميعا العروض القوية التي قدّمها الترجي عندما يلعب بمُستواه الحقيقي (مباراة صفاقس نموذجا). شوط رائع يُمكن القول إن الترجي قدّم أداءً مُمتازا خلال الشوط الأول. فقد نجح الفريق في تأمين منطقته الدفاعية رغم حالة الإرتباك التي ظهرت على بعض عناصره في الدقائق الأولى. كما أظهر أبناء الشعباني نجاعة قياسية في المنطقة الأمامية وهو ما تجسّم من خلال تسجيل هدفين غاليين في الدقيقتين 7 و15. واللافت للإنتباه أن الترجي "صفع" منافسه في مناسبتين رغم أن الرجاء كان الأكثر استحواذا على الكرة (55 بالمائة مُقابل 45 بالمائة). هذا واستفاد الترجي كثيرا من "الفورمة" الكبيرة لعناصره المهارية وتحديدا الهوني والبدري. هذا فضلا عن تألق "واتارا" والإصرار الواضح ل"كوامي" وبن غيث على مُعاضدة الهجوم. الإمتياز لبن شريفية ظهر معز بن شريفية في أفضل حالاته أثناء لقاء البارحة. فقد تمكّن من إنقاذ فريقه من أهداف مُحقّقة بعد أن تصدّى ببراعة كبيرة لهجومات محسن متولي وعبد الرحيم شاكر والكونغولي "بين مَالونغو". ورقة اللقاء تشكيلة الترجي: معز بن شريفية – عبد القادر بدران – محمد علي اليعقوبي – سامح الدربالي – إلياس الشتي – فوسيني كوليبالي – كوامي بونسو – عبد الرؤوف بن غيث (محمد علي بن رمضان) – أنيس البدري – حمدو الهوني – ابراهيما واتارا (ياسين الخنيسي) المدرب: معين الشعباني تشكيلة الرجاء: أنس الزنيتي - بدر بانون (زكريا وردي) - سند الورفلي - عبد الإله مدكور - فابريس نغاه - عبد الرحيم شاكر - فابريس نغوما - أيوب نناح (سفيان رحيمي) - محسن متولي - حميد أحداد - بين مالونغو (أنس جبرون) المدرب: جمال السلامي التحكيم: الجنوب – افريقي فيكتور غوميز