هل يخصص التونسي ميزانية لشهر رمضان؟ هل يستعد له استعدادا خاصا؟ وفيم تتمثل هذه الاستعدادات؟ أسئلة طرحناها على مجموعة من المواطنين ونحن نستقبل شهر الصيام الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى بضعة أيام. من المعلوم أن شهر رمضان يمثل مناسبة هامة لدى التونسي وتبدأ مرحلة الاعداد لاستقباله قبل عدة أسابيع وهو ما نلاحظه من خلال تكثيف الحركة التجارية في جلّ المغازات الكبرىالمتخصصة في بيع المواد الغذائية وبعض الاستعدادات الاخرى نكتشفها تباعا من خلال هذا النقل. **لا تغيير تظل الامور عادية ولا يطرأ أي جديد خلال شهر رمضان سوى في تنظيم بعض الزيارات العائلية واقتناء الحلويات أو صنعها هكذا تحدث السيد محمد بالرجب مضيفا أنه لا يقوم بأي استعدادات خاصة لشهر رمضان، فهو يرفض هذا التهافت والتكالب على شراء المواد الغذائية وتكديسها قبل حلول شهر رمضان، فهو يعتبر شهر رمضان شهر عبادة بالأساس المهم أثناءه هو المواظبة على آداء المناسك والعبادات وليس اغتنام الفرصة للاستهلاك والتبذير. فالسيد محمد متزوج منذ 30 سنة يحرص دائما على تجنب التبذير وتحميل ميزانيته ما لا طاقه لها به. السيد بشير أيضا يرى أن شهر رمضان هو مثل سائر بقية أشهر السنة فهو لا يخصص ميزانية لرمضان ولا يشتري لوازم الاكل قبل حلول هذا الشهر بل انه يحافظ على نفس طريقة عيشه ولا يعمد الى شراء وتكديس المواد الغذائية مثل الكثيرين بل يحرص على شراء ما يلزمه يوما بيوم وخاصة في ما يتعلق بالخضر والغلال. **حملات نظافة عدد هام من التونسيين يحرصون على عادة تنظيف المنزل ودهنه حتى يبدو في أبهى حلة وكذلك للتبرك والتفاؤل بهذه العادة. وتقول السيدة حليمة ان ربات البيوت تخصص اسبوعا كاملا قبل شهر رمضان لتنظيم منازلهن ودهن المطابخ وحتى تجديد أواني الطبخ وتعلل ذلك بقيمة النظافة في ديننا الاسلامي وتشديده عليها وبما أن هذا الشهر هو شهر البركات فان كل فرد مسلم يحاول تطهير نفسه من الاحقاد والضغائن وتطهير منزله من الاوساخ والادران. سلمى ربة بيت ترى أن تنظيف المطبخ واقتناء أدوات طبخ وأواني أكل جديدة عادة ورثتها عن أمها وجدّتها وتحظى باهتمام خاص حيث تخصص بعضا من ميزانيتها «الرمضانية» لهذا الغرض. **وللعولة نصيب توفير بعض المواد الغذائية والتوابل في المنزل خصيصا لشهر الصيام من أهم العادات التي تسجل حضورها بجل البيوت التونسية والسيدة ليليا ربة بيت من النساء اللاتي يحرصن على هذه العادة فهي تقوم بشراء ما يلزمها لصنع التوابل وكذلك «الحلالم» و»النواصر» والحلويات فشهر رمضان بالنسبة لها ولعائلتها يمثل شهر الافراح والليالي الحافلة بالزيارات العائلية وتوطيد صلة الرحم لذلك فهي تحرص على الاستعداد له بطريقة خاصة واستثنائية. صنع «النواصر» و»الحلالم» أو ما يسمى بعولة رمضان لها مكانة خاصة في قلبي لذلك أجد نفسي متلهفة على قدوم هذا الشهر حتى أمارس فيه بعض هواياتي المتمثلة في الطبخ وصنع الحلويات هكذا تحدثت السيدة مبروكة موظفة وأم لثلاثة أطفال مشيرة الى أهمية الاستعداد لرمضان وكيفية تنظيم الوقت باعتبار أن هذا الشهر هو بمثابة الضيف المبجل الذي وجب استقباله بحفاوة. وتتمثل هذه الحفاوة في شراء ما لذّ وطاب من المأكولات.