تونس «الشروق»: بعد أن اشتغلت عليه نساء الجبل طيلة ثلاثة أشهر على إبداع منتوجات جبليّة متنوّعة، منها الحرفيّ والفنّيّ والغذائي، ينظّم المركز الثقافي الجبليّ سمّامة سوقه الأولى اليوم الاحد 1 ديسمبر 2019 على هضبة محمود درويش التي تمّ تدشينها منذ سنة تحديدا، بحضور السفير الفلسطيني الدكتور هايل الفاهوم. هذه السّوق ليست كبقية الأسواق. فلها خصوصياتها الثقافية والحضارية. فهي مبتكرة، تصالح بين السكان ومنتوجات أرضهم وتشحذ همم فنّاني الريف البعيد وتكرّم منتوجات الهضبة من عسل وزيت وتين شوكي المعروف عندنا ب»الهندي» ومشتقّاته من «رُبْ» وعصير ومربى و مرطبات و»شريحة»، ومنتجات القمح، منتوجات أصيلة يعطّرها الاكليل والشيح والقاضوم. سوق سمّامة أسّسها المركز الثقافي الجبلي تواصلا مع تراث هذا الجبل الشامخ الذي رسم صمودا ثقافيا ساطعا في وجه الارهاب والخوف والفقر وصار يضرب به المثل في المحافل الدولية ووجهة للبعثات الديبلوماسية التي تحدّت تحذيرات ارتبطت بالتنقل إلى هذه «المناطق الحمراء»، الحمراء حبّا لألوان الرّاية الوطنية. سوق سمّامة أعدّت لها ابتسام بوفايد التي أقامت في الجبل ثلاثة أيّام قادمة من الوطن القبليّ وعلمت نساء الجبل كيف يصنعن مربى من مختلف غلال الجبل، وام هاني التي درّستهن صناعة تحف الحلفاء الرائعة من مزهريّات وديكورات أصيلة وأصليّة، وخالتي نزيهة ومحبوبة وحضرية ونجوى اللاتي أعددن «عولة» القمح الجبليّ للزوار... سوق سمّامة لن تكون فقط للتسوق الاعتيادي وانما هي سوق لتذوّق عطر جبل صار رمزا للإبداع والفعل الفنّيّ والثقافي.