تصاعدت الاحتجاجات في العراق وسط دعوات لعقد جلسة عاجلة بعد استقالة رئيس الحكومة والوزراء، في وقت قالت فيه قيادة شرطة ذي قار أنّ أياد خبيثة فخخت مبنى المحافظة قيد الإنشاء في الناصرية. بغداد (وكالات) وارتفعت وتيرة الاحتجاجات في عدد من المدن العراقية بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي رفع طلب استقالته من رئاسة الحكومة الحالية إلى مجلس النواب استجابة لطلب المرجعية. وأفاد ت تقارير اعلامية بأن رئيس الحكومة العراقية والوزراء كتبوا نصّ استقالاتهم في جلسة طارئة للحكومة عقدت استثنائياً امس. وقال عبد المهدي، في كلمة مسجلة نشرها بعد تسليم مجلس النواب طلبا رسميا للاستقالة من منصب رئيس الوزراء: «الاستقالة مهمة لتفكيك الأزمة وتهدئة الأوضاع في العراق». وطلب عبد المهدي من مجلس النواب قبول استقالته نظرا للظروف التي تمر بها البلاد، مضيفا: «أرجو من البرلمان اختيار بديل لي سريعا». وأردف: «بعد مرور سنة على تشكيل الحكومة وصلنا إلى نقطة نهاية وعليها أن تفسح الطريق لغيرها لمعالجة الوضع الراهن». وأكد عبد المهدي خلال الجلسة مبدأ التداول السلمي للسلطة في النظام الديمقراطي، مشيراً إلى أن تحقيق مصالح الشعب هدف يهون أمامه كل شيء، وأن الحكومة بذلت كل ما بوسعها للاستجابة لمطالب المتظاهرين. وكان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر قد علّق أول أمس على استقالة عبد المهدي بالقول إنها «أُولى ثمار الثورة وليست آخرها». وفي بيان نشره على تويتر اقترح الصدر ترشيح رئيس الوزراء من خلال استفتاء شعبي في 5 مرشحين ووضع صناديق الاستفتاء في ساحات الاحتجاج، وأن يختار رئيس الوزراء الجديد حكومته بعيداً عن الأحزاب والتكتلات والميليشيات والمحاصصات. ودعا الصدر إلى الاستمرار في التظاهر السلمي وعدم التراجع والتعامل بحزم مع كل من يستخدم العنف، مطالباً ما وصفها بالدول الصديقة وغيرها بإعطاء الفرصة للعراقيين لتقرير مصيرهم. بدوره، دعا حزب الدعوة الإسلامية في العراق مجلس النواب العراقي إلى الانعقاد الفوري واتخاذ الخطوات الدستورية اللازمة لإيجاد البديل الحكومي الذي يلبي الطموح الوطني. وفي بيان طالب الكتل البرلمانية والقادة السياسيين بتقديم مرشح بديل يؤيده الطيف السياسي والاجتماعي الواسع.وحثّ القوات المسلحة على المحافظة على كيان الدولة.كما دعا المتظاهرين السلميين والقوات الأمنية إلى التعاون الجدي وطرد المندسين. في الأثناء، كشف المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء سعد الحديثي عن صدور أوامر جديدة بحق مسؤولين كبار بتهم تتعلق بشبهات فساد. وأكد الحديثي أن «أوامر صدرت بالاستدعاء والحجز والقبض وأنه صدرت أيضاً أحكام بالسجن على كبار المسؤولين بمستوى وزراء ومحافظين وأعضاء في مجلس النواب وأعضاء مجالس محافظات. وأعلنت قيادة شرطة ذي قار، في بيان لأبناء المحافظة، أنّ أيادي خبيثة فخخت مبنى المحافظة قيد الإنشاء في الناصرية. وقالت إنه «عند توفر المعلومة قامت قواتنا بإبعاد المتظاهرين صوب الجزيرة للوصول إلى العبوات وتفكيكها». وذكرت شرطة ذي قار أنّ «بعض المتظاهرين قاموا بمنع خبراء المتفجرات برميهم بالحجارة وتعرضت قواتنا لإطلاق النار». وفي هذا السياق، أشارت إلى أنّ قوات الشرطة تراجعت بعد إصابة أحد كبار الضباط بجروح وفي محاولة منها لتلافي التصادم مع المتظاهرين. كما توجهت بالقول «نهيب بالجميع الابتعاد عن المكان لحين تمكن خبراء المتفجرات من الوصول إليه وتفكيك العبوات الناسفة».