بقلم: سهيل بيوض (ناشط حقوقي) بسبب جهل بعض صناع القرار في تونس قد يتسبب المعرض الذي يعنى بالتراث التونسي في كوليزي روما والمعنون بقرطاج الأسطورة الخالدة تعسفًا على تونس وتاريخها في إشكال مع قرابة مليار ونصف مسيحي. فبعد إصدار ا ناشطين مسيحيين وقساوسة مقالات تدين وضع تمثال «مولوش» في مدخل المعرض المذكور سلفًا باعتباره ملعب الكوليزي مكانًا مقدسًا بالنسبة لهم منذالقرن الثامن عشر مازال المعرض قائم الذات ولم يبال المنظمون من الطرفين التونسي والإيطالي بغضب التونسيين على الإهانة لتاريخنا ولا على غضب المسيحيين لتدنيس الكوليزي. إذن حري بالدولة التونسية اليوم إيقاف هذه المهزلة وإعادة القطع الأثرية الفريدة من نوعها والتي يتجاوز عددها 400 قطعة في اقرب وقت ممكن وإيداعها مكانهاالطبيعي بمتحف باردو حفاظًا على سلامتها من ناحية وإعادة لاعتبار تاريخ قرطاج العظيم. إن تنظيم هذا المعرض في كوليزي روما كما صرحنا في حوار سابق مع الشروق يتضمن ثلاث إهانات اولها رمزية المكان الذي كان حلبة للعبيد لقتل بعضهم البعض ليستمتع القيصر وشعبه... أما الرمزية الثانية تكمن في العنوان التافه والمتمثل في ان قرطاج أسطورة ومازلناإلى اليوم في دهشة من موافقة وزير الثقافة محمد زين العابدين وسفير تونس بإيطاليا على هذا العنوان.. ان قرطاج حقيقة أنتجت اول دستور وأول جمهورية ياسيدي الوزير ولم تكن يوما أسطورة. ثم سيدي الوزير هل نحن فعلا كاحفاد حنبعل كنا نحرق ابناءنا حسب زعم من شارككم تنظيم المعرض؟ ألسنا الحضارة المتواصلة رغم المحرقة الأخيرة التي أنهت قرطاج؟.. لو كانت قرطاج تحرق ابناءها لما صمدت لأكثر من ستة قرون. لقد أهدت قرطاج للإنسانية علاوة عن فكرة الدستور ومؤسسات الجمهورية والتفريق بين السلط، فلاسفة وعلماء وأطباء نخص بالذكر منهم ماعون الذي ابتكر علم الفلاحة.... سيدي الوزير المحرقة الحقيقية لأطفالنا هي مناهج التعليم التي فرضها الغرب عليناوهي مناهج بالية بمباركة حكوماتكم المتعاقبة فقتلوا طفولة أطفالنا وجعلوهم مجردروبوهات يتعلمون طوال الوقت بطريقة مدمرة مناهج تعليمية تافهة صباحًا مساءً وإذالزم الأمر يوم الأحد فلا ثقافة ولا ترفيه ولا رياضة لقد اصبح أطفالنا مجرد ارقام في حواسيب الدول الراعية لهذه المحرقة أمام بهتان ولامبالاة وجهل مسؤلينا من نظام بن علي إلى اليوم الذي انضافت اليه المدارس القرآنية والتي لا نعرف وفق أي قانون بعثت فلا هي بكتاتيب تقليدية ولا هي بمدارس بالمعنى الحقيقي لكلمة مدرسة.