«الشروق» مكتب صفاقس بداية لا بد من الإشارة إلى أن ولاية صفاقس سجّلت وإلى حدود أول أمس الاثنين 1 ديسمبر 255 حادث مرور أي 5.02 بالمائة وطنيا أسفرت عن 93 قتيلا ( 9.24 وطنيا ) وخلفت 327 جريحا أي بنسبة 4.42 على المستوى الوطني دائما. صفاقس.. السادسة وطنيا ووفق الإحصائيات التي قدمها المرصد الوطني لسلامة المرور، احتلت صفاقس المرتبة السادسة في عدد الحوادث على المستوى الوطني في هذه الفترة أي من 1 جانفي إلى 1 ديسمبر 2019 لتأتي وفق ذات الإحصائيات في الترتيب الوطني بعد كل من تونس العاصمة، بنعروس، القصرين، نابل والمهدية. ومقارنة بالسنة الفارطة، سجلت ولاية صفاقس تراجعا بارزا في عدد حوداث المرور، ففي سنة 2018، سجلت الولاية 385 حادثا مروريا لتحتل بذلك المرتبة الرابعة وطنيا، وهي أفضل من سنة 2017 باعتبار ان الولاية سجلت في ذلك العام 473 حادث مرور. التراجع في عدد الحوادث يعزى إلى عدة أسباب من أهمها وعي المواطن وحزم رجالات الأمن والحرس الوطني في تتبع وتعقب المخالفين من مستعملي الطرقات مع مجهودات المكتب الجهوي للوقاية من حوادث المرور، وكذلك تحسّن الأسطول وتجدده المتزامن مع تحسن البنية التحتية ولو بشكل نسبي بالولاية .. تحسّن البنية التحتية بولاية صفاقس لا يخفي وجود عدد من الطرقات المميتة، وهي الطرقات التي بحثت عنها «الشروق»، فلئن ذهب الممثل محمد الكراي إلى أن «كل الطرق تنبعث منها رائحة الموت»، فإن المحامية الأستاذة سماح بن عثمان اعتبرت أن «أخطر منطقة بولاية صفاقس هي ساقية الزيت، وتحديدا مفترق الطرقات مع السكة في قلب المدينة، مضيفة هي كارثة حقيقية .. تحصد الأرواح بشكل متكرر ومحزن ولا حياة لمن تنادي منذ سنوات». رجل الأعمال حمادي المصمودي قال «قنطرة بوعصيدة العرجاء، من الاتجاه القادم من طريق تونس في اتجاه طريق المهدية .. ومدخل صفاقس من الطريق السريعة فحالة الطريق وهندسته لا تجد له مثيلا في العالم ..هو أعجوبة تعيسة..». النائب بمجلس الشعب السابق اسماعيل بن محمود قال ان أعلى نسب في حوادث الطرقات وطنيا تسجل بمعتمدية الصخيرة، وهي الطريق التي باتت تعرف بطريق الموت خاصة على مستوى منطقة سيدي سعيد. وتحدث مجدي الغالي عن مدخل مدينة جبنيانة من ناحية صفاقس، في حين توقف رضا مقديش عند طريق تونس والسكة الحديدية من ساقية الزيت إلى قلب المدينة والتي حصدت عديد الأرواح وكانت سببا في عديد التحرّكات والاحتجاجات، وتعدى ذلك للحديث عن الطريق الرابطة بين سيدي يوسف وبقية المناطق بقرقنة التي عادة ما تسجل حوادث قاتلة آخرها منذ أقل من 3 أسابيع بمنطقة مليتة بسبب بعض الأشغال. البعض الآخر ممن استجوبتهم الشروق، تحدثوا عن طريق الطبلبي وطريق السلطنية ومنطقة العالية بطريق العين ومنزل شاكر وطريق قابس والشفار والمحرس وحبانة ومنعرج الموت بين عقارب ومنزل شاكر وغيرها من الطرقات، ويبدو من خلال هذه العينات أن صفاقس تعاني من طرقاتها إما الضيقة أو التي بها حفر ومنعرجات خطيرة أو تنقصها الإنارة، أو ربما غير معبدة أصلا رغم حركة المرور النشيطة بها .. بنية تحتية صحيح أن حوادث المرور تراجعت بصفاقس التي بلغ الأسطول بها أكثر من 400 ألف سيارة، لكن هذا التراجع لا يعني وشاحا على صدر الجهات المسؤولة أو مستعملي الطرقات – الذين يقود بعضهم وسيلة نقله في حالة سكر - أو الجمعيات والهياكل المعنية، فالحوادث القاتلة بصفاقس لازالت مرتفعة جدا ربما بسبب الأسطول المتآكل، شأنها في ذلك شأن كل الجهات والولايات التونسية بل الدول النامية بصفة عامة. فبلغة الأرقام سجلت السنة الحالية 2019 حسب المرصد الوطني لسلامة المرور 5081 حادثا أودت بحياة 1006 مواطنا وتسببت في إصابة 7405 آخرين، وحسب منظمة الصحة العالمية تعد تونس من بين أكثر بلدان العالم التي تشهد حوادث سير مميتة بمعدل يقارب 1500 قتيل سنويا وبخسائر تناهز 800 مليون دينار في العام وهي أرقام كفيلة لوحدها لتدعونا إلى إعادة النظر في طرقاتنا القاتلة وضرورة تهيئتها وتحسينها وتوسعتها وإنارتها وضع العلامات اللازمة بها ومخلفاتنا التي يرى البعض انه ينقصها جانب التوعية وغير رادعة أحيانا. حوادث الطرقات القاتلة بصفاقسوبتونس عموما تستوجب إعادة النظر في عديد النقاط التي تتجاوز الطرقات وضعياتها ومستعمليها لتطال حالة المستشفيات والبنية التحتية عموما المهترئة والمشاريع المعطلة وغيرها من المسائل في موضوع متشابك ومعقد كشبكة طرقاتنا المعقدة.. درع السلامة المرورية من نصيب صفاقس «الشروق» مكتب صفاقس يتسلم المكتب الجهوي للوقاية من حوادث المرور غدا الإربعاء درع صفاقس عاصمة للسلامة المرورية لسنة 2020. وقال رئيس المكتب محمد التركي «للشروق» أن هذا الدرع وهو عبارة عن تكريم في شكل مشعل، جاء بعد المجهودات الكبيرة التي بذلها المكتب الجهوي للوقاية من حوادث المرور للتقليل من حوادث الطرقات بصفاقس التي كانت تسجل نسبا عالية في السنوات الفارطة. وتتسلم صفاقس غدا الاربعاء الدرع على هامش المؤتمر العربي الاول ل«الشباب سفراء السلامة عى الطرقات» الذي ينتظم بجربة بحضور الجهات المعنية، على أن يتم وضع هذا الدرع في كل المناسبات التظاهرات التي تنتظم بصفاقس على امتداد كامل سنة 2020.