سبّ وشتم وتبادل للتهم، وتعليق لأشغال لجنة المالية، ومنع رئيس البرلمان من دخول مكتبه، وتهديد باللّجوء الى القضاء وتوجيه تهمة «التمييز العنصري» .. هذه هي ملامح العمل البرلماني في الساعات الماضية. تونس «الشروق» بداية المواجهة بين كتلة الحزب الدستوري الحر وكتلة حركة النهضة كانت أثناء مناقشة مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2019، والتصويت عليه فبعد أن تم إسقاط مشروع القانون وفشل في الحصول على ثقة أغلبية النواب الحاضرين، أجرت وزارة المالية تعديلا بسيطا عليه. وأعادت تقديمه للمصادقة عليه من جديد، بعد دقائق من سقوطه وهو ما جعل رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي ونواب كتلتها يحتجون على ما يحدث في البرلمان . «كلوشارات» و«باندية» التوتّر الحاصل في البرلمان تفاقم أيضا بسبب اشتباك عبير موسي مع نواب حركة النهضة. وساهم في ذلك مداخلة نائبة النهضة جميلة دبش كسيكسي، التي قالت إن البرلمان أصبح فيه «كلوشارات « و»باندية»، في إشارة الى عبير موسي . جميلة دبش كسيكسي قالت أيضا ‹›لا نرغب في سماع أصواتهم النشاز››، مطالبة النائب الأول لرئيس البرلمان سميرة الشواشي بتطبيق النظام الداخلي للبرلمان. كما اعتبرت كسيكسي أن عبير موسي جاءت للبرلمان لتعطيل مسار الثورة التونسية›. اعتصام الدستوري الحر مواصلة الجلسة دون الوقوف عند ما قيل أثناء الجلسة العامة، وتمكين كتلة الدستوري الحر من الرد على مداخلة نائبة حركة النهضة، ردت عليه عبير موسي ونواب حزبها بالقيام باعتصام داخل قاعة الجلسات العامة. وشددت عبير موسي على أن الكتلة لن تفك اعتصامها الا بعد أن تقدم النائبة جميلة دبش كسيكسي اعتذارها رسميا للنواب الذين أساءت اليهم. رئاسة البرلمان حاولت تطويق الخلاف عبر اصدار بيان، أكدت فيه أسفها عما حدث في الجلسة العامة. وطالبت باحترام مقتضيات النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب. كما أشار البيان الى أنه سيقوم بما يتعين لسحب العبارات المنافية من مداولات مجلس نواب الشعب، وحرصها على فرض الاحترام المتبادل، وتنقية مناخ العمل المشترك بين النواب. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل تطور يوم أمس بشكل متصاعد. حيث دخل نواب كتلة الدستوري الحر قاعة اجتماع اللجنة الوقتية للمالية. وقاطعوا أشغالها. كما دعت عبير موسي الى إيقاف اشغال اللجنة قائلة «كيف بامكانكم مواصلة الاعمال ومناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2020 ؟ سنُسجل عليكم موقفكم التاريخي، في ظل اعتصام كتلة برلمانية وفي ظل الاهانات التي لحقت بأعضائها في جلسة البارحة". دخلت عبير موسي في نقاش مطول مع نائب حركة النهضة سمير ديلو تحوّل الى تلاسن وتبادل للاتهامات، خاصة بعد ان استنكر سمير ديلو التمييز العنصري ضد النائبة جميلة دبش كسيكسي. واستظهر بتدوينات لأحد قادة الدستوري الحر تضمن تمييزا عنصريا ضد نائبة النهضة بسبب لون بشرتها . أما عبير موسي فأشارت الى أن النائبة جميلة دبش كسيكسي التي وجهت عبارات نابية الى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل، كانت منخرطة في هذا الحزب سنة 2002 واستظهرت عبير موسي ببطاقة انخراط النائبة في التجمع، رافضة سحب ما قالته عن وجود «دواعش» في البرلمان، مشيرة الى ان كل من رفع شعار رابعة في البرلمان «دواعش» . رئيس لجنة المالية عياض اللّومي حاول تهدئة الأجواء داخل اللجنة. لكنه عجز عن إيقاف المواجهة بين عبير موسي وسمير ديلو فاضطر الى رفع الجلسة وتعليق نشاط لجنة المالية الى حين فض الخلاف بين النائبين . منع الغنوشي من دخول مكتبه اعتصام نواب الحزب الدستوري الحر انتقل الى امام مكتب رئيس البرلمان راشد الغنوشي. وهو ما اضطره الى تفادي الدخول الى مكتبه. وباشر مهامه من المقر الفرعي للبرلمان (مجلس المستشارين سابقا). لكن نواب الحزب الدستوري الحر مازالوا مصرين على الاعتصام امام مكتب راشد الغنوشي. وهو ما يطرح استفهاما جوهريا حول الحلول التي سيقوم بها ليتمكن من مباشرة مهامه من مكتبه . قضية ضد قيادي في الدستوري الحر أكد نائب حركة النهضة سمير ديلو ان النهضة قامت بمعاينة صفحة على الفايسبوك عن طريق عدل منفذ لأحد المنتسبين للحزب الدستوري الحر بسبب تشويه النائبة جميلة الكسيكسي مشيرا الى ان النهضة سترفع قضية ضده. تدوينات عنصرية كتب القيادي في الحزب الدستوري الحر، صالح ناجي تدوينات على صفحته في فيسبوك، ردا على ما حصل من خلافات بين عبير موسي ونائبة النهضة جميلة دبش كسيكسي، ويندرج ما كتبه ضمن ما يجرّمه قانون مناهضة التمييز العنصري. حيث كتب «لا تشتري العبد الا والعصى معه ..قالو ناس بكري». كما كتب «وهاذي الرهط منين يا يما مايا ماما سؤال خطير .. انت يا زرقة حاشاكم»، وارفق هذا التعليق بصور لنائبة النهضة.