«حقوق الانسان: الواقع والآفاق» ذلك هوعنوان الندوة الدولية التي تنظمها الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والإعلام يوم الاثنين المقبل بالعاصمة تونس بحضور دكاترة وقضاة وحقوقيين من تونسوالجزائروإيطالياوموريتانيا والمغرب ولبنانوفلسطين. تونس (الشروق) «كنت شاركت في مؤتمر بالقاهرة تناول إشكالية حقوق الانسان في الوطن العربي بعد سنوات من انتفاضات 2011. وكان واضحا أن المشاركين في هذه التظاهرة من جامعيين وباحثين وقضاة ومحامين ونشطاء كانوا على وعي بأن هناك انسدادا ما عطل ولا زال طرح موضوع حقوق الانسان في المنطقة العربية»، بهذه المقاربة قدم الأستاذ، رضا كرويدة، رئيس الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والإعلام، هذه الندوة التي تنعقد وعديد الدول العربية تعيش على وقع انتفاضات تطالب بالحقوق والحريات والكرامة. الى ذلك ذكر كرويدة بمخرجات هذا المؤتمر الذي خلص الى استنتاج «يواجه العالم العربي كنظام اقليمي ودول ونظم حكم، ونخب سياسية حاكمة ومعارضة، علمانية واسلامية، وأغلبيات وأقليات دينية وعرقية، أزمة أكثر حدة وعمقا بما لا يقاس بما كان عليه الحال عند بدء انتفاضات الربيع العربي منذ ثماني سنوات. قد تختلف درجة حدة الأزمة ومظهرها من دولة الى أخرى. ولكنها لا تستثني أحدًا، بما في ذلك الدولة الوحيدة التي وضع فيها الربيع بصماته (تونس)، أودولة أفلتت من إعصاره (المغرب).»مضيفا « في الأسابيع الأولي للربيع العربي كانت تلوح في الأفق مشاريع حلول تتباين في نضجها وواقعيتها من دولة الى أخرى، بما في ذلك مشروع الإسلام السياسي كسيناريو ونخبة بديلين. بينما الآن لا يلوح ضوء في نهاية النفق المسدود بركام دول وأنظمة حكم، وأجساد ملايين اللاجئين والقتلى والجرحى والمسجونين، والمعبأة أجواؤها بالكراهية التي يجري التطبيع معها كأداة للحوار بين الحكام والمحكومين، وسط تواطؤ تطبيعي عربي واقليمي ودولي يشي بأن النفق مازال طويلاً جدًا». وعن وضعية حقوق الانسان اليوم، استند كرويدة الى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش معتبرا « تتلقى حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضربات مبرّحة منذ العام 2011، على يد أنظمة قمعية مستعدّة لتنهال عليها بكل ما أُوتِيَت من سبل بربرية وتدميرية وغير قانونية، بهدف سحق التطلعات الديمقراطية لمواطنيها. فالحكومات لم تتوانَ عن استخدام العصيّ والهراوات والرصاص لشنّ حملات قمعية واسعة النطاق، وسجن عشرات الآلاف من المواطنين الذين وُسِموا بأنهم معارِضون سياسيون. وطال القمع أيضاً الصحافيين والمنظمات غير الحكومية. لكن بارقة الأمل معقودة على مسار لا يُمكن عكسه. ويتمثّل في الوعي الجديد الذي بُثّ في نفوس المواطنين، ولاسيما الشباب، الذين باتوا يفهمون حقوقهم الإنسانية الأساسية. وربما تملك الحكومات راهناً اليد العليا في سلب هذه الحقوق. لكن الوضع لن يبقى كذلك إلى الأبد». و في علاقة بالندوة التي تنظمها الجمعية الدولية للدفاع عن حقوق الانسان والاعلام، قال الأستاذ رضا كرويدة إن هذه الفعالية فرضها واقع حقوق الانسان اليوم في المنطقة العربية بما في ذلك تونس التي تشهد تراجعا غير مسبوق. إذ يواجه العديد من المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني العديد من التحديات والمخاطر التي تعرضهم للملاحقة والاعتقال التعسفي. وتجمع كل التقارير الصادرة في هذا الغرض أن « هناك العديد من الحالات التي وثقتها المنظمات الدولية والمحلية خلال العام الحالي في عدد من البلدان العربية. ولم يعد يخفى على الكثير منا وخاصة ممن يعملون في مجال حقوق الانسان والناشطين والمتتبعين لأخبار هذه الحقوق ان ما يعيشه اليوم الوطن العربي والمنطقة خاصة والعالم بأسره حتى الغرب انه في واقع مأساوي. وهناك العديد من صور الانتهاك وأشكال التعذيب والتهجير والحروب والدمار على الصعيد الدولي والداخلي وعلى مجال انتهاك حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني . هذا ما نشهده يوميا في عدد من الدول العربية التي تشهد صراعات ونزاعات داخلية. وهناك من ينتهك حقوق الانسان في ممارسات تعسفية واجراءات حكومية قاسية في البلدان التي تشهد استقرارا . واليوم يشهد العالم نوعا آخر من الممارسات الوحشية والقمعية التي تدور في فلك انتهاكات حقوق الانسان التي تمارسها الجيوش والسلطات الأمنية والبعض الآخر منها مرتبط بالمليشيات المرتبطة بالحكومات والاجهزة والسياسيين على ان المنطقة العربية تشهد كذلك نوعا آخر من الانتهاكات. وهو الانتهاكات السلمية كما بات يطلق عليه. ويتمثل في تقييد الحريات والاستبعاد السياسي واعتقال الناشطين في مجال حقوق الانسان». وسينشط هذه الندوة كل من القضاة نزار الشوك وسفيان السليطي والباحث الجزائري وليد كارة والدكتورة فاطمة المنى من موريتانيا والأستاذ عبدالرزاق الدالي من تونس والدكتور ياسر شاهين من فلسطين والدكتورة روسانا روزا من إيطاليا والدكتورة حسينة بوشيخ من الجزائر والدكتورة لمياء بنجساين من المغرب والدكتورة حنا خوري من لبنان واميرة السلامي من تونس والدكتورة وفاء تمزيني من الجزائر على ان يتم على هامش هذه الندوة تكريم عدد من الأشخاص الذين برزوا في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وفي مقدمتهم السيدة سعيدة العامري الرئيس المدير العام لدار الانوار لدور صحف هذه المؤسسة (الشروق الأنوار لوكوتيديان)في الدفاع عن الحقوق الأساسية للتونسيات والتونسيين وكذلك المهندس التونسي المقيم بإيطاليا طه العمري الذي احتضنت مؤسسته المختصة في صناعة الحديد والصلب مئات المهاجرين التونسيين والأفارقة.