هند صبري ممثلة رائعة أثبتت نجاحها في كل الأعمال التي قدمتها في السينما انطلاقا من شريط «صمت القصور» وهي ليست ممثلة فقط لكنها حقوقية أيضا إذ كان نجاحها الفني متوازيا مع نجاحها الدراسي وهو ما يجعلنا نعتز أكثر بهند صبري التي شقّت طريقها بصعوبة في القاهرة وزرعت أمامها الأشواك وحاصرتها الاشاعات بل وتعرضت لحملات منظمة ومؤلمة لا تستحقها هند التي تمثل نموذجا جميلا للفنانة المثقفة التي تدرك حقيقة امكانياتها وحدود أحلامها. لذلك كنت دائما أقدر هند صبري تقديرا خاصا إلى أن شاهدتها مؤخرا عن طريق الصدفة في برنامج «فرصة سعيدة» على قناة دريم الذي ينشطه شريف منير مساء الاربعاء الماضي. لست من هواة دريم لكنني حين شاهدت هند صبري قررت متابعة البرنامج وكم تألمت وأنا أستمع لهند تتحدث بلهجة مصرية قحّة!... كأن هند عاشت في أحياء القاهرة القديمة أو على شاطئ الاسكندرية... كأنها لم تغادر تونس منذ أربع سنوات فقط ولم تنحدر من أعماق الجنوب التونسي ولم تعرف لا الكاف ولا نهج الباشا ولا المنار! لماذا يا هند نسيت لهجتك التونسية ولبست قالبا مصريا كنت في غنى عنه خارج التمثيل خاصة؟ أجادت هند الدفاع عن السينما التونسية وأجادت الدفاع عن وزارة الثقافة واختياراتها في دعم السينما التونسية وكانت تلقائية وعفوية لكننا كم كنا نود لو تحدثت بلهجتها التونسية فاللهجة المصرية لن تضيف لك شيئا يا هند.. نعرف ضغوط العمل وظروفه وندرك أنك مطالبة داخل مواقع التصوير وفوق الخشبة بإجادة اللهجة المصرية وهو رهان نجحت فيه بامتياز مما يؤكد أنك فنانة رائعة. لكن لا أعتقد أنك كنت مطالبة بالحديث بتلك السلاسة المصرية حتى أنني لم أعرفك. كم كان الناس هناك في أعماق الصحراء التونسية في الصابرية تحديدا سعداء بك حين قبلت دعوتهم في مهرجان صغير لتكريمك في درجة حرارة لا تقل عن الخمسين.. ولكن أعتقد أن كل الذين أحبوك استاؤوا وهم يستمعون إليك تتحدثين بالمصري. فلست من الذين يغيرون وجوههم بهذه السرعة يا هند!