ليس سرا أن علاقة هند صبري بالصحافة المكتوبة في تونس ليست في أحسن حال منذ سنوات ، يشوبها التوتر حينا والبرود أحيانا أخرى، ومهما كانت الأسباب فإن عسر الوصول إلى هند بإعتبارها اليوم نجمة بمعايير السينما المصرية قد خلق لها بعض العداوات المجانية في أوساط الصحافيين أنفسهم، وقد خشينا ونحن في مهرجان أبو ظبي أن تتأكد علاقة التوتر بيننا وبين هند النجمة التونسية في السينما المصرية خاصة بعد أن غابت عن اللقاء الصحفي لفيلم "أسماء" وهي بطلته الرئيسية واعدة بتخصيص موعد للصحافة التونسية - التي لا يتعدى عدد ممثليها في مهرجان أبو ظبي الأربعة- فقد خلنا أن هندا ترواغ ولن يكون هناك أي موعد ... وكان لافتا للأنظار أن هند صبري في حفل تقديم فيلم" أسماء" في مسرح أبو ظبي الذي غصت به الجماهير المصرية ردت بفطنة على شعارات "تحيا مصر" الصادرة عن عدد من السينمائيين المصريين بقولها "تحيا تونس وتحيا مصر...." المهم أن هند صبري وفت بوعدها وخصت الصحافة التونسية ممثلة في التونسية وزميلة يومية بالإدلاء بحوار لكل صحيفة ، في ما يلي تفاصيل لقائنا بهند صبري....
- كيف عشت الثورتين في تونس ومصر؟ لقد عشت ثلاث ثورات، ذكرت إثنين منها والثالثة هي إنجابي لبنتي الأولى علياء... كانت مشاعري مزيجا متناقضا بين الخوف والدهشة والفرحة "كنا ما نرقدوش" نتابع الأخبار بشكل متتال على مدار اليوم . "شفت بعيني ناس ماتت" أمام منزلي وشهدت ميدان التحرير ...ومهما كانت التضحيات مريرة فإن سنة 2011 سنة مفتاح في تاريخ الشعوب العربية
- هل ستشاركين في إنتخابات المجلس التأسيسي؟ طبعا سيكون ذلك يوم الغد السبت في السفارة التونسية بمصر
- أي تيار تساند هند صبري ؟ لو تعلق الأمربإنتخابات برلمانية لما كشفت لك موقفي ولكن مادام الأمر متعلقا بالمجلس التأسيسي فأقول لكم بكل وضوح إني مع تيار الوسط
- تيار الوسط يضم أيضا الأحزاب التي تصنف على أنها سليلة التجمع الحزب الحاكم السابق؟
لسنا في سباق سياسي بل هي مرحلة ضرورية لبناء الجمهورية الثانية ولذلك سأقول لكم إني ككثير من المثقفين سأصوت للقطب الحداثي
- كان للمحامين دور أساسي في الثورة التونسية فهل كنت تتمنين لو كنت محامية مباشرة للمهنة؟ "كنت نتمنى نكون" في تونس محامية أو موظفة أو تاكسيست مهما كانت الوضعية لا يهم حتى أكون مع التوانسة يوم 14 جانفي في شارع بورقيبة مع أصدقائي وأمي وشباب تونس، ومع ذلك فقد حاولت أن أسجل موقفي من خلال الرسالة التي وجهتها للرأي العام يوم 10 جانفي" كلمتني السفارة قالو لي سكر فمك" كنت أود أن يكون لي دور أكبر مقارنة بمن بذل دمه من أجل أن تنعتق تونس من يد ظالمة حكمتها سنين طويلة كنت فخورة أيضا بمشاهد المحاميات التونسيات يقفن إلى جانب الحق في موقف يشرف تونس ... - يطرح اليوم في إطار محاسبة من أخطأ موضوع إعداد قائمات سوداء للصحافيين والفنانين ورجال السياسة فما موقفك من هذا الطرح؟ أعتقد أن الوضع في تونس في ما يتعلق بالفنانين يتسم بالهدوء ولكن في مصر مازال الجدل قائما... بالنسبة إلي من حرض على المتظاهرين في وسائل الإعلام وخونهم و تسبب لهم في الأذى معنويا أوماديا لا بد من محاسبته لكن التعميم أصبح مخيفا اليوم فإن حاسبنا من سكت عن الظلم ومن غادر البلد ومن هادن السلطة ومن قال كلمة خوفا أو مجاملة فمن سيبقى في البلاد سواء في تونس او في مصر؟ قبل المصالحة الوطنية لا بد من الإعتراف بأننا جميعا مسؤولون عن إستمرار أنظمة التسلط بشكل من الأشكال فكلنا مشتركون في منطق" أخطى راسي وأضرب" وأخشى أن يكون المواطن عموما يحمل الفنان أكثر من طاقته وينسى أن الفنان ليس بالضرورة سياسيا وأحيانا أقول صحة ليهم الفنانين الذين لهم ماض سياسي سابق في المعارضة على الأقل إرتاحوا من إزعاج السلطة بالإغراء أو بالترهيب - شاركت في بطولة فيلم تحرير 202 ضمن 18 يوم عن الثورة المصرية فهل من الوارد أن تشاركي في عمل عن الثورة التونسية؟
بالعكس أرحب بأي عرض ودون مقابل "برشة يحسابو أني ما نحبش نخدم في تونس" ولكن ماذا أفعل ؟ الإنتاجات القليلة ولم يعرض علي أحد المشاركة معه. وبصراحة اتحدث إليكم "توجعت برشة" من إستهدافي كشخص وكإمرأة تونسية بعد ثورة 14 جانفي مثل برشة فنانين - أنت أيضا ردود فعلك عنيفة إزاء الصحافيين وفي فترة ما وضعت كل الناس في "شكارة " واحدة لأنه كتب عنك مقال سيء ؟ أعترف بذلك... علاقي ليست ودية بالإعلام عموما ولكني"توجعت برشة " صدقني... ولكن ما آلمني أن الهجومات كانت مكثفة وأن الإساءة لم تأتني إلا من موطني... شعرت وكأني مثل التلميذة المجتهدة التي تسعى لإرضاء أمها ولكنها لا تسمع منها سوى عبارات التأنيب وتذكرت قول الشاعر وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ربما كل من كان ناجحا قبل الثورة يتهيأ للبعض أنهم تابعون للنظام... أنا منذ عشر سنوات خارج تونس فكيف أكون مساندة للنظام وكيف خدمته وما ذنبي إن إستغل النظام القائم نجاحي وإسمي كما فعل مع مفيدة التلاتلي ولطفي بوشناق وغيرهما؟ - عرض "18 يوم" الذي يتضمن عشرة أفلام دون تحديد لمخرج كل عمل والحال أن مستويات الأفلام المقدمة متفاوتة، ألم يزعجك هذا الخلط؟ "18 يوم" أنجز في ظروف خاصة وإستثنائية وإستعجالية فقد إنطلقت الفكرة في بداية الثورة المصرية خلال شهر جانفي الماضي مازال حسني المبارك في الرئاسة والشباب في ميدان التحرير وكنت في شهري الثامن بوليدتي علياء - "علياء" محظوظة بمجيئها بعد سقوط بن علي ومبارك؟ وأنا سعيدة لذلك... دمها حر تبارك الله أخشى أن تقوم ضدنا بثورة أنا وأبوها .... كان الضغط علينا لإعداد الفيلم لمهرجان "كان" في شهر ماي ولذلك كان التفاوت والتكرار في بعض الأفكار ولكن هذا لا يسيء للعمل بل يمنحه عفوية ومصداقية وحرارة اللحظة التي نحتاجها في مثل هذه الظروف - قدمت دور الأم في فيلمين "أسماء" و"التحرير 2011" أليس سابقا لأوانه أن تقومي بهذا الدور؟ صدقني قيلت لي هذه الملاحظة ولكنه ليس هاجسا بالنسبة إلي ...ربما كان فخرا لي أني قمت بدور أم في منتصف الأربعينات رغم أني في الثلاثينات "نهار نقول لبنتي" - هاك تجنقل بالتونسي؟(أنت تتحدثين باللهجة التونسية بشكل جيد)؟ Bien sur ما تخلينيش نجنقل أكثر ....(لا تدفعني إلى مزيد الإتقان).