تونس «الشروق» شهدت مناطق كثيرة في تونس خلال اليومين الماضيين حالة عصيان جماعي للحجر الصحي الشامل الذي اقرته السلطات منذ 22 مارس المنقضي وتم التمديد فيه بأسبوعين في مناسبتين لتشهد أسواق الولايات الكبرى اقبالا مكثفا عجزت السلطات عن احتوائه وتطبيق مبادئ التباعد الاجتماعي ومسافات الوقاية المطلوبة لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا. من ذلك ما حصل صباح امس في محيط السوق المركزي بتونس حيث اضطرت الشرطة البلدية الى غلق محلات بيع التمور اثر عدم امتثالها لقرار احترام التدابير الوقائية في استقبال الحرفاء الامر الذي انجر عنه تحول أصحاب المحلات المغلقة الى المقر الاجتماعي لولاية تونس للاحتجاج والمطالبة بفتح محلاتهم. ويفسّر المواطن هذا الخروج الجماعي بحاجته الملحة لاقتناء حاجياته من الخضر والغلال واللحوم والاسماك مع حلول شهر رمضان وما زاد من حدة العصيان الانتشار الواسع للانتصاب الفوضوي العشوائي الذي عاد مجددا بعد ان نجحت البلديات في القضاء عليه خلال السنوات الأخيرة. ويبدو من خلال صور الاكتظاظ الواردة من عدد من الأسواق في مختلف الجهات ان رسائل الطمأنة التي رددها عدد من المسؤولين مؤخرا من بينهم وزير الصحة العمومية بخصوص الحالة الوبائية للفيروس قد فُهِمت خطأ. فالخطاب الرسمي بعث برسالة طمأنة تقول إنّ التدابير الوقائية التي اتخذتها تونس كانت ناجعة على مستوى التحكم في الحالة الوبائية من خلال العدد القليل للاصابات الا ان هذه الرسالة وصلت الى المواطن على ان الفيروس انتهى وان كورونا أصبحت شيئا من الماضي «وربّي ساترنا ولاباس». وفي هذا الاطار قالت الدكتورة نصاف بن علية مديرة المرصد الوطني للامراض الجديدة والمستجدة للشروق إنّ «الرسالة الأساسية التي رددها عدد من المسؤولين بخصوص الوضع الوبائي تؤكد على نجاعة التدابير التي اتخذتها بلادنا في مواجهة انتشار هذا الفيروس وإذا لم نواصل الالتزام بها يمكن ان نصل الى نتائج عكسية». وقالت د. نصاف بن علية للشروق إنّ «السلطات ما تزال تعوّل على وعي المواطن والتزامه بكل ما تقره وزارة الصحة والدولة التونسية من تدابير وقائية وتجنب التجمعات لان هذا المرض هو وباء عالمي وتسبب في آلاف الوفايات في العالم وتونس ما تزال في بداية الوباء واي خطأ قد يقودنا الى سيناريو لا تحمد عقباه فالعالم كله يقف ضد هذا الوباء بالتدابير الوقائية باعتبار انه لا يتوفر لقاح له او دواء ووسيلتنا للتصدّي له هو الوقاية من انتشار العدوى من ذلك التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والحذر عند التجمعات وغسل الايادي وغيرها من التدابير التي تم إقرارها». وأكدت الدكتورة بن عليّة انّ «اللهفة على اقتناء مستلزمات رمضان غير مبررة باعتبار وان كل المواد متوفرة والمطلوب هو عدم التخلي عن أي اجراء وقائي تم اتخاذه من قبل السلطات الصحية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا». ويقدّر معدل الإصابات بالفيروس يوميا في تونس ب18 حالة وفقا للبيانات الصادرة عن المرصد فيما بلغ عدد حالات الوفايات 38 حالة ومعدل اعمار ضحايا الفيروس ب67 سنة وما تزال الفئة العمرية 1544 سنة الأكثر إصابة بهذا الفيروس. ويفوق العدد الجملي للإصابات 900 تونسي.