تونس الشروق : بعد ثلاثة ايام من انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية اجمع قادة الاحزاب المعارضة على أن الاجواء كانت متميزة وان التنافس نزيه بفضل الحياد التام للادارة. يقول السيد بوجمعة اليحياوي نائب رئيس الحزب الاجتماعي التحرري ورئيس قائمة الحزب في قفصة انه تجوّل خلال ايام الحملة وقبلها في كافة انحاء الجمهورية تقريبا وانه لمس حياد الادارة متمثلة في الولاة والمعتمدين الذين عملوا على تطبيق القانون الانتخابي ومساعدة كل الاطراف. وذكر السيد اليحياوي انه شعر باعتزاز كبير وبطعم الحرية والتعددية مساء اول امس الاثنين في شارع بورقيبة بالعاصمة لما كان بصدد تعليق صور السيد منير الباجي مرشح الحزب في الرئاسية بكل حرية وبلا مضايقات واستفزازات وتذكر كيف كان قبل اكثر من 20 سنة في أحد سجون تونس لأنه اصدع برأي سياسي وقال اليحياوي اننا لا حظنا ان مرشحي التجمع الدستوري الديمقراطي كانوا يستعملون سياراتهم الخاصة ولم يستعينوا كما كان يحدث سابقا بالسيارات الادارية وغيرها للقيام بحملاتهم الدعائية والانتخابية. حياد تام وأكّد السيد هشام الحاجي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ومرشحه في دائرة تونس 1 الذي كان يحدثنا أثناء مباشرته لحملة الحزب في الجنوب ان «الأيام الاولى للحملة كانت متميزة جدا اذ لم نشهد تجاوزات من أي طرف ولاحظنا ان الادارة كانت محايدة جدا في تعاملها مع كل الاطراف بل انها ساعدتنا في اكثر من مناسبة». وأضاف الحاجي لم «نجد اية مشكلة مع اي طرف وخاصة التجمع وكان التعاطي مع كل الاحزاب جيدا». ولاحظنا ان عقلية المواطن التونسي تطورت وأصبح يتعامل مع الاحزاب بكل مسؤولية ويحضر الاجتماعات العامة وهو ما يعني اننا افلحنا في تقريب التعددية من المواطن نتيجة المناخ السياسي المتميز فاصبح متطلعا للمستقبل يتابع كل البدائل ويقارن بينها بكل حرية. ناجحة جدا ان ايام الحملة الاولى تؤكد نجاحها هذا ما اكده السيد ابراهيم حفايظية عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ورئيس قائمته في قفصة الذي كان يشرف على اجتماع مدينة الرقاب. وقال حفايظية ان الادارة وضعت على ذمتنا قائمة بكل الفضاءات العمومية المخصصة للاجتماعات العامة في كل المعتمديات وسهلوا علينا عقد اجتماعاتنا. كما لم يتم تمزيق معلقاتنا او استفزازنا عند عمليات التعليق بل ان الولاة والمعتمدين دعونا الى الاتصال بهم في كل لحظة اذا وجدنا اي اشكال مهما كانت طبيعته. وفي ما يخص التعامل مع القائمات المنافسة قال السيد ابراهيم حفايظية انه كان متميزا اذ دار الحديث حول كيفية التنسيق بين المراقبين يوم الاقتراع. وقال حفايظية ان الادارة وفرت كل مقومات النجاح للحملة ووضعت أعوانها على ذمة القائمات للانصات الى مشاغلهم وملاحظاتهم. ويؤكد حفايظية ان الحملة كشفت نضج المواطن واقباله على مختلف الاطراف السياسية ومناقشة برامجها والالمام بكل ما يجري على الساحة. لا تجاوزات ويؤكد السيد ناصر بوناتوف عضو حركة الديمقراطيين الاشتراكيين ومرشحها في قائمتها تونس 2 ان الادارة أظهرت حيادا تاما ولم يتم تسجيل حالات تمزيق المعلقات والبيانات التابعة لاحزاب المعارضة وهو ما اكد ان التعددية اصبحت امرا ملموسا على الميدان. وقال بوناتوف ان أمل الحركة هو الفوز باحدى الدوائر وعدم الاكتفاء بنسبة 20 من مقاعد البرلمان التي تتقاسمها المعارضة خاصة وان المناخ السياسي وحياد الادارة كان واضحا. عرس ديمقراطي هذه التصريحات الواضحة لقادة احزاب المعارضة تؤكد ان تونس مقبلة على عرس ديمقراطي حقيقي تتجسم فيه التعددية والتنافس النزيه وتغيب فيه الملاحظات والانتقادات التي لازمت عديد المحطات السياسية السابقة. وكما يؤكد عديد المترشحين والمتابعين فإن انتخابات 24 أكتوبر 2004 ستشكل منعرجا هاما في المسار الديمقراطي في تونس، ومهما كانت النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع فإن الاهم هو ترسيخ التجربة الديمقراطية وتعويد المواطنين والسياسيين بدرجة اولى على الاختلاف وتعدد الافكار والطروحات باعتبارهما دعامتين ضروريتين للتنمية السياسية والمسار الديمقراطي.