توفي فجر اليوم بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة، المناضل النقابي محمّد شقرون عن سنّ 76 سنة بعد صراع مع فيروس كوفيد 19. ولد محمّد شقرون يوم 24 أفريل 1944 بمدينة باجة وتقلّد عدة مسؤوليات صلب المنظمة الشغيلة وهي تباعا: - كاتب عام النقابة الأساسية للمعادن منذ سنة 1970. - رئيس جامعة المعادن منذ سنة 1978. - كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس الكبرى منذ سنة 1981. - كاتب عام للاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس منذ سنة 1984. - عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل منذ سنة 1981. وحول مسيرته النضالية كتب المؤرخ عادل بن يوسف والذي استضافه في برنامجه باذاعة المنستير"شهادات حية" في ثلاثة حلقات ان "المرحوم في يوم 29 جانفي 1978 ومثل العديد من النقابيّين ألقي عليه القبض وتعرّض للتعذيب بقبو وزارة الداخلية ثمّ أحيل على المحكمة التي قضت بسجنه لمدة خمس سنوات أشغالا شاقة. و على اثر أحداث 27 جانفي 1980 بقفصة تمّ الإفراج عنه مع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد. في سنة 1985 ونتيجة محاولة الحزب الاستيلاء على مقرات الاتحاد العام التونسي للشغل وتنصيب ما يعرف ب "الشرفاء" نادى بمقاطعة مؤتمر "الشرفاء" المنصّبين من طرف السلطة فتعرّض للإيقاف ثانية. وعلى إثر احتواء قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل من طرف الرئيس السابق زين العابدين بن علي، آثر في سنة 1993 الانسحاب والتفرّغ لمتابعة الشأن النقابي والسياسي. ومنذ 14 جانفي 2011 عاد من جديد إلى الساحة للمشاركة في الندوات والملتقيات التي عقدها الاتحاد العام التونسي للشغل ومؤسّسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات... وفي 26 جانفي 2017 أدلى بشهادة علنية أمام "هيئة الحقيقة والكرامة" حول أحداث 26 جانفي 1978 أو ما يعرف ب "الخميس الأسود" لكنه في المقابل رفض تقديم ملفّ للحصول على تعويضات مالية مقابل التعذيب الذي تعرّض له في قبو وزارة الداخلية والسنوات التي قضاها في السجون. وأسوة بصديقه ورفيق دربه، الأمين العام السابق للاتحاد، الأستاذ الطيّب البكوش، انخرط بحزب "نداء تونس" واقترب من الساهرين عليه وفي مقدمتهم الرئيس الراحل الأستاذ الباجي قايد السبسي. لكنه في سنة 2017 غادره نتيجة خيبة أمله في الصراعات التي عصفت به من الداخل. نال الفقيد عديد الجوائز وأوسمة الشغل والاستحقاق المهني والنقابي.وإلى غاية إصابته بفيروس الكوفيد، ظلّ المرحوم يتابع عن قرب الشأنين النقابي والسياسي ويستجيب لدعوات والصحفيّين والباحثين في التاريخ النقابي لتونس المستقلّة ولا يبخل عن تقديم المعلومة والنصيحة للنقابيّين كلما طُلب منه ذلك." رحم الله الفقيد وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه والأسرة النقابية جميل الصبر والسلوان.