يعلن الاتحاد العام التونسي للشغل ذكرى وفاة الزعيم النقابي الوطني الحبيب عاشور ذكرى وطنية يتام إحياؤها كل سنة على المستوى الوطني. لتفعيل هذه المبادرة انتظمت مساء الاثنين الماضي بدار الثقافة ابن رشيق تظاهرة ثقافية اشرف عليها الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وحضرها عدد من الشخصيات الوطنية والنقابيين من مختلف الاجيال ممن عرفوا الزعيم عن قرب. حضور متميز التظاهرة تضمنت معرضا وثائقيا اشتمل على عديد من الصور والمقالات التاريخية للزعيم فيما تم عرض شريط قصير لاشغال المجلس الوطني للاتحاد الذي انعقد قبل احداث 26 جانفي 1978 توفر عليه النقابي المعروف محمد شقرون. اما الشهادات ولئن كان من المنتظر ان يتدخل بها عدد من المدعوين مثل الاخ الطيب البكوش الذي تحمل مسؤولية الامانة العام للاتحاد في مؤتمر قفصة وعمل جنبا إلى جنب مع الزعيم الحبيب عاشور بعد رفع الاستثناء عليه وكذلك السيد محمد الناصر وزير الشؤون الاجتماعية السّابق والذي تفاوض مع عاشور في عديد المطالب التي كانت محور احداث 26 جانفي وايضا العميد منصور الشفي الذي يعرف عنه قربه الشديد من الزعيم الحبيب عاشورفي اغلب مراحل حياته وتحديدا حسب ما صرح به هو شخصيا اي منذ سنة 1963. واعتبارا لضيق الوقت فإنه تم الاكتفاء بشهادة العميد منصور الشفي وقراءة في كتاب مذكرات الزعيم الحبيب عاشور بعنوان «حياتي السياسية بين مشاعر الحماس والخيبة» قدمها الوجه النقابي الطيب الورايري. محاكمات عاشور.. كانت لضرب استقلالية الاتحاد ركز العميد منصور الشفي شهادته على المراحل الثلاث الكبرى التي عاشها الحبيب عاشور منذ تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 1946 حيث اكد ان الحبيب عاشور تعرض الى أول محاكمة زمن الاستعمار الفرنسي سنة 1947 والاتحاد العام التونسي للشغل مازال جنينا وقال ان المحاكمة دامت عشرة ايام وكان الزعيم فرحات حشاد مواكبا لها وقال رغم النفي الذي حدث للزعيم عاشور فانه ظل يحرك الشأن النقابي والوطني من منفاه وبين ان محاكمة الحبيب عاشور في ذلك الوقت هي التي دعمت وجود الاتحاد وركزته منظمة نقابية تونسية لحما ودما واعتبر الاستاذ المحاكمةَ محاكمةً للكفاح النقابي. وانتقل العميد منصور الشفي الى محاكمة 1965 حيث اكد ان الاتحاد بدت عليه علامات الضعف ومسَّ العمالَ الوهنُ والاهانة وكانت محاكمة من اجل استقلالية الاتحاد وكل حيثياتها كانت باتجاه ضرب الاتحاد واستقلالية واسكات صوته. اما المحاكمة الثالثة وهي التي اهتم فيها صاحب المداخلة بأحداث 26 جانفي 1978 فركز فيها العميد على انحياز الزعيم الحبيب عاشور الى حظيرة العمال بعدما لاحظ تغول رأس المال على حساب حقوق العمال وقدرتهم الشرائية ومن ابرز ما اوضحه طبيعة العلاقة بين عاشور ونويرة التي وصفها بالمتينة أفسدتها السياسة في اواخر السبعينات. مراحل الخيبة لم تكسر الأمل والتفاؤل في قراءته لمذكرات المرحوم الزعيم الحبيب عاشور انطلق السيد الطيب الورايري من بيان الاتحاد العام التونسي للشغل الصادر قبل أحداث 26 جانفي 1978 والذين يدين فيه تسمية بن علي مديرا للامن الوطني في ذلك قائلا ان الاتحاد العام التونسي للشغل قال لبن على «Dégage» منذ ثلاثة وثلاثين سنة وابرز ان الكتاب الذي يحمل مذكرات الزعيم عاشور جاء كما اثثه هو بنفسه ممتدا منذ سنة 1944 الى سنة 1981 وقال ان ابرز ما يمكن الاحتفاظ به من هذا الكتاب هو ان اليأس لم يعرف يوما طريقا الى قلب الزعيم وان فترة نضاله كانت دوما حبلى بالأمل لكل الناس ولخص مقدم الكتاب فترات الامل هذه ب: النخوة التي اعتلت كيان الزعيم عاشور هي على الاطلاق عندما استقبله بورقيثبة سنة 1981 وقال له «الاتحاد متاعك واعملوا فيه ما تحبو» وقتها شعر عاشور باستقلالية الاتحاد. تكريس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعمال في سن سياسة التعاقد. شعور عاشور بنخوة خاصة تجاه المحامين وعائلات النقابيين والرابطة التونسية للدفاع عت حقوق الانسان وهياكل الاتحاد للحملة التضامنية التي كانت تحيط بالاتحاد في كل مراحل استهدافه والتعسف عليه. دور الاعلام وخاصة جريدة الشعب التي كانت المرآة العاكسة لنضالات الاتحاد وهياكله فضلا عن تصدّرها طليعة الاعلام الحر والنزيه والمعبر عن رأي المجتمع. دعم ومساندة المنظمات النقابية والحقوقية العالمية للاتحاد. الدعم الذي كان يحشده الزعيم لفائدة تونس في المنتديات العالمية. البعد الوطني للاتحاد في بناء دولة الاستقلال. ثم جاء المتدخل على حالات الخيبة والاحباط التي شعر بها الزعيم الحبيب عاشور فذكر بالخصوص: تنكر سلطة للاتحاد عبر المحاولات المتكررة لضرب استقلاليته. المحاكمات التي كانت تحاك ضد النقابيين. وجوده في نفس الزنزانة التي سجن فيها مرتين. تعذيب النقابيين الذي وصل حد الموت: المرحوم سعيد قاقي وحسين الكوكي. الانشقاق الذي حصل عام 56 في صفوف النقابيين. ان الامل الذي تركه عاشور لا يمكن ان تأخذ منه او تكسره بعض الحيثيات وتلك هي مشاعر الحماس والخيبة في حياة الزعيم الراحل الحبيب عاشور.