إذا كان شهر رمضان يشكل فرصة هامة للعديد من أصحاب المهن الحرة لتكثيف نشاطاتهم التجارية والاستزادت من المرابيح فإن البعض الآخر يحتم عليهم شهر رمضان غلق محلاتهم والركون إلى الراحة أو تغيير أعمالهم. «الشروق» التقت هؤلاء وتحدثت معهم عن هذا التغيير وعن طبيعة عملهم خلال الشهر وعن مدى تقبلهم لهذه الوضعية الاستثنائية. **عمل ليلي تغلق المقاهي نهارا وتنشط حركيتها ليلا مباشرة بعد الافطار ليصبح الفوز بمقعد في احد المقاهي من قبيل الحظ السعيد ويقول سامي «إن المقهى تصبح أكثر جاذبية في ليالي رمضان لما تؤمنه من جلسات حميمية تجمع بين الأصدقاء والأجوار ويزيدها بهجة ممارسة «لعب الورق» وتدخين «الشيشة». أما السيد لوصيف الجلالي (صاحب مقهى) فإنه ينظر للموضوع من زاوية أخرى المتمثلة أساسا في تغيير نظام العمل وتأثير ذلك على مداخيلهم المالية معبرا عن ذلك بقوله: «لاشك ان شهر رمضان شهر الخيرات والبركة إلا أن مداخيلنا تتأثر بصفة سلبية خلاله كيف لا والحال أن عملنا سيتقلص إلى حدود 5 ساعات أو ست ساعات بعد أن كنا نشتغل على مدار يوم كامل ولكن يضيف السيد لوصيف عادة ما نستغل هذا الشهر للقيام بعمليات صيانة وتنظيف المحل. **عطلة سنوية يركن جلّ المطاعم خلال شهر رمضان إلى الراحة مستغلين هذا الشهر كعطلة سنوية وبالتالي فإن تغيير النشاط يبقى مسألة مستبعدة وهو ما يؤكده السيد خالد (صاحب مطعم بالعاصمة) موضحا انه وعمال المطعم لا يتمتعون بالعطلة السنوية إلا خلال هذا الشهر باعتبار ان العمل يكون مكثفا طوال السنة نظرا للعدد الهائل من الموظفين والعمال الذين يرتادون المطاعم نظرا لضيق الوقت وكثرة الالتزامات. أما عن تغيير نوعية العمل فإن ذلك غير وارد حسب قول السيد خالد فمطعمه مختص في تقديم أطباق رئيسية ولا يمكن ابدال نشاطه. السيد الزين الأزعب (صاحب محل للأكلة الخفيفة) يقول أيضا ان شهر رمضان هو العطلة السنوية لكل العاملين في المحل والقائمين عليه. فنحن نغتنموا هذا الشهر لننعم بالراحة ونقضي أوقاتا ممتعة مع الأهل والأصدقاء. لكن السيد الزين لا ينكر أن بعض التغيير يحدث خلال هذا الشهر في مستوى ميزانية المحل التي تتأثر سلبا باعتبارها تدخل في فترة اجازة والتي سرعان يتم تداركها بحلول عيد الفطر. **تغيير الثوب ليس هناك من بديل سوى البحث عن عمل آخر يمكن من خلاله تفادي البطالة المؤقتة وكسب ربح اضافي لذلك نجد عديد المحلات قد بدلت ثوبها ولبست ثوبا رمضانيا متميزا. ومن هذه المحلات نذكر محلات بيع الفريكاسي الذي يتبدل بين ليلة وضحاها إلى دكان لبيع «الزلابية» و»المخارق» ويقول السيد محمد عبيد صاحب محل بيع «الفريكاسي» بحلول شهر رمضان أحوّل نشاطي من صنع وبيع الفريكاسي إلى صنع وبيع «المقروض» و»الزلابية» و»المخارق» وذلك مواكبة لما يطلبه المستهلكين من جهة والبحث عن الرزق وتفادي البطالة الموسمية. هناك أيضا وجبات غذائية تسجل حضورا مكثفا خلال شهر رمضان مثل البريك والحلويات بمختلف أنواعها وعادة ما تحتلّ هذه الوجبات المحلات التي كانت مخصصة لبيع العصير والمشروبات الباردة.