تعرف محلات بيع الحلويات خلال شهر رمضان إقبالا مكثفا من التونسيين. حيث يصطف الكثيرون في طوابير طويلة لشراء الحلويات الخاصة بشهر رمضان مثل الزلابية و المخارق، و المقروض. و يشتد الازدحام على هذه المحلات قبل موعد الإفطار أو بعده. ورغم أن محلات كثيرة تقدم خدماتها، إلا أن الكثير منها يعجز عن تلبية حاجيات المستهلك التونسي لهذا النوع من الحلويات. و إلى جانب المحلات المختصة، فإن العديد من المطاعم الشعبية تغير من طبيعة نشاطها خلال شهر رمضان، لتتحول، الى محلات لبيع الحلويات، رغم أن القانون التونسي يحظر ذلك. يقول علي، و هو صاحب مطعم بمنطقة لافيات بتونس العاصمة "نحن في الأصل مطعم، لكن خلال شهر رمضان و نظرا لأهمية تجارة الحلويات، فإننا نجهز المحل لنبيع الحلويات. و هي صناعة ورثناها عن أجدادنا، و نحترفها، منذ أكثر من 30 سنة". كما تتوافد على العاصمة التونسية خلال شهر رمضان شاحنات و سيارات، محملة بأنواع مختلفة من الحلويات، أصيلة، من مدن داخلية اشتهرت بها كالمقروض من مدينة القيروان و المخارق من باجة. و تشهد الحلويات التي تعرضها هذه الشاحنات، إقبالا منقطع النظير، بالنظر الى جودتها العالية. غير أن هناك من التونسيين من لا يثق بهؤلاء الباعة ويتهمونهم بالغش والتحايل. بشير،موظف ببنك يقول لمغاربية "أكل بعض الحلويات خلال السهرة أصبحت من عادات التونسيين. و أنا شخصيا أفضل التوجه بسيارتي الى باجة أو القيروان على شرائها من الشاحنات التي لا تخضع لأية مراقبة صحية". التقينا عند أحد المحلات بباب الجديد، زينب، التي كانت بصدد شراء كميات من الزلابية و المخارق، و أكدت لمغاربية أنها تعتبر هذه الحلويات من الأطباق الرئيسية في الموائد التونسية خلال شهر رمضان مضيفة "بعد رمضان يكاد ينعدم الاهتمام بهذه الحلويات ليترك مكانه للحلويات الأخرى التي تشترى عادة، في العيد أو خلال الأيام العادية، كالغريبة و البقلاوة، والصمصة". قرب جامع الزيتونة، بالسوق العتيق التقينا محمد، صاحب محل للحلويات، الذي قال "خلال شهر رمضان يتضاعف العمل، و نقوم باستقطاب أعداد وفيرة من الزبائن. كما أقوم بمضاعفة عدد العملة. و أقوم بتنويع المنتجات. مثل الزلابية ذات اللون الأحمر، و غيرها..." وعرفت أسعار بعض الحلويات ارتفاعا خلال شهر رمضان. إذ ارتفع سعر الزلابية و المخارق، الأكثر استهلاكا في رمضان، من 2500 مليم الى 2800 مليم. و علل التجار ذلك بارتفاع أسعار المواد الأولية. في حين عبر العديد من التونسيين عن امتعاضهم من ارتفاع الأسعار متهمين الباعة بالإستغلال. ولم تحد النصائح، التي تبثها القنوات الإذاعية و التلفزية التونسية، من تهافت التونسيين على الحلويات، و في اتصال هاتفي مع مغاربية يقول نورالدين عكاشة، مختص في الأمراض الباطنية "يسبب الإكثار من تناول الحلويات في أمراض السكري و السمنة. فخلال الليل، تقل حركة الإنسان مما يتسبب في تراكم الشحوم في البطن. و يكثف تواجد السكري في الدم. لذلك فمن الأحسن، التقليل من الحلويات".