جباليا القدسالمحتلةواشنطن (وكالات): عاين أمس الفلسطينيون مخلفات «الزالزل» المدمر الذي احدثته آلة الحرب الصهيونية التي نفذت خلال 18 يوما حملة إبادة جماعية في قطاع غزة أوقعت 130 شهيدا على الاقل زيادة على تدمير الممتلكات الخاصة والعامة... وبينما كانت الدبابات والجرافات تنسحب مساء أول أمس من المناطق المنكوبة الى مواقعها الخلفية شمالي القطاع، هددت تل أبيب باستئناف الاجتياح اذا واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على جنوبفلسطينالمحتلة. وبحلول صباح أمس، عاينت عشرات العائلات الفلسطينية المنكوبة، في جباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة، آثار العدوان الصهيوني الذي شبهه الاهالي بمخلفات زلزال كبير... زلزال مدمّر وفي مخيم جباليا وبيت لاهيا حيث حصلت معظم الاعتداءات الاسرائيلية وحيث سقط العدد الاكبر من الشهداء، تعرض أكثر من 100 منزل للهدم بواسطة الجرافات أو النسف بالمتفجرات في حين تعرضت البنى التحتية من طرقات وشوارع معبدة وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف للتخريب على نطاق واسع. وعلى جانبي طريق صلاح الدين الرئيسي الذي يصل جنوب قطاع غزة بشماله، خلفت القوات الصهيونية المتراجعة ما لا يقل عن 50 بين ورش ومحال تجارية مهدمة بالكامل. ودمرت الدبابات والجرافات الصهيونية حتى شبكة الصرف الصحي في مخيم جباليا وحي بيت لاهيا في حين اقتلعت أعمدة الكهرباء والهاتف. والى غاية أمس لاتزال عديد الاحياء المنكوبة بلا مياه وكهرباء. وقالت جميلة يحيى (54 عاما) اللاجئة في مخيم جباليا ان ما حدث كان أسوأ من الزلزال مضيفة ان الاسرائيليين يسعون الى تهجير الفلسطينيين مثلما هجروهم عامي 1948 و1967. وأضافت وهي تشير الى أنقاض منزلها المؤلف من 3 طوابق في حي السكة الاكثر تضررا في مخيم جباليا، ان شارون أسوأ من النازيين... وغير بعيد عن هذه اللاجئة، كانت هناك العشرات من السيدات اللاتي ينقّبن بين ركام المنازل المدمرة عسى أن يعثرن على أمتعة وأغراض تخصهن وعائلاتهن. وقالت منال أبو نادي التي دمرت الجرافات الصهيونية أول أمس منزل عائلتها و9 منازل أخرى تعود الى عائلة أبو نادي في حي السكة، ان جيش الاحتلال هدم بيتها دون سابق انذار قبل قليل من انسحابه مساء أول أمس في المنطقة. ووفدت أمس عشرات الاسر الفلسطينية التي باتت بلا مأوى، الى عدة مدارس من المنطقة تديرها وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. أملا في الحصول على ملاذ وقتي حتى وان كان خيمة. وفي مخيم جباليا أيضا لم يسلم موقع أثري بيزنطي من حملة التدمير التي نفذتها القوات الصهيونية. وبلغ مدى التخريب الذي نفذته الجرافات حد عدم تعرف المزارعين الفلسطينيين على حدود حقولهم ومزارعهم. عودة سريعة وكانت الدبابات الاسرائيلية قد بدأت مساء أول امس التراجع الى مواقعها الخلفية في محيط بيت حانون وبيت لاهيا، ولم يكن التحرك الاسرائيلي انسحابا وانما مجرد إعادة انتشار حسب وصف جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي بدا مستعدا لاستئناف العدوان في أية لحظة. وفي هذا السياق تحديدا صرح أحد المتحدثين باسم شارون بأن على الفلسطينيين أن يفكروا مليا قبل اطلاق الصواريخ لانهم يعرفون الثمن الباهظ الذي قد يدفعونه على حد تعبيره... لكن التهديدات الصهيونية لم تحل دون سقوط صاروخين أطلقهما مقاتلو «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد الاسلامي على مستوطنة «سديروت» في النقب الغربي جنوبيفلسطينالمحتلة. وغداة إعادة الانتشار، هدمت قوات الاحتلال 10 منازل غرب بيت حانون بينما استشهد أمس في جباليا مقاوم فلسطيني كان قد أصيب بجروح خطيرة قبل 10 أيام.