حصدت أمس الآلة الحربية الصهيونية 7 شهداء فلسطينيين معظمهم مدنيون عزّل وبينهم ثلاثة أطفال في اجتياحين منفصلين لشمال قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وبينما تستمر هذه الاعتداءات الوحشية توقع مصدر صهيوني عمليات «غير مألوفة» من جانب حركة «حماس» في سياق الرد على عملية الاغتيال الأخيرة لأحد قادتها في دمشق. وسقط أمس 4 شهداء على الأقل زيادة على عديد الجرحى في إطار اجتياح اسرائيلي جديد لشمال قطاع غزة بذريعة منع المقاتلين الفلسطينيين من قصف المستوطنات بالصواريخ. مذبحة جديدة وكان الاجتياح الواسع لمناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا و»أبو صفية» قد بدأ منذ الليلة قبل الماضية بمشاركة حوالي 100 آلية عسكرية ومئات الجنود الاسرائيليين. واستشهد في مخيم جباليا الناشط في حركة «حماس» توفيق محمد الشرافي (22 عاما) جراء اصابته بشظايا صاروخ أطلقته مروحية اسرائيلية على مجموعة من المقاومين الفلسطينيين. وفي بيت حانون استشهد الصبيان سائد أبو العيش وأحمد عبد الفتاح ماضي (14 و17 عاما) بنيران جنود الاحتلال الذين اطلقوا على فتية فلسطينيين كانوا يرشقونهم بالحجارة. وفي مفترق الشهداء المؤدي إلى مستوطنة نتساريم جنوبي مدينة غزة استشهد الطفل محمد جابر برصاص الجنود الصهاينة الذين استهدفوا بنيران الرشاشات طلاب مدرسة كانوا يرشقونهم بالحجارة. ومنذ بدء الاجتياح الجديد الواسع لشمال قطاع غزة أصيب ما لا يقل عن 20 فلسطينيا اضافة إلى الشهداء. واتخذت الدبابات الاسرائيلية مواقع لها في منطقة مرتفعة تشرف على مخيف جباليا بينما كمن القناصة الصهاينة فوق سطوح البنايات العالية. وفي محيط المخيم هدمت الجرافات الاسرائيلية 4 منازل على الأقل ومبنى للأمن الفلسطيني. وتصدى عشرات المقاومين الفلسطينيين منذ بدء الاجتياح للدبابات والجرافات المتوغلة من عدة محاور في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا. وجابه المقاومون القوات الصهيونية الزاحفة والمتمترسة وراء الآليات الثقيلة وتحت حماية المروحيات انطلاقا من الأزقة ومن المواقع المحصنة في المناطق المشمولة بالاجتياح. وبعدما خفت حدة الاشتباكات شيع المئات من انصار حركة «حماس» في مخيم جباليا الشهيد توفيق محمد الشرافي وهم يرددون هتافات تنادي بالثأر. وفي ذروة الاجتياح الاسرائيلي قصف مقاتلو كتائب عزالدين القسام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين عدة مستوطنات في قطاع غزة وفي جنوبفلسطينالمحتلة بصواريخ «القسام» و»البتار» و»قدس 1» وكذلك بمدفعية الهاون. وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء أمس ان اثنين من أطفال المستوطنين قتلا حين سقط صاروخ من نوع «القسام» في ردهة بين منزلين في مدينة سديروت بالنقب جنوبفلسطينالمحتلة. وبعد الاعلان عن مقتل الطفلين في هذا القصف الذي كانت قد تبنته حركة «حماس» هددت حكومة شارون بتصعيد أكبر وأشمل لمنع اطلاق الصواريخ على المستوطنات وبعد هذا التهديد شنت مروحية صهيونية غارة على جباليا جرح فيها فلسطينيان على الأقل. وفي شمال الضفة الغربية حصد أمس رصاص الصهاينة شهيدين خلال توغل جديد في جنين. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص على سيارة أجرة مما أدى إلى استشهاد سائقها محمد بيطار (25 عاما) وراتب قاسم طالب (50 عاما) وهو صهر قيادي ميداني في حركة الجهاد الاسلامي في حين أصيبت زوجة طالب واعتقلها جنود الاحتلال بعد ذلك لاستجوابها ثم افرجوا عنها. وبرّر جيش الاحتلال اطلاق النار على سيارة الأجرة بأن تلقى معلومات تفيد بأن القيادي المطارد في حركة الجهاد الاسلامي كان يستقل السيارة. وفي جنين أيضا نسفت قوات الاحتلال منزل القيادي في كتائب شهداء الأقصى زكرياء الزبيدي الذي يعتبر المطلوب الأول للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية. وبينما كان التوغل الاسرائيلي لا يزال مستمرا في جنين (التي انسحب منها لاحقا)، اغتال جنود الاحتلال في نابلس، الناشط في كتائب شهداء الأقصى مجدي صلاح خليفة (26 عاما) الملاحق منذ عامين على الأقل. وفي الضفة أيضا أفضت حملة مداهمات اسرائيلية جديدة في مناطق متفرقة إلى اعتقال عديد الفلسطينيين. هجمات غير عادية وبينما يتواصل هذا العدوان الوحشي بشكل يومي مخلفا عددا كبيرا من الشهداء، تتفاقم المخاوف الاسرائيلية من ضربات قوية موجعة من جانب المقاومة الفلسطينية ردا على المذابح والجرائم الصهيونية. وعبر مسؤول عسكري اسرائيلي الليلة قبل الماضية عن اعتقاده بأن حركة «حماس» على وجه التحديد، تستعد لتنفيذ عمليات فدائية غير مألوفة ضد أهداف اسرائيلية ردا على اغتيال قيادي من الحركة في دمشق قبل أيام. وقال المسؤول ذاته انه «حماس» وفصائل أخرى تنوي زيادة وتيرة هجماتها بأساليب وطرق مختلفة عن الأساليب والطرق المألوفة. وأضاف ان «حماس» خصوصا تعد لشن هجمات أكثر دقة وتأثيرا بما في ذلك ضرب المستوطنات بصواريخ جديدة أكثر تطورا من «القسام».