جباليا القدسالمحتلة (وكالات) أفاقت أمس البلدات الفلسطينية الواقعة في شمال قطاع غزة على حجم الدمار الهائل الذي خلفته القوات الصهيونية المنسحبة التي دمرت عشرات المنازل والمدارس والمصانع وشردت المئات بعدما كانت قد أوقت عشرات الشهداء والجرحى خلال العدوان الذي استمر ثلاثة أيام... وقبل انسحابه أمس من معظم المناطق التي كان قد اجتاحها منذ الاربعاء الماضي، تكبد جيش الاحتلال الاسرائيلي خسائر في العتاد فيما توقع عسكري صهيوني استمرار المواجهة مع المقاومة الفلسطينية سنوات أخرى عديدة. ومنذ الاربعاء الماضي استشهد فلسطينيين في حين جرح 100 على الأقل، سقط معظمهم في منطقة جباليا التي شملها الاجتياح الإسرائيلي الى مناطق مجاورة في شمال قطاع غزة. دمار هائل وانسحبت أمس معظم القوات المشاركة في الاجتياح الى مواقع متأخرة فيما ظلت عديد الدبابات مرابطة في منطقتي جباليا وبيت حانون بدعوى منع المقاومين الفلسطينيين من اطلاق الصواريخ على المستوطنات داخل القطاع كما في النقب بجنوب فلسطينالمحتلة. وقالت مديرية الأمن العام في قطاع غزة أن انسحاب القوات الغازية جاء في اطار اتفاق تم التوصل اليه مساء الجمعة أثناء اجتماع أمني ونص بالخصوص على فتح كل الطرق الرئيسية مقابل أن يتولى الأمن الفلسطيني الواجبات الأمنية في المناطق التي شملها الانسحاب... وفي هذه المناطق وتحديدا مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون كان حجم الدمار الذي خلفته القوات الصهيونية كبيرا جدا.... وفي جباليا وبيت لاهيا بالخصوص دمرت قوات الاحتلال بشكل كلي أو جزئي 50 منزلا على الأقل ومدرستين وعدة مؤسسات تجارية ومصانع. كما ألحقت أضرارا فادحة بالبنى التحتية حيث تعرضت الطرق لتخريب كبير وبات مستحيلا استخدامها في اطار تقليد صهيوني بدأه شارون قبل انسحاب قواته من سيناء. وفي البلدات الثلاث التي شملها الاجتياح الصهيوني لم تتمكن عديد العائلات حتى من اخراج الاثاث من المنازل التي سوتها الجرافات بالأرض. وقام أمس السكان المنكوبين بالتفتيش بين أنقاض منازلهم المدمرة لعلهم يستخرجون بعض امتعتهم. وقبل انسحاب القوات الإسرائيلية أمس تمكن مقاتلون من كتائب شهداء الأقصى ومن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من تدمير برج دبابة من نوع «ميركافا» بواسطة قذيفة «آر.بي.جي» في مخيم جباليا وفق ما جاء في بيان مشترك للتنظيمين. وقبل هذه العملية كانت كتائب عز الدين القسام قد تبنت الهجوم الذي أسفر عن تفجير دبابة من نوع «ميركافا» أيضا. ولم يحل الاجتياح الصهيوني دون سقوط عديد الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات داخل القطاع أو في منطقة النقب بجنوب فلسطينالمحتلة. وفي ظل الاغلاق الشامل الذي فرضته سلطات الاحتلال على الأراضي المحتلة والذي سيتواصل لمدة أيام على الأقل، واصلت قوات الاحتلال حملة المداهمات في الضفة التي أفضت منذ عملية بئر السبع الأخيرة إلى اعتقال 150 فلسطينية على الأقل. سنوات أخرى من المواجهة وفي مقابلة مع الاذاعة العبرية أمس توقع قائد سلاح الجو الصهيوني «اليعازر شكيدي» أن تستمر المواجهة المفتوحة مع المقاومة الفلسطينية لسنوات أخرى عديدة. لكن شكيدي اعتبر مع هذا أن ما أسماه «مكافحة الارهاب» مسألة وقت مشيدا في الأثناء بالغارة الأخيرة على غزة التي أوقعت 14 شهيدا من ناشطين حركة «حماس».