في ظرف عشر سنوات انحدرت تونس في مجال التعليم الى المرتبة السابعة عربيا بعد ان كانت في المراتب الأولى على مدى عقود من الزمن... انهيار التعليم ينذر بإنهيار البلدان والامم اليوم وعلى مدى عشر سنوات فقد التعليم في تونس بريقه وصارت المدرسة التونسية تدفع بأكثر من مائة الف طفل الى الشارع الى جانب انقطاع الاف الطلبة عن دراستهم الجامعية والبحث عن فرص الهجرة الى بلدان اخرى ... كل الوزراء الذين تعاقبوا على ادارة وزارة التربية فشلوا في الاصلاح وانقاذ المدرسة التونسية واقتصرت مهمتهم على التسيير اليومي للوزارة دون تقديم تصورات وبرامج وافكار تنقذ الموقف ... لم تبق تونس كما كانت منذ عقود رائدة التعليم في العالم العربي ، اليوم تسبقنا دول مثل الاردن ولبنان والبحرين وقطر كما تسبقنا دول افريقية كثيرة اصبحت لها أنظمة تعليم متطورة ومتقدمة في العالم وجامعات ومدارس عليا بارزة ... كل الحكومات التي تعاقبت على حكم تونس خلال العشر سنوات الأخيرة لم تهتم بالتعليم ولم تستثمر في المعرفة ولم تؤسس جامعات جديدة بل سعت الى تخريب ما كان تحقق للتونسيين من مكاسب في كل المجالات وخاصة في مجالات التعليم والصحة ... تونس اليوم مطالبة بإصلاح نظامها التعليمي من جديد ولايمكن القبول بمدرسة تطرد اكثر من مائة الف تلميذ وطفل سنويا ولايمكن ان نقبل بجامعة اصبحت عنوانا للانقطاع والفشل ... الأمم المتقدمة حققت التقدم والكثير من النجاحات بفضل تعليمها الجيد وبفضل مدرستها العصرية. اليوم في تونس ارقام مفزعة للأمية فاقت نسبتها ال 40 بالمائة في بعض الولايات مما يؤكد ان لنا نظام تعليمي فاشل ويحتاج الى مراجعة كاملة ... الحكومة اليوم مطالبة بإطلاق برنامج للإصلاح التربوي ولا فإننا سنجد أنفسنا في المرتبة الأخيرة في مجال التعليم عربيا وافريقيا ... سفيان الاسود