رحبت الخرطوم أمس بنتائج قمة طرابلس الافريقية التي رفضت الضغط على الحكومة السودانية والتدخل الدولي في الازمة وطالبت حركتي التمرد بالتوقيع على بروتوكول أبوجا الانساني بينما رفض متمردو دارفور نتائج القمة واتهموما بالانحياز للخرطوم. وعقدت القمة الافريقية المصغرة في طرابلس برعاية الزعيم الليبي معمر القذافي وشارك فيها رؤساء مصر حسني مبارك وتشاد ادريس ديبي والسودان عمر البشر ونيجيرا أولوسيغون أوباسانجو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. ترحيب وأشاد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل بنتائج هذه القمة وقال انها وجهت رسالة الى المجتمع الدولي «تؤكد ان افريقيا تريد ان تتحمل كامل مسؤولياتها وترفض اي تدخل أجنبي». ووصفت قمة طرابلس أزمة دارفور بأنها «افريقية صرفة» مؤكدة الالتزام بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. وأكد البيان أهمية «عدم التدخل في شؤون السودان الداخلية بشكل يعرقل الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والامن في كافة ربوعه» مشددا على «الدور الريادي للاتحاد الافريقي لتسوية هذه الأزمة». ورحّب البيان كذلك بقرار الحكومة السودانية زيادة عدد قوات الاتحاد الافريقية في دارفور وحث جميع الدول الافريقية على المساهمة في هذه القوات. ورحب القادة الافارقة بالتقدم الذي أحرز في نيفاشا (كينيا) حيث جرت مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركتي التمرد الرئيسيتين في دارفور معتبرين انه يمثل «تمهيدا للتوصل الى اتفاق السلام النهائي» الذي يمثل «خطوة هامة نحو تحقيق السلام الشامل في انحاء السودان». ورحب القادة المجتمعون في القمة الافريقية بتنفيذ الحكومة السودانية «الالتزامات التي أخذتها على عاقتها وفقا للاتفاق الموقع مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في جويلية الماضي». وقد أشاد الرئيس المصري حسني مبارك بنتائج القمة وأكد في تصريحات للصحفيين ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيواصل جهود الوساطة للتوصل الى تفاهم بين الحكومة والمتمردين «معربا عن تفاؤله بنجاح الوساطة الليبية. ودعا المتحدث باسم الرئاسة ا لمصرية ماجد عبد الفتاح المجتمع الدولي الى تقديم مساعدة للسودان لمساعدته على الوفاء بتعهداته بموجب قرارات الأممالمتحدة بدلا من ممارسة الضغوط وتوجيه التهديدات. وتم ايضا تكليف وزراء خارجية الدول الخمس بتشكيل آلية لمتابعة الجهود على الارض في اطار الاتحاد الافريقي ورحبت مصر باستضافة أول اجتماع في هذا الشأن. رفض... واتهام مقابل ذلك رفض متمردو دارفور نتائج القمة الخماسية واتمهموها بالانحياز الى الخرطوم. واتهم الناطق باسم حركة «العدل والمساواة» أحمد حسين آدم في تصريح لقناة «الجزيرة» القمة بالانحياز للحكومة السودانية وتبنّي وجهات نظر الخرطوم في المفاوضات. واعتبر آدم ان القمة لم تقدم حلولا بديلة لتسوية الازمة برفضها التدخل الدولي واتهم الحكومة بالمسؤولة عن فشل توقيع البروتوكول الانساني برفضها تنفيذ آلياته التي تشمل نزع أسلحة ميليشيات الجنجويد وتحقيق الاستقرار الامني في الاقليم» على حد تعبيره. وأكد المتحدث رغم ذلك ان السياق الذي تعوّل عليه حركتا التمرد هو مفاوضات أبوجا المقرر استئنافها في 21 أكتوبر الجاري مشيرا الى «ضروة تنفيذ الخرطوم لمطالب مجلس الامن الدولي».