وصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم جمعوا بين شدة الخوف من الله تعالى مع الاحسان في العمل فقال: {إنّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون، والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم الى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون}. وقد كانت هذه حالة الصحابة رضي الله عنهم، وقد روى أحمد عن أبي بكر الصديق أنه قال: «وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن، وكان رضي الله عنه يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد»، وكان علي بن أبي طالب يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى، قال: «فأما طول الامل فينسّي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وكان يقول: ألا وإن الدنيا قد ولّت مدبرة والآخرة قد أسرعت مقبلة، ولكل واحدة منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإنّ اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل». وقد كان موت الفجأة مذموما في الاسلام لانه يباغت صاحبه ولا يمهله فربما كان على معصية فيختم له بالخاتمة السيئة.