هل ستكتفي أحزاب المعارضة خلال الانتخابات التشريعية كعادتها بالتنافس في ما بينها على المقاعد الموزعة على المستوى الوطني والتي يكون عددها 37 مقعدا؟ أم أنها أصبحت قادرة، بحكم الضمانات الجديدة ومنها حياد الادارة وشفافية ونزاهة العملية الانتخابية، على التنافس الجدي في الدوائر وصولا الى امكانية الفوز بإحداها وهو ما لم يتحقق في تاريخ الانتخابات التشريعية في تونس؟ السيد أحمد الاينوبلي الأمين العام الجديد للاتحاد الديمقراطي الوحدوي ورئيس قائمته في جندوبة قال «للشروق» لمَ لا نحدث المفاجأة ونفوز بدائرة من الدوائر مادامت الحملة تدور في حياد تام للادارة وبممارسات حضارية وراقية جدا نتمنى أن تتواصل يوم الاقتراع. ويضيف الامين العام ردا عن سؤال «الشروق» عما اذا كان الوحدوي ركز جهوده على دائرة أو دوائر معينة لتحقيق حلمه أن الحزب لم يركز عمله على أي جهة لكنه في المقابل يعوّل على بعض المناطق التي له فيها هياكل عريقة وقديمة قدما لحزب ولمناضليها إشعاع ونشاط كبير. وإذا لم يتحقق حلم الوحدوي الذي ترشح في 23 دائرة بالفوز بدائرة، وهذا منتظر لأغلب المراقبين، بحكم التقارب الكبير في موازين القوى فكيف ستكون حظوظه في سباق النسبية. عن هذا السؤال يرى الاينوبلي أن الوحدوي سيكتفي بالصراع حول المقاعد المخصصة للمعارضة ولن يرضى بغير المرتبة الاولى لانه قام بحملة جدية ومكثفة والتصق بالمواطن وهو ما يؤهله للمنافسة بجدية وبالحصول على الحصة الاكبر من المقاعد وسنعتبر ان المفاجأة حصلت اذا لم نكن في المرتبة الاولى لاحزاب المعارضة. لا أمل لنا في الدوائر وفي المقابل رأى السيد هشام الحاجي عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ورئيس قائمته في تونس انهم لم يضعوا في حساباتهم الفوز بدائرة نظرا للقانون الانتخابي وطبيعة موازين القوى وأنهم سيكتفون بالمنافسة على المقاعد المخصصة للمعارضة في إطار النسبية وأضاف ان مناضلي وقيادة «الشعبية» يتجنبون دائما التصريح بأنهم سيكونون في المرتبة الاولى أو الثانية ولكننا نريد أن نكون أفضل من المرة الماضية (7 مقاعد) وإذا لم نحقق ذلك فسنتولى تحليل أسباب ذلك. وفي الحقيقة، يقول الحاجي، إننا شاركنا مشاركة مكثفة في الجملة ورغم الرهان الانتخابي فإننا نهدف أيضا الى تجدر الممارسة التعددية وتعويد المواطنين على الاختيار خاصة وأن المناخ السياسي إيجابي. حظوظنا قائمة ويرى السيد منجي الخماسي عضو المكتب السياسي للحزب الاجتماعي التحرري ورئيس قائة الكاف أن حظوظ حزبه قائمة مثل بقية الاحزاب. لكنه في المقابل لا يمكن له الفوز بدائرة رغم أنه مترشح في 23 دائرة وسيعمل على تحسين ما حققه إثر الانتخابات الماضية التي خرج منها بمقعدين خاصة وقد زاد عدد الدوائر المترشح فيها وتجربة المناضلين في خوض الحملات والالتفاف بمشاغل المواطنين الانتخابية. المحافظة على الريادة ويؤكد السيد جلال لخضر عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين الذي لم يترشح للانتخابات هذه المرة بعد أن حظي بالانتماء الى البرلمان ان الحركة وبعد مؤتمرها الاخير توفرت لها كل عوامل النجاح في تفاعلها مع الانتخابات وتعوّل على القدرة التعبوية لمنخرطيها والمتعاطفين معها وعلى رصيدها النضالي ومقاربتها العقلانية. ولا ترى الحركة انها منافسة للتجمع الدستوري الديمقراطي في الدوائر خاصة وأنها تعمل مثله على دعم المسار الديمقراطي وبالتالي فهي تنتظر تجاوز النتيجة التي حققتها خلال الانتخابات الماضية (13 مقعدا) وهي بالتالي ترغب في المحافظة ودعم ريادتها في الخارطة السياسية للمعارضة.