تختتم الليلةالحملة الانتخابية للرئاسية والتشريعية التي كانت انطلقت في الساعات الأولى من يوم الأحد 10أكتوبر الحالي بمشاركة 168 قائمة في التشريعية وأربعة مترشحين في الرئاسية. وحسب شهادات أغلب قيادات الأحزاب والمشاركين في الانتخابات الذين اتصلنا بهم، فإن الحملة الانتخابية دارت في كنف النزاهة والشفافية وحياد الادارة وأتاحت تنافسا شريفا غابت عنه كل أشكال التجاوزات والسلوكات غير الحضارية. وإذا كانت الحملة والمشرفون عليها وفروا أجواء المساواة فإن التفاوت الواضح ظهر في تحركات الأحزاب والقائمات المشاركة في هذه الانتخابات بجزئيها التشريعي والرئاسي. ودون الحديث عن التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كانت حملاته مكثفة جدا ومتضمنة لعديد التظاهرات والأنشطة التي تضاف للاجتماعات العامة الانتخابية بحكم وزنه وقدرته التعبوية، فإن أحزاب المعارضة والمستقلين ظهروا بوجوه مختلفة، إذ برزت ثلاثة أحزاب على الأقل بكثافة حملاتها والتصاقها بالمواطنين والناخبين في حين تأثرت أحزاب أخرى بوجود حملات مضادة لها واكتفت بعض الأحزاب والقائمات المستقلة بتسجيل الحضور وتعليق الملصقات. حملة مضطربة وبرزت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين باضطراب حملتها نتيجة مبادرة قيادة الحركة اسقاط رؤساء قائمات على جهات غير جهاتهم وخاصة في سيدي بوزيد وسليانة وقابس وأريانة وتطاوين وبظهور لأول مرة حملات مضادة برزت خاصة في دوائر بن عروس وأريانة وسليانة وباجة. وانعكس هذا الوضع على أداء الحركة إذ لم تعقد عديد القائمات اجتماعات عامة وتمّ الاكتفاء بتعليق المعلقات الدعائية والتي تميزت برداءة الألوان إذ يغيب اللون الأخضر بسرعة ويتحول الى ما يشبه الأصفر وهو ما أثار ملاحظة رؤساء القائمات والمواطنين. وفي المقابل تؤكد قيادة الحركة أن الأمور سارت على أحسن وجه وانها ستحافظ على ريادتها وأن صناديق الاقتراع ستؤكد ذلك. حملات مكثفة وظهر حزب الوحدة الشعبية الذي ترشح في كل الدوائر بشكل لافت إذ قام بحملة مكثفة في كل الجهات اتسمت بمشاركة الأمين العام السيد محمد بوشيحة المرشح للرئاسة. وعوّل حزب الوحدة الشعبية على الاتصالات المباشرة بالمواطنين وتوزيع البيانات اضافة الى عقد اجتماعات عامة في المدن الكبرى وهو ما مكنه من الاستماع الى مشاغل الناخبين وتطلعاتهم ومن تقديم رؤاه ومقترحاته الى أكبر عدد من الناخبين. وترشح هذه الحملة المكثفة الشعبية الى الحصول على نسبة هامة من المقاعد المخصصة لأحزاب المعارضة تفوق بكثير ما كانت تحصلت عليه خلال الانتخابات السابقة. كما برز الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بكثافة حملته وبتواجد مناضليه في كل الجهات وهو ما أتاح لهم لقاء الناخبين وإيصال صوت الحزب وأفكاره بشكل كبير مستغلين خطابا قوميا ركز على قضيتي العراق وفلسطين اللتين تجدان صدى لدى الشارع التونسي وخطابا وطنيا من خلال التعرض الى أغلب المواضيع التي تهم الرأي العام الوطني. حسن سير الحملة أعطى أجنحة اضافية للحزب وجعل قيادته ومناضليه يأملون في الحصول على الحصة الكبرى من المقاعد المخصصة للمعارضة بل وحتى المنافسة على إحدى الدوائر. حملة ضعيفة ولم يظهر الحزب الاجتماعي التحرّري بوجه المنافس الجدي لا في التشريعية ولا في الرئاسية ولولا جهود ثلاثة من قيادته لكان الحزب غائبا في هذه الحملة ذلك أن عديد رؤساء القائمات ورغم عدم تجربتهم في الانتخابات والعمل السياسي أصلا رفضوا التعليق أو الاشراف على عمليات التعليق سواء في دوائرهم أو بالنسبة للانتخابات الرئاسية التي تميزت حملتها بغياب شبه كامل للأستاذ منير الباجي الذي قضى قرابة أربعة أيام من الحملة في الخارج قبل أن يعود ويكتفي بعقد اجتماع واحد قبل أسبوع من الاقتراع نقلته التلفزة وركز فيه المترشح على تاريخه السياسي أكثر من مقترحات وتصورات حزبه، وأعلن فيه عن قرب عقد مؤتمر وطني للحزب وتغيير إسمه بإضافة صفة الديمقراطي إليه. صمت المستقلين وتميزت قائمات المستقلين وعددها 7 بضعف حملاتها وباكتفاء أغلبها بتعليق القائمات في المدن الكبرى من الدوائر. وبدت هذه القائمات والمشرفون عليها في حالة ارتباك حتى أن ثلاثة منهم سهوا عن تقديم مطالب للتمتع بالحصص الدعائية في الاذاعة والتلفزة اضافة الى عدم عقد الاجتماعات العامة. ولأن حظوظ المستقلين تبدو شبه مستحيلة في الفوز حتى بالنسبة للحصة المخصصة للأقلية فإن السؤال يطرح اليوم عن جدوى مشاركتها رغم أن ذلك حق يضمنه لها القانون.