دخل عمر بن عبد العزيز المسجد، فرأى بلال بن أبي بردة يصلّي بخشوع، فقال فيه: إذا كان سرّه كعلانيته، فهو أفضل أهل العراق. فأجاب العلاء بن المغيرة: «أنا آتيك بأخباره». فاقترب منه وقال: اشفع صلاتك فإنّ لي حاجة. فلما سلّم قال له العلاء: تعرف منزلتي عند أمير المؤمنين، فإنّي أشرت عليه أن يوليك العراق فما تجعل لي؟ قال: عمالتي سنة. قال: اكتب ذلك خطا، فقام وكتب. فحمل العلاء الخطاب إلى الخليفة. فلما قرأ، كتب إلى واليه في العراق. أمّا بعد، فإنّ بلالا غرّنا، فكدنا نغترّ به، ثم سبكناه فوجدناه خبيثا.