تونس - الصباح: مضى أسبوع على انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية التي ستتواصل إلى غاية 23 اكتوبر بمشاركة 9 احزاب وطنية تضم 138 قائمة و15 قائمة مستقلة في التشريعية واربعة مرشحين للرئاسية. وحسب شهادات معظم قيادات الأحزاب والمرشحين لهذا الاستحقاق فقد أكد جميعهم ل"الصباح" ان الحملة الانتخابية تدور في كنف النزاهة والشفافية وحياد الادارة وكانت فرصة للتنافس الشريف حيث غابت كل أشكال التجاوزات والسلوكيات غير الحضارية واللامسؤولة وحضر الوعي بجسامة الحدث الذي غذته المسؤولية الوطنية. وإذا كانت الحملة والمشرفون عليها قد وفروا مناخا طيبا لانجاحها فإن التفاوت بين الأحزاب في مستوى تحركاتها كان واضحا اذ ظهرت بمستويات مختلفة حيث رفع التجمع كل التحديات وبرزت أحزاب بكثافة حملتها والتحامها بالمواطنين والناخبين، في حين تأثرت أحزاب أخرى بوجود حملات مضادة لها واكتفى المستقلون بتسجيل حضورهم وتعليق صور مرشحيهم في دوائرهم الانتخابية. التجمع يرفع كل التحديات خلال الأسبوع الاول من الحملة الانتخابية حقق التجمع ارقاما قياسية مقارنة بالانتخابات الماضية من حيث استقطاب الجمهور والاتصال بالناخبين وتكثيف الأنشطة حيث لم يخل اي شارع او اية جهة من مظاهر الاحتفال التي واكبها اكثر من مليوني شاب. كما تم تسجيل حضور مكثف للاجتماعات الشعبية التي ينظمها الحزب تحت اشراف اعضاء من الديوان السياسي او مرشحي الورقة الحمراء للانتخابات التشريعية. وقد واكب أنشطة التجمع مثلا أكثر من 8000 شاب وشابة حضروا يوم الجمعة اولى أنشطة القرية الانتخابية بالعاصمة، كما احتضن المقر الاجتماعي لمنظمة الأعراف اجتماعا شارك فيه الفا شخص واكبوا بداية الحملة الرئاسية والتشريعية للحزب. أسبوع اول اكد مدى شعبية التجمع داخل الاوساط الشعبية للبلاد اضافة الى قدرته العالية على التعبئة والاستقطاب. حملة في مستوى الحدث أكد بعض الملاحظين ان حزب الوحدة الشعبية من أكثر الاحزاب تنظيما واهتماما بكل تفاصيل الحملة بالرغم من بعض المشاكل الداخلية التي لم تؤثر على سير الحملة الانتخابية. وكثف الحزب من حملته وظهر في كل الدوائر والجهات وقد اتسمت هذه الحركية خصوصا بالمشاركة البارزة لامينه العام محمد بوشيحة. وتمكن الحزب من الاتصال المباشر بالمواطنين والناخبين الذين وزعت عليهم البيانات الانتخابية وعدد كبير من جريدة "الوحدة" لسان حال الحزب اضافة الى عقده الاجتماعات العامة وهو ما اعطاه فرصة حقيقية للاطلاع على مشاغل الناخب. ذات المعطيات كان قد عرفها حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي برز هو الآخر بكثافة حملته وبتواجد مناضليه في مختلف الدوائر التي يمثلونها معتمدين في ذلك على تواجد الكثير من الوجوه التي عرفت بميولاتها القومية وهي مقولات تستهوي شرائح كثيرة من الناخبين في ظل الوضع العربي المتأزم الذي غذته القضية الفلسطينية والأزمة في العراق... ويمكن القول بأن الحزبين استفادا من حملة مرشحي الانتخابات الرئاسية للتعريف بالحزبين وبرامجهما كما أظهر رؤساء القائمات التابعة للحزبين جدية في العمل والتحرك. حملة مضطربة لم تظهر حركة التجديد بوجه المنافس "الجدي" و"الوحيد" لا في الانتخابات التشريعية ولا الرئاسية ولولا وجود بعض القيادات لكانت الحركة ومن ورائها "المبادرة الديمقراطية" غائبة تماما، ذلك ان بعض القائمات في دوائر عدة لم تر النور في الأماكن المخصصة لها رغم التجارب الانتخابية والمشاركة المتكررة للحركة في الاستحقاقات السابقة ونفس الحالة عاشتها القائمات المستقلة. حملة مضادة منذ إعلان حزب الخضر للتقدم عن نية التقدم للانتخابات التشريعية وجد الحزب حملات مضادة من قبل بعض منخرطين سابقين سواء على أعمدة الصحف أو على الانترنات وقد اشتركت جميعها في الدعوة الى مقاطعة الحزب وقد تجسدت هذه المسألة اساسا في العاصمة وفي ولاية قفصة. ورغم خبرة عدد كبير من مرشحي الحزب بالمسائل السياسية فقد رفض عدد كبير من رؤساء القائمات الاشراف على عمليات تعليق وتوزيع البيانات على المواطنين وتعلل احدهم "بالبرستيج السياسي". الاجتماعي التحرري ابدى الاجتماعي التحرري مرونة في التعامل مع مسألة الانتخابات التشريعية معتمدا في ذلك على شباب الحزب الذي أظهر جهدا في العمل من اجل انجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية اكتوبر 2009 رغم قلة "الشباب التحرري" في هذا المجال.