القدس المحتلة رام اللّه (وكالات) سعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس الى الترويج لتدهور صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطوة تهدف على ما يبدو الى ترحيله الى خارج فلسطينالمحتلة بدعوى العلاج بينما طالب سفير جنوب افريقيا في تل أبيب بفكّ الحصار عن الرئيس الفلسطيني والتحاور معه. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة أمس أن اسرائيل سمحت بقدوم أطباء عرب الى رام اللّه لمعاينة الرئيس الفلسطيني. وقد روجت وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال الأيام الأخيرة لتدهور صحة عرفات وقالت ان ذلك قد يتسبب في الحدّ من أنشطته. لكن نبيل أبوردينة المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني أكد أن عرفات بخير ويحتاج فقط الى قليل من الراحة. ونفى أبوردينة أن تكون صحة عرفات قد تدهورت بالشكل الذي صورته وسائل الاعلام العبرية مؤكدا أن الرئيس الفلسطيني تعرض لنزلة برد فقط أثرت على صحته، ولكن الأمر لا يحتاج إلا لقليل من الراحة. وأوضح أبوردينة في تصريحات صحفية أنه «لا داعي للقلق على صحة «أبي عمّار» الذي يتماثل للشفاء». وأكد النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي من جانبه، وهو طبيب مقرّب من عرفات أن صحة الرئيس الفلسطيني طبيعية تماما وأنه «كان قد أصيب قبل مدة بزكام تعافى منه». وتحاصر سلطات الاحتلال الاسرائيلي منذ ديسمبر 2001 الرئيس عرفات في مقر اقامته في رام اللّه وامتنعت حكومة شارون والادارة الأمريكية عن التعامل مع عرفات بزعم أنه لا يمثل شريكا حقيقيا للسلام. ودعا مسؤولون اسرائيليون مرارا الى التخلص من الرئيس الفلسطيني وذهبوا حدّ القول ان ترحيله ليس إلا مسألة وقت. لكن سفير جنوب إفريقيا في تل أبيب فومي جيبا طالب الحكومة الاسرائيلية بفك الحصار عن عرفات وبالتعامل معه لأنه الرئيس المنتخب للفلسطينيين. وقال جيبا في مقابلة مع صحيفة «كل العرب» الصادرة في مدينة الناصرة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 ان محاصرة الرئيس الفلسطيني في مقر المقاطعة أمر غير مقبول. وأشار جيبا الى أنه بحث مع الحكومة الاسرائيلية مسألة فكّ الحصار عن الرئيس عرفات موضحا أن «اسرائيل تتهمه بأنه لا يفعل شيئا فكيف تطلب منه أن يضبط الأمن والفصائل الفلسطينية وهو محاصر». وأكد السفير أن على سلطات الاحتلال الاسرائيلي أولا أن تمنحه حرية التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة ليفرض سيطرته» مضيفا «نحن نقول ان الرئيس عرفات انتخبه شعبه وهو الرئيس المنتخب ومعه فقط يجب أن يتحاوروا».