قال أمس رئيس حكومة تل أبيب، أرييل شارون أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيظل محاصرا في منبر «المقاطعة» برام الله الذي وصفه بالمكان الجيد والطيب... وبالنسبة الى شارون الذي كان يرد صباح أمس على سؤال لأحد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، فإن مبنى المقاطعة (حيث مقر الرئاسة) يعتبر مكانا «مناسبا» لاقامة عرفات المحاصر منذ عامين ونصف العام في هذا المقر المهدم... ونقل موقع صحيفة «يديعون أحرونوت» على شبكة الانترنات عن شارون قوله ردا على السؤال المتعلق بمصير الحصار المضروب على ابي عمار : عرفات سيبقى في المقاطعة... «انه يقضي أوقاتا طيبة هناك... لا يوجد أي تغيير في سياسة اسرائيل ازاءه». وبدا شارون مبتسما وهو يجيب عن السؤال حول مصير الحصار على عرفات الذي لم يتمكن من مغادرة الأراضي الفلسطينية منذ ديسمبر من سنة 2001 . وفي تصريحات أدلى بها في موفى أفريل الماضي كان شارون قد أعلن أنه في حل من «الوعد» الذي أعطاه لواشنطن بعدم استهداف ياسر عرفات والمساس بحياته. وقالت الصحافة العبرية بعد تلك التصريحات أن رئيس الوزراء الصهيوني يمهد الطريق لابعاد الرئيس الفلسطيني الى قطاع غزة. وأشارت بعض الصحف العبرية حينئذ الى أن جيش الاحتلال الاسرائيلي اعد خططا مفصلة لابعاد عرفات في أي وقت. وبعد عملية عسكريةجديدة من رام الله الليلة قبل الماضية، قال نائب وزير الحزب الإسرائيلي زئيف بويم أن عرفات لا يزال يمثل «عقبة أمام السلام» على حد زعمه وأضاف أن أفضل سيناريو بالنسبة الى الكيان الصهيوني يتمثل في أن يتقاعد عرفات من مبنى المقاطعة بما يعني انهاء حياته السياسية هناك. ونفى المسؤول الصهيوني باشارته الى السيناريو المفضل بالنسبة إلى تل أبيب، ما تداولته وسائل الاعلام العبرية خلال الأيام الأخيرة بشأن احتمال أن يتوجه عرفات الى قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي المفترض منه. وحسب نائب وزير الحرب الصهيوني فإن العملية العسكرية الجديدة التي شملت أطراف المقاطعة الليلة قبل الماضية لم تكن تستهدف الرئيس الفلسطيني وانما مقاومين فلسطينيين وخصوصا من «حماس». ووفق ادعاء المسؤول الاسرائيلي ناشطين من «حماس» يحضرون في رام الله لعمليات فدائية وتمركزت الليلة قبل الماضية حوالي 20 آلية اسرائيلية حول مبنى المقاطعة وأغلقت منافذ تؤدي الى هذا المقر. غير أن الآليات الاسرائيلية انسحبت لاحقا وفق ما أكدته أمس المصادر الفلسطينية.