ليس خافيا أن سوريا تقع منذ سنوات في قلب مؤامرة كبرى يمثّل الدواعش رأس الحربة فيها.. والدواعش هنا هم جماعات ارهابية درّبتها وموّلتها وزجّت بها قوى اقليمية ودولية في قلب الجغرافيا السورية.. وهم كذلك دواعش لجهة لعب نفس الدور وإن كانوا يلبسون لبوسا آخر. وبالمحصلة فإن دواعش الداخل ممثلين في العصابات الارهابية والاجرامية المنغمسة في مناطق سوريا بحماية اقليمية ودولية يتحالفون مع دواعش الخارج ممثلين في عصابات الكيان الصهيوني وحلفائهم الأمريكيين الذين لا يزالون يحتلون أجزاء من الأراضي السورية ويحركون الخيوط لتكبيل الدولة السورية ومنعها من بسط سيطرتها على كامل التراب السوري.. هذا التحالف يبدو واضحا وجليا وفق توزيع محكم للأدوار.. فلم يكد الأمريكيون ينقلون اعدادا من الدواعش من الأراضي العراقية إلى الداخل السوري حتى تحركت آلة القتل الداعشية واستهدفت غدرا حافلة تنقل جنودا سوريين.. وذلك تدشينا على ما يبدو لمرحلة جديدة من التصعيد الأمريكي في الأراضي السورية ردّا على التصعيد الروسي في الأراضي الأوكرانية.. تصعيد دواعش الداخل لم يبق عملية معزولة، بل إنه يأتي في سياق تزامن مريب مع استهداف الكيان الصهيوني لمطار دمشق الدولي ما أدى إلى تعطيل حركة الطيران داخله وهو تزامن يؤكد أن دواعش الداخل ودواعش الخارج هم وجهان لعملة واحدة.. كما يكشف حجم التنسيق والتواطؤ بين التحالف الصهيوني الأمريكي من جهة وبين الجماعات الارهابية من جهة أخرى. والواقع أن صمود سوريا واقتدار قيادتها وجيشها وشعبها قد أفضى منذ سنوات إلى اسقاط الأقنعة التي كان يتخفى بها الارهابيون وكانت تتسربل بها المؤامرة الكبرى التي تستهدف سوريا المقاومة وسوريا الصمود وسوريا الدور وسوريا العروبة. وهي مؤامرة تواطأت بموجبها عديد القوى الاقليمية والدولية وتهاطلت بمقتضاها مئات الجماعات الارهابية المتطرفة من قرابة 100 دولة لتعمل قتلا وتخريبا وتدميرا في الداخل السوري وفق خطة خبيثة هدفت إلى تدمير الجيش العربي السوري وإسقاط الدولة السورية والايقاع بسوريا في جحيم فوضى «الخراب العبري». هذا الخراب الذي أريد له أن يكون مطية لعبور قطار ما سمي الشرق الأوسط الجديد والذي يتخذ من مقولة «دمر نفسك بنفسك» لإحداث التقسيم وإعادة التشكيل وقودا له. لكن الصمود السوري الأسطوري جعل من أسوار دمشق بمثابة صخرات تكسرت عليها المؤامرة الكبرى.. واقع جعل اعداء سوريا واعداء العروبة واعداء المقاومة يلجؤون إلى هذا التحالف الجديد بوجه مكشوف هذه المرة بين دواعش الداخل السوري ودواعش الخارج. وهو تحالف سيتكسّر لا محالة على صخرة الصمود السوري وفي الأخير سيدفع الكيان الصهيوني وحلفاؤه ارهابيو الداخل وداعموهم الاقليميون فاتورة باهظة لهذه المؤامرة الدنئية.. وصبر سوريا قيادة وجيشا وصبر حلفائها في صفوف المقاومة في دول المنطقة ليس صبرا بلا حدود ليتم التحرك نحو اقتلاع شوكة الجماعات الارهابية من الجسد السوري والتحرك لردع الغطرسة الصهيونية والرد على قصف المدينة بقصف مدينة وعلى ضرب المطار والمنشآت المدنية السورية باستهداف مطارات ومنشآت صهيونية.. وسيعرف دواعش الداخل ودواعش الخارج أي منقلب ينقلبون. عبد الحميد الرياحي