أكد المشاركون في مائدة مستديرة انتظمت مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للرعاية الصحية الذاتية الذي يوافق 24 جويلية من كل عام على أهمية هذا السلوك في المحافظة على الصحة العامة.. وشدد.وا المتدخلون على أن الرعاية الصحية الذاتية تجلب فوائد مهمة للأفراد ومجتمعاتهم، مثل تحسين جودة الحياة، والحفاظ على الإنتاجية، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية. ووفق المشاركين في الندوة، تأكد اليوم وأكثر من أي وقت مضى ان إمكانية الاعتناء بصحتنا وصحة الآخرين اصبحت بأيدينا بالنسبة لعدة أمراض دون انتظار التوجه للطبيب او للمستشفى استنادا الى مقولة "صحتك بين يديك".. وأكد الكاتب العام للنقابة العامة لأصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة على هامش مشاركته في أشغال المائدة المستديرة المذكورة ان حوالي 500 ألف تونسي يتوجهون يوميا للصيدليات في إطار الرعاية الصحية الذاتية.. واكد ان ذلك من شأنه التخفيف من ضغوطات ارتفاع النفقات الصحية بالنسبة للمواطن وبالنسبة للدولة والصناديق الاجتماعية.. ودعا نوفل عميرة في هذا السياق الى ضرورة مراجعة النصوص القانونية التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي حتى تصبح متناغمة مع الواقع التونسي والوضع المعيشي للمواطن وذلك من خلال تطوير جودة الخدمات الصحية على مستوى الخط الأول ( في الصيدليات ) ويقع بذلك مزيد تقريب الخدمات الصحية من المواطن وتقليص تكاليف العلاج مع ضرورة احترام القانون بالنسبة للامراض التي يتطلب علاجها وبيع الدواء الخاص بها زيارة الطبيب او المستشفى. وتم بمناسبة المائدة المستديرة التأكيد على أن الرعاية الصحية الذاتيّة تلعب دورا مهما في حماية الصحة العامة وضمان كفاءة أنظمة الرعاية الصحية وهي تمثّل مكسبا سنويا عالميا يقدر ب 22 مليون سنة حياة في صحة جيدة(QALYs)، وهو مؤشر صحي يأخذ بعين الاعتبار عدد سنوات الحياة وجودتها . كما يتمّ، بفضل الرعاية الصحية الذاتية توفير 40.8 مليار يوم عمل في جميع أنحاء العالم كلّ سنة. كما ثبُت أن الرعاية الذاتية توفر لأنظمة الرعاية الصحية نحو 119 مليار دولار سنويا (يمكن أن يصل إلى نحو 178.8 مليار دولار) في جميع أنحاء العالم. فضلا عن كونها وفّرت 1.8 مليار ساعة عمل بالنسبة للأطباء، مما يعني أن لديهم المزيد من الوقت للتركيز على الحالات الأكثر تعقيدا التي لا يمكن أن تتمّ معالجتها باعتماد الرعاية الصحية الذاتية. ومن جهتها أكدت الدكتورة فيروز اللوز، المديرة العامة لمخابر سانوفي للرعاية الصحية الاستهلاكية بشمال شرق إفريقيا بتونس في مداخلتها ان مخابر سانوفي تعمل بالتعاون مع المتدخلين في القطاع الصحي وممثلي المستهلكين سواء في تونس او افريقيا على تدعيم الرعاية الصحية الذاتية المسؤولة، وذلك عبر التثقيف الصحي والاستثمار في التكنولوجيات الصيدلانية والرقمية لتوفير منتجات آمنة وفعالة على أعلى مستوى من الجودة وكل ذلك من خلال تقديم منتجات صحية مستوحاة من احتياجات الأفراد وتعزيز التثقيف الصحي للأفراد ودعمهم وتمكينهم من الاهتمام بأنفسهم. وذكرت المتحدثة ان مجموعة منتجات مخابر سانوفي للرعاية الصحية الذاتية تشمل معالجة الآلام والرعاية الهضمية والصحة البدنية والعقلية وعلاج الحساسية والسعال ونزلات البرد والإنفلونزا.. وتحدثت اللوز عن دراسة اجريت في تونس واكدت ان قرابة 90 بالمائة من عينة من 50 ألف تونسي يعانون نوبة آلام أسبوعيا . وتوصلت الدراسة إلى أن 60 بالمائة من ذات العينة لاحظوا تغير نسق حياتهم بسبب هذه الآلام و34 بالمائة منها يعانون من آثار نفسية وشعور بالألم كل يوم وهو ما ينعكس على الشخص نفسه وعلى أقاربه وعائلته وأطفاله وعلى المجتمع ككل.. كما أن 30 بالمائة من بين 50 ألف تونسي، فقط أكدوا أنهم تواصلوا مع طبيب أو صيدلاني للحصول على نصيحة وعرض مشكلتهم وهو ما يؤكد اهمية إيلاء العناية أكثر فأكثر للرعاية الصحية الذاتية وفق المتحدثة العناية الصحية les pharmacies