أسدل أمس الستار على مهرجان نسمات المتوسط بحلق الوادي في دورته التأسيسية الأولى بإدارة الممثل المسرحي القدير صلاح مصدق .كانت سهرة الاختتام مع حفل ناجح أمنه الفنان أكرم ماق وسط حضور جماهري هام عكس شعبية هذا الفنان واتساع دائرة المهتمين بنمط غنائي عرف به واجتهد في إيصاله ببصمته الخاصة وصوته المميز. وقد نجح الفنان بخفته ورشاقته وحماسته في إبهاج الحضور بباقة من أغان استهلها بأغنيته الشهيرة "شافوني زوالي ما عنديش مالي". وقد لفت الانتباه بأغانيه التي كانت صوت المهمّشين، والمفقّرين، والعاطلين والمحرومين. َرعم إيقاعها السريع الذي يحاكي ذائقة شباب العصر لم يحد عن رسائل إنسانية نبيلة أكدت انشغال الفنان بقضايا شريحة تعيش الضيم والحرمان بمختلف أنواعه. إنها أغاني ذات معنى لم تنسلخ عن الهموم السياسية والاجتماعية لشريحة عريضة من التونسيين. وقد حضر حفل الاختتام مجموعة من الفنانين والممثلين التونسيين ممن كانت لهم مع التونسيين مصافحات درامية ناجحة مثل جمال ساسي الذي أشتهر بدور حفّة في مسلسل الخطاب ع الباب، و حسين المحنوش الذي رغم مرضه سجل حضوره وتم تكريمه، إلى جانب كوثر بالحاج (عزة في شوفلي حل) وهي من نشطت حفل الاختتام، الى جانب ثلة أخرى من المشاهير والإعلاميين. ورغم انطلاقه بإمكانيات محدودة إلا أن مهرجان نسمات المتوسط كسب رهان التحدي، ونجح في برمجة ثرية ومتنوعة نشطت شوارع وأنهج مدينة حلق الوادي وتركت أثرها على مسرح (الكراكة) . وقد أكد صلاح مصدق مدير المهرحان و رئيس جمعية نسمة حلق الوادي الثقافية أنه حلم بتأسيس المهرجان بعد تقاعده من المسرح الوطني وقد سعى مع الهيئة المديرة وبمساعدة زوجته الممثلة سهام مصدق تحت إشراف المندوبية الجهوية للثقافة وبلدية الجهة إلى اتخاذ الخطوة الأولى من خلال هذه الدورة التأسيسية الناجحة، و ينتظره الكثير في الدورات المقبلة بنفس الروح التشاركية . معبرا عن تفاؤله وسقف انتظاراته العالي مستقبلا، واعدا بمزيد النجاح والإشعاع والانفتاح على دول البحر الأبيض المتوسط بما سيجعل المهرجان دوليا وأكثر تنوعا. وبذلك تواجه الهيئة المديرة والمنظمة التي نجحت في إقلاع هذا المهرجان مسؤولية مضاعفة في المستقبل لتحافظ على النجاح الذي انطلقت به أو مضاعفته. والجدير بالذكر فإن المهرجان نوّع من فعالياته بمختلف الفنون من عروض موسيقية طربية وشعبية وشبابية ، وفنون تشكيلية، وفن عرائس، وفن الحكْي، والسيرك، فضلا عن تنشيط الشوارع والأنهج والشواطئ والمطاعم بما جعل مدينة حلق الوادي تعيش عرسا بهيجا من الفنون الموجهة لمختلف الشرائح العمرية دون استثناء.
