عادت «عكّا» إلى أحضان أهلها العرب على يدي شُرحبيل بن حسنة سنة 16 ه / 636م ولما أصبح معاوية بن أبي سفيان واليا على الشام سنة 20 ه وجد أن الجيوش البرية لا تكفي وحدها لحماية المناطق الساحلية فعزم على إنشاء أسطول بحري وتم له ذلك عندما ظفر في عكا بأحواض لبناء السفن من العهد البيزنطي فعمد إلى تشغيلها وبذلك صبحت عكا الأولى في صناعة السفن بعد دار الصناعة في الاسكندرية وجرمعاوية من ميناء عكا الحملة البحرية الأولى على جزيرة قبرص سنة 28 ه / 649م ثم على جزيرة رودس سنة 34 ه / 654م فكانت عكا أول ميناء عربي قام منه المسلمون بأولى غزواتهم في البحر المتوسط وازدهرت تجارتها كثيرا في العصر الأموي فكان لها شهرة فائقة بالزيتون واستخراج الزيت منه، وبزراعة قصب السكر واستخراج السكر منه. احتلال يهودي واستولى عليها الصليبيون بعد استيلائهم على القدس سنة 497 ه / 1104 م وأصبحت الميناء الرئيس لمملكة القدس اللاتينية. واسترجعها صلاح الدين سنة 583 ه، ولكنهم عادوا إلى حصارها مدة عامين واستعادوها ومكثوا فيها قرنا كاملا، أي إلى سنة 687 ه / 1290م حين دمرهم سلطان المماليك الأشرف خليل بن قلاوون، وأجلاهم عنها فكانت آخر معاقلهم في بلاد الشرق. سقطت عكا بيد اليهود في 18 ماي 1949 أي بعد دخول الجيوش العربية لفلسطين بثلاثة أيام وفي 31 نوفمبر 1949 كان في عكا 9 آلاف نسمة منهم 5200 يهودي وفي عام 1965 م كان في عكا 4 آلاف عربي وفي عام 1973 م وصل عدد العرب إلى 4500 عربي.