وزارتا التشغيل والصحة تؤكّدان أن التكوين في الاختصاصات شبه الطبية يشترط فيه وجوبا التنظير    الاستحقاقات الثنائية بين تونس والأردن والقضية الفلسطينة أبرز محاور لقاء بوزارة الخارجية    تراجع انتاج النفط الخام بنسبة 9 بالمائة وزيادة الشراءات من الغاز الجزائري بنسبة 23 بالمائة مع موفي جوان 2025    تونس وردت قرابة 10 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء مباشرة من الجزائر مع موفي جوان 2025    اسبانيا: أكثر من 1100 حالة وفاة بسبب موجة الحر الأخيرة    تعيينات حكام الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى    بطولة إفريقيا لرفع الأثقال: التونسية آية حسني تظفر بثلاث ذهبيات    عمران العافي اول انتداب اولمبيك سيدي بوزيد للموسم الرياضي الجديد    حرائق الغابات تجتاح مصر وتعطل الخدمات الحيوية    القصرين: السجن لشاب قتل والده ودفن جثته في مستودع    عاجل : تفكيك أكبر مصنع للكبتاغون في الشرق الأوسط بلبنان    أرانب ''زومبي'' بقرون سوداء تثير رعب السكان    العودة المدرسية: وزير النقل يدعو الى ضرورة حسن التصرّف في الأسطول المتوفّر وإحكام توزيعه    كرة اليد: جناح جندوبة الرياضية يمضي للملعب التونسي    إيداع شاب السجن بعد تهشيم بلور حافلة في سيدي حسين    خمس روايات تونسية ضمن القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025    عاجل : رحيل الفنانة السورية إيمان الغوري    مدنين: حركية عبور مكثفة عبر الطريق الرومانية تزامنا مع توقف نشاط بطّاحات جزيرة جربة بسبب الاضراب    نيويورك.. عشرات الضحايا بمرض خطير والسبب'' الكليماتيزور''    عاجل: موعد ترسيم أطفال التحضيري    Ooredoo Music Fest by OPPO يعود في نسخته الثالثة مع عرض رڤوج وتجربة غامرة فريدة من نوعها    دليلك القانوني في فرنسا: كيف تحمي نفسك من الترحيل والاحتجاز؟    عاجل : النجم الساحلي يتعاقد مع اللاعب الدولي الليبي نور الدين القليب    قرطاج الدولي يفتح أبواب السينما للأطفال: عرض مجاني لفيلم La Princesse et la Grenouille    فتح مناظرة بالملفات للتسجيل في اختصاص ثان للحصول على الشهادة الوطنية للإجازة من أحد المعاهد العليا للدراسات التكنولوجية    حجز 542 كلغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك بولاية تونس    الحماية المدنية تطفأ 87 حريقا..    النادي الصفاقسي: إنطلاق موسم الإصابات في الفريق .. وغموض حول وضعية معلول    خزندار: إيقاف عنصر إجرامي محل مناشير تفتيش لفائدة عدة محاكم    تونس: إيقاف مسافر حاول الاعتداء على سائق مترو    عاجل : أمريكا تلغي أكثر من 6000 تأشيرة دراسية    تفاصيل الاتفاق المحتمل بين المقاومة وإسرائيل    هدير عبد الرازق ترد على اتهامات "محتوى غير أخلاقي": لجأت إلى القضاء لحماية سمعتي    دخول قسم الطب الباطني الجديد بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة حيّز الاستغلال    العودة المدرسية: كل التلاميذ عندهم نفس الكراسات وبنفس العدد    المولد النبوي : شوف كفاش تختار بين الزقوقو التونسي و المستورد؟    فاجعة: وفاة طفل بسبب أكلة..!    المشروبات شديدة السخونة.. "خطر خفي" يهدد صحتك    يهم التونسيين : هكذا سيكون طقس اليوم الثلاثاء 19 أوت    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    رئيسة الحكومة تحل باليابان للمشاركة في قمّة "تيكاد9"..    صدمة علمية: مشروباتنا اليومية مليئة بالبلاستيك...تفاصيل!    النجم الساحلي يضم لاعب الوسط الليبي نور الدين القليب    ماكرون.. مكان لقاء بوتين مع زيلينسكي سيحدد خلال ساعات    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    قربة: في انقلاب حافلة خاصة بالعملة: وفاة عاملة وإصابة 20 آخرين    في مهرجان قرطاج: «ثلاثون» يعيد الحياة لإرث فاضل الجزيري    تقصير وسوء تصرّف: وزارة الرياضة تقرّر حل هذا المكتب الجامعي.. #خبر_عاجل    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    حالة الطقس هذه الليلة..    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    أسعار البيض تتراجع: 4 بيضات لا تتجاوز 1200 مليم    عرض "رقوج " ... تجربة فنية إبداعية من صنف الكوميديا الموسيقية تبهر جمهور مهرجان صفاقس الدولي    صيف وضيف...الفنّانة التشكيليّة الشابة غادة عسكري (حمام الأنف).. .. رؤى الحداثية لإبراز التّراث العربي الإسلامي    حكايات وحِكم.. يجود علينا الخيّرون بمالهم.. ونحن بمال الخيّرين نجود    تاريخ الخيانات السياسية (49)...توزون يفقأ عيني الخليفة المتّقي    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الشروق..تونس ليست حارس المتوسط
نشر في الشروق يوم 16 - 03 - 2023

تونس لا يمكن أن تكون حارسا للمتوسط ، وتمنع المتسللين من شواطئها في اتجاه الضفة الشمالية للمتوسط، وتحديدا وبأكثر دقة الاراضي الإيطالية.
صحيح أن أغلب المتجهين نحو أوروبا في هجرات بحرية غير نظامية ينطلقون من السواحل التونسية، لكنهم من جنسيات مختلفة وليسوا فقط من التونسيين، وهناك عصابات دولية للاتجار بالبشر تدير هذا الملف.
وصحيح أيضا أن تونس تجند كل قواتها الأمنية لملاحقة المتسللين عبر شواطئها، وغالبا ما تنجح في احباط عديد محاولات الابحار خلسة وتتمكن من انقاذ وإيقاف الاف المهاجرين غير النظاميين ، أغلبهم من دول افريقيا جنوب الصحراء وهو جهد تقوم به بإمكانياتها الذاتية الضعيفة ، وتحتاج فيه الى جهود الاتحاد الاوروبي الذي يريد أن تُمارس تونس مجانا دور شرطي الضفة الجنوبية للمتوسط لمنع ابنائها وغيرهم من الوصول الى « الجنّة « الأوروبية بحثا عن تحسين أوضاعهم الاجتماعية .
في الأيام الاخيرة تحركت إيطاليا وتبنت موقفا لمساعدة تونس في أزمتها الاقتصادية والمالية ودعوة أطراف أخرى، ومنها الامارات العربية المتحدة لارسال نصف مليار دولار لتونس لمساعدتها على الخروج من أزمتها.
ويتساءل المراقبون كيف أن قلب إيطاليا أصبح ينبض لفائدة تونس، ليشتد الحرص على منع بلادنا من السقوط في الانهيار المالي ، قبل الحصول على قرض صندوق النقد الدولي.
لا شيء بين الدول غير المصالح، وإيطاليا ومن ورائها الاتحاد الاوروبي لا يساعدان تونس لوجه الله أو حتى ليجد أبناؤها مواطن شغل في بلادهم تغنيهم عن المغامرة بركوب « قوارب الموت « فتشفى إيطاليا، ومعها الدول الأوروبية ، من صداع الهجرة غير النظامية.
مقايضة تونس بملايين الدولارات لحراسة المتوسط ومنع تدفق المهاجرين المتزايد ليس حلا مجديا ولا مجزيا ، وما يتم دفعه ليس الا فتاتا مقارنة لما يدفعه الأوروبيون لدول أخرى داخل الاتحاد وخارجه .
ثم لماذا يدير الاتحاد الاوروبي ظهره لاتفاقية الشراكة مع تونس المبرمة قبل نحو ثلاثة عقود ويغمض عينيه على حرية تنقل المواطنين داخل الفضاء المشترك ، فيحرص على دخول مواطنيه الى بلادنا بكل حريّة في ما يقيّد دخول مواطنينا الى الاتحاد الاوروبي بتأشيرة يعسر يوما بعد يوم الحصول عليها؟
إن الأوروبيين برسمييهم و أحزابهم ومجتمعهم المدني مطالبون بتغيير سياسات التضامن والجوار مع تونس ووضع استراتيجيات جديدة تقوم على التكامل والمصلحة المشتركة، فتونس مهما تفاقمت أزمتها الاقتصادية والاجتماعية تبقى دولة ذات سيادة لا يمكن أن تفرِّط فيها ولا تقبل أن تكون خادما لدى أي دولة أو كيان وعلى مسؤوليها التحدّث مع الأوروبيين من هذا المنطلق وبندية تامة فأوروبا ليست قدرنا الوحيد ولا شريكنا الأوحد ولا يمكن أن نتلقى تعليمات أو املاءات من أي كان ولا يجب أن تنظر إلينا أوروبا كسوق لموادها أو مستفيد حصري لثرواتنا ومنتوجاتنا.
نجم الدين العكّاري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.