تونسيون وأفارقة يحفظون المصحف بأكلمه استعدادا لجوائز الرئيس تونس الشروق: الزيارة التي قمنا بها خلال أحد أيام الاسبوع الفارط الى المدرسة القرآنية بسكرة كشفت لنا عن أهمية وقيمة هذا المعلم القرآني الذي سلطنا عليه الاضواء في عدد الجمعة الفارط، ولأهميته نواصل اليوم نقل أجوائه المفعمة بالإيمان التي حضرنا جانبا منها... أكثر من حلقة حفّاظ وطلبة علم توزعت بمسجد المدرسة أطفال وشبان من مختلف الأعمار يتمايلون وهم جلوس يقرأون ويحفظون ويراجعون كلام الله تعالى من مصاحف مختلفة. دعانا مدير المدرسة الشيخ حسن الورغي الى ركن بالمسجد حيث تربع والتف حوله عدد من الطلبة والحفّاظ في حلقة خيّم عليها الهدوء. إشادة إفريقية استعاذ بالله من الشيطان الرجيم ثم راح يسرد على مسامعنا تاريخ المدرسة فقال: "هذا المعهد المبارك افتتح على بركة الله في غرة نوفمبر 1990، ومنذ ذلك الحين وهو يحظى بعناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي لم يبخل عليه يوما بالدعم المادي والمعنوي. وقد جعل سيادته من المدرسة معلما قرآنيا ذاع صيته في البدان الافريقية وهذا ما جعل عديد البلدان تشيد بدور الرئيس بن علي في نشر القرآن، وحتى نحافظ على هذا الوجه المشرف للمدرسة فقد حرصنا على العناية به على كل المستويات وحصرنا عملنا في ما هو قرآني فقط بعيد عن كل توظيف وانتماء الى أيّ تيار كان الا لله وللدين الخالص...". برواية حفص بعد أن أنهى الشيخ حسن حديثه توجهنا بالسؤال الى احد الطلبة الافارقة ويدعى عبد الوهاب سليمان (20 سنة) عن أقدميته بهذه المدرسة فقال: "جئت من غانا الى هنا منذ سنة وقد حفظت الى اليوم 60 حزبا أي القرآن كله، فأنا كنت أحفظ القرآن ببلدي ولكن عندما سمعت عن هذه المدرسة قررت الالتحاق بها لمزيد الحفظ وهو ما حصل". يضيف الطالب عبد الوهاب قائلا: "أحفظ القرآن برواية حفص وسأشارك في المسابقة الوطنية لترتيل وحفظ القرآن الكريم التي يشرف عليها الرئيس زين العابدين بن علي، والتي ستقام في أوائل الشهر القادم". 5 آلاف دينار مواطنه محمد الثالث طاهر يبلغ من العمر 21 سنة وهو الآخر يحفظ 60 حزبا وقد سبق له أن تحصل على الجائزة الثالثة لرئيس الجمهورية زين العابدين بن علي خلال السنة الفارطة ومقدارها خمسة آلاف دينار. يقول: "التحقت بالمدرسة منذ سنتين وقد كنت أحفظ بعض الاحزاب واليوم صرت أحفظ القرآن كله، كما أنني ادرس بالجامعة الزيتونية شعبة الحضارة الاسلامية وقد التحقت بهذه الشعبة بفضل الشهادة التي تحصلت عليها من المدرسة". في الحياة اليومية منصف السعيداني هو طالب يبلغ من العمر 20 سنة أصيل منطقة ماطر من ولاية بنزرت انقطع عن التعليم حين كان يدرس بالسنة الثالثة ابتدائي، وقد التحق بالمدرسة القرآنية منذ ثلاث سنوات وهو مقيم. يقول الطالب منصف: "أحفظ 60 حزبا وسأشارك في المسابقة الوطنية ترتيل برواية قالون وأنا أطمح الى أن أعمل بما جاء في كتاب ا& في حياتي اليومية وأعلم القرآن للآخرين". أصغر التلاميذ اخترنا الطالب خميس عوينة من بين الطلبة غير المقيمين لنتحدث ا ليه. قال خميس: "أبلغ من العمر 25 سنة وقد التحقت بالمدرسة منذ سنتين ونصف، أنا أقطن باحدى ضواحي العاصمة وقد حفظت الى اليوم 40 حزبا وأنوي المشاركة في المسابقة الوطنية علني أفوز بجائزة الرئيس". خميس صرح لنا أيضا بأنه يشتغل بمقهى في المساء ويدرس بالمدرسة صباحا. الحلقة التي ضمتنا، بالشيخ حسن الورغي والطلبة كانت تضم أيضا الطفل محمد اسماعيل العامري وهو أصغر تلامذة المدرسة يقول محمد اسماعيل: "عمري خمس سنوات وقد حفظت الكثير من القرآن (قال لنا معلمه انه حفظ نصف حزب)". ويواصل الطفل محمد اسماعيل قائلا انه يفرح كثيرا حين يأتي الى المدرسة لانه سيتعلم القرآن.